المساجد والجوامع الشريفة في بيروت
المساجد والجوامع الشريفة في بيروت
سنة16 للهجرة النبويّة الشريفة الموافق للسنة 637 م، دخلت بيروت في دار الإسلام بعد أن إستخلصها من الروم معاوية بن أبي سفيان، الذي كان على رأس القوة العربيّة التي أستولت على السواحل اللبنانيّة بتوجيه من أخيه يزيد بن أبي سفيان القائد المُكلّف بالعمليات الحربيّة في هذه المنطقة من قِبل الخليفة الراشد الأول أبي بكر الصديق (رضي الله عنه).
وكانت السياسة العربيّة المتبعة آنذاك أن يبادر المسلمون عند إفتتاحهم لأي مدينة إلى تأسيس المساجد فيها فوراً لأنهم يعتبرون المسجد نقطة البداية التي ينطلقون منها إلى إدارة الناس وتنظيم شؤونهم العامة، ومن الطبيعي أن تحظى بيروت بمثل هذه المبادرة إذ لا يُعقل أن تصبح هذه المدينة جزءاً من العالم الإسلامي في ذلك الحين دون أن تتساوى مع مثيلاتها من المدن الأخرى في عمارة المسجد تلبية للمتطلبات التي أشرنا إليها لا سيما أن هذه المدينة سرعان ما أكتسبت أهمية خاصة بالنسبة لموقعها العسكري وصلاحياتها لأن تكون حسب المفهوم اليوم قاعدة عسكرية، وحسب مفهوم ذلك الزمان رباطاً للمجاهدين، وهو ما قاله إبن حوقل عنها في كتابه (صورة الأرض) : بيروت رباط أهل الشام وإليها ينفرون عند إستنفارهم .
ولعل أهل بيروت المعاصرين يذكرون مع الإعتزاز أن الإمام عبد الرحمن الأوزاعي، وهو أحد أكبر العلماء المسلمين في العهدين الأموي والعباسي قد إتخذ من مدينتهم رباطاً له عند إلتزامه بالدفاع عن بلاد الشام وحمايتها من عدوان الطامعين فيها.
بيد أن معلوماتنا عن مساجد بيروت التي أُنشئت في صدر الإسلام تكاد تكون معدومة، بل هي معدومة بالفعل .
هكذا يمكن القول بأن بيروت ما زالت تحتفظ بجامعين يرجع عهدهما العربي الأول أولهما جامع الإمام الأوزاعي وثانيهما الجامع العمري الكبير، أما بقية الجوامع في هذه المدينة فإنها بنيت في عهود متأخرة، وعبر مراحل متراخية إبتداء من أيام المماليك ثم العثمانيين ومروراً بفترة الانتداب الفرنسي وانتهاء بأيامنا الحالية.
مسجد الأمير عسّاف في شارع الفشخة، ويغان حاليًّا