وصلت العمارة العُثمانيّة والأوروبيّة إلى الدامور وعلى متنها 5500 جندي عثماني ونحو ألفي جندي أوروبي، ثم تابعت سيرها إلى بيروت بقيادة اللواء السير شارل نابير، وضربت مراسيها قبالة السور عند شواطئها المحاصرة في 12 آب سنة 1840م وباشر Charles Napier إلى اتخاذ التدابير الحاسمة ضد المصريين على الوجه التالي :
1. بلاغ إلى محمود بك محافظ بيروت، إن إنكلترة والنمسا وروسيا وبروسية قد قررت بموجب اتفاق 15 تموز عام 1840م إعادة سوريا إلى السلطان، وطلب منه أن تُسلمه الجنود العُثمانيّة الموجودة لديه وأن يعيد إلى أهالي لبنان سلاحهم الذي نزع منهم.
2. رسالة إلى قنصل إنكلترة في بيروت يعلنه أن الدول قررتq رد سوريا إلى السلطان.
3. رسالة إلى قائد الجنود العُثمانيّة التي أرسلها لمحمد علي باشا يحذره فيها من القيام بأية حركة عدائيّة ويدعوه وجنوده أن يعودوا إلى طاعة السلطان ويعدهم بالتجاوز عما مضى وبدفع مرتباتهم المتأخرة.
4. نشرة إلى السوريين عموماً وأهل لبنان خصوصاً يبلغهم اتفاق الدول على رد سوريا للسلطان ويدعوهم إلى خلع نير محمد علي باشا ويعدهم بقرب ورود الجنود والسلاح والذخائر من الآستانة وأوروبا.
5. رسالة إلى الأمير بشير شهاب حاكم لبنان يدعوه فيها إلى طاعة السلطان.
6. رسالة إلى الأمير بشير قاسم ملحم من قِبَل الأمير بشير قاسم عمر حاكم لبنان يحثه فيها على الانحياز إلى جانب الجيوش المتحدة ويعده بالثواب.
أما وجهة نظر هذه الدول الخمس التي اشتركت في الحرب ضد إبراهيم باشا فلقد حددتها وزارة الخارجيّة البريطانيّة في مذكرة رسميّة جاء فيها أنها تخوض هذه الحرب من أجل:
الحفاظ على سلامة السلطنة العُثمانيّة، ولها أي لهذه الدول الخمس، ملء الحق في الحفاظ على سلامتها لأن سلامتها من مقتضيات توازن القوى في أوروبا وضرورة حفظ السلام في العالم.
وفي الحادي عشر من شهر أيلول سنة 1840م طلب قائد الأسطولين الإنكليزي والنمساوي من قائد القوات المصرية سليمان باشا أن يخلي مدينة بيروت حالاً، فطلب القائد المصري مهلة يوم بكامله لمراجعة القائد العام إبراهيم باشا وأخذ موافقته، إلا أن هذا الطلب لم يقبل به القائدان النمساوي والإنكليزي.
وفي 12 أيلول بدأت مدافع هذه القوات المتحالفة تصب وابل قذائفها على المدينة من كل جهة، فأصابت سورها وقلعتها البحرية، فكانت هذه القنابل بمثابة طلقة الرحمة على ما تبقى من ذلك السور، وأخذت حجارته التي تعب في عمارتها البيروتيون تتهاوى تحت الإصابات المباشرة، ولم تسلم بيوت البيروتيين المدنيين من آثار الضرب المتلاحق، فتهدم عدد وفير منها فوق رؤوس السكان الآمنين.