لم يطل عهد الحرية بيروت إلا المدة التي عاشها السلطان صلاح الدين الأيوبي، فلما إنتقل إلى جوار ربه بدمشق سنة 1194م وأنتقل المُلك إلى أولاده، استغلّ الصليبيون ما ثار بين هؤلاء الأولاد من خلاف على السلطة وهاجموا المدينة ثم دخلوها صفواً عفواً بغير حرب ولا قتال فكانت غنيمة باردة كما يقول إبن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) عن حوادث سنة 1197م.
على أن بيروت شهدت دخول صلاح الدين الأيوبي ولها سور تعلوه أبراج وحصون، ثم عادت فشهدت رجوع الصليبيين إليها وهي غير ذات سور ولا أبراج ولا حصون.