لم يشر النبي عليه السلام إلى أي حديث متبادل بين الزوجين، بل أشار إلى نظرات متبادلة، أنها لغة العيون التي لا صوت فيها، فلا يسمعها أحد من الجيران، ولا حتى ممن هم في نفس البيت ولو كانوا في الغرفة نفسها.
وإذا كان لا أحد من البشر يسمع هذه اللغة، فإن رب البشر سبحانه أعلم بها، فهو العالم بكل شيء، ونظراتهما المباركة تلك تستجلب رحمة الله تعالى لهما.
سهولة ويسر
ما أسهله من سبب، وما أيسرها من وسيلة! أجل .
فالنظر لا يحتاج جهداً ولا طاقة ولا صحة، نظرة يستطيع أن يقوم بها الزوج الأخرس والمريض والمشلول والأصم، يستطيع الزوجان أن يتبادلانها في اليوم مرات كثيرة، في كل مكان من البيت، وفي كل وقت من ليل أو نهار.
التقارب باللمس
ثم يتبعان لغة العيون لغة أخرى، لا كلام فيها أيضاً، إنها لغة التقارب باللمس الذي يؤكد علماء النفس اليوم آثاره السحرية في صحة الإنسان وعافيته، هذا الاحتضان لكف الزوجة بكف الزوج أو كفيه معاً، ما هو أثره على الزوجة؟ إنه يمسح تعب جسدها، وإرهاق أعصابها ، وضيق نفسها وقلق ذهنها.
إنه يمنحها طاقة جديدة، ويبعث في نفسها نوراً مشرقاً، ويمنحها سروراً وبهجة وانشراحاً.
وماذا يمنح الزوج؟ يمنحه مزيداً من حب زوجته له، وركونها إليه واعتمادها عليه وبذل المزيد من جهدها وعافيتها لرعايته والعناية به.
واهم من هذا كله أنه يمنحهما معاً مغفرة ربهما لهما، مغفرة تمحو عنهما ذنوبهما، وتفتح لهما صفحة جديدة بيضاء..
فما أعظمه من ربح، وما أكبره من كسب: رحمة لهما من ربهما، ومغفرة لذنوبهما، وزيادة مودة فيما بينهما.