ولما عاد الجزّار من الحج قصد بيروت وأصدر أمره بالإستيلاء على أملاك الشهابيين جميعاً الحديث منها والقديم بالإضافة إلى أملاك أنصارهم الذين شاركوهم النكاية والأذى لبيروت وأهلها، وأصدر أوامره إلى جنوده المغاربة والأرناؤط بالتعاون مع البيروتيين الذين استقبلوه استقبال البطل المنقذ، بأن يضربوا معاول الهدم في قيساريات آل شهاب وأنصارهم وينقضوها من أساسها، وأن يستعملوا حجارتها الضخمة في ترميم سور المدينة وبناء الحصون والأبراج فوق أبوابه المصفحة بالحديد، وأمر بإخلاء برج بيروت من عائلات آل شهاب التي كانت تستعمله سكناً لهم وتتخذه حصناً حربياً لحماية وجودها في المدينة، كما أمر بتخريبه.
وبذلك عادت بيروت مرة أخرى إلى حماية السور الذي خفقت على أبراجه المنيعة رايات الجزّار وحلفائه إلى أن نكسها بعد بضع سنين من وفاة إبراهيم باشا المصري عندما دخل بلاد الشام غازياً سنة 1832م.