يحيى اللبابيدي
يحيى اللبابيدي
أصله ونشأته:
هو ابن المرحوم أحمد اللبابيدي ووالدته السيدة ثريا الفاخوري من عائلة الفاخوري المعروفة، ولد هذا الفنان في مدينة بيروت سنة 1900م وأسرة اللبابيدي قديمة العهد في بيروت، أتمَّ الفقيد التحصيل الابتدائي والثانوي في مدارس بيروت ثم التحق بالجامعة الأميركية في فرع طب الأسنان، ولكن نزعته الفنية تغلَّبت عليه فطغت على شهوره فما لبث أن هجر الجامعة إلى عالم الموسيقى.
فنه وألحانه:
ولما فكرت حكومة فلسطين في إنشاء محطة الإذاعة في القدس وقع الاختيار عليه فكان مديراً للقسم الموسيقي فيها فأدار العمل الفني بتوجيهات حكيمة موفقة واستمر مدة أربع سنوات ينتج ألحاناً رائعة كانت تذاع من المحطة فاشتهرت بجمال معناها ومغزاها، وقد ذاع صيته في الأوساط الفنية، ثم صاهر عائلة الدجاني في القدس فاقترن سنة 1937 وأعقب ذكراً وأنثى.
ثم اختير فيما بعد فكان مديراً للقسم
الموسيقي في محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية. كان رحمه الله كثير
الإنتاج الفني
فلحن الكثير من القطعات والأناشيد البديعة، وكانت أناشيده ذات صبغة وطنية
منها نشيد
الكشاف ونشيد العمل ونشيد أسواق الحجاز، ولحن أغان كثيرة من النوع
الانتقادي وكانت
قريحته تجود بنظم هذه الأغاني ويلحنها بأسلوب رائع جذاب، وبالرغم من صوته
المحدود
فقد كان يعزفها على البيانو عزفاً شيقاً ينم عن ذوقه الفطري للفن، وله
إلمام بالعزف
على آلة العود، ومن ألحانه المستعذبة (هات يا الله هات) و«الدنيا هيه هيه
وكل شيء
افرنجي برنجي»، وفيها من النقد اللاذع دفاعاً عن عروبته وقوميته ما يثير
الإعجاب
بوطنيته ومتانة مبادئه وأخلاقه الفاضلة.
وفاته:
كان رحمه الله يعدّ
البرامج الفنية ويلحنها للإذاعة بصفته مديراً فنياً لها، وناله الإجهاد
والتعب،
فأحرق نفسه كالشمعة ليضيء بنور روحه شعلة الفن، فتكالبت عليه الأمراض وأصيب
بنزيف
داخلي فقضى مأسوفاً على شبابه وفنه وهو في سن الكهولة المبكرة وذلك في
اليوم الثالث
عشر من شهر مايس سنة
1943م
ودفن في مقبرة أسرته في بيروت. وقد أجمع الفنانون على
تقدير مواهبه وتحليه بالأخلاق الفاضلة رحمه الله.