إبراهيم قليلات

لم يتِ إبراهيم قليلات من بيت سياسي، هو وارث زعامة أب كان وجيهاً وقبضاي في محلة أبو شاكر، غير أن ذلك الرصيد لم يئن الوالد عن تشجيع إبنه على البحث عن رصيد آخر لأن أرض الله واسعة ....

غادر الولد إبن السادسة عشرة بيروت عام 1956 عملاً بنصيحة الأهل، وعينه على ما بعد المضيق (جبل طارق).

رست الباخرة التي أقلته من ميناء بيروت في " بور الإسكندرية " كانت مجرد محطة، لكن الشاب المتوقد حماساً وجد نفسه يزحف مع الزاحفين إلى " ميدان التحرير " للإستماع إلى خطاب الزعيم جمال عبد الناصر لمناسبة تأميم قناة السويس. وفعل الخطاب فعله بالكثيرين سواء في مصر أو على الصعيد كل من كان قد إنتسب إلى " حزب الترانزستور " في العالم العربي وهو وسيلة الإتصال الرئيسية بـ " الريس " آنذاك.

ومن الإسكندرية وتحديداً من معسكر أبو قير تخرّج إبراهيم قليلات جندياً في " جيش جمال عبد الناصر " وصعد على متن أول باخرة متجة شرقاً إلى بيروت.

وبعد خمس سنوات، تداهم القوات الحكومية محلة أبو شاكر، وتعتقل الشاب إبراهيم قليلات ، كان يبلغ عنها الحادية والعشرين عاماً، وتوجّه إليه تهمة إلقاء عبوة ناسفة على منزل وزير المال آنذاك رفيق نجا، وتفرج عنه بعد خمسة وأربعين يوماً من التوقيف الإحتياطي.

 كان هذا الشاب البيروتي مشبعاً بأفكار عبد الناصر المناهضة للإستعمار الأجنبي وأعوانه وعملائه المحليين... فإذا به مرة ثانية وبعد خمس سنوات قيد الإعتقال والتهمة هي التحريض على إغتيال صاحب ورئيس تحرير جريدة " الحياة " كامل مروة.

 في عام النكسة 1967 خرج إبراهيم قليلات من السجن ليجد إسمه مزروعاً على شوارع العاصمة.... وعندها تبلورت فكرة " المرابطون" ( حركة الناصريين المستقلين ).

حركة الناصريين المستقلين وتعرف أكثر باسم حركة المرابطون، هي تنظيم سياسي لبناني أسسه إبراهيم قليلات في العام 1958.

إنضم إلى الحركة الوطنية اللبنانية وشارك في المعارك أمام ميليشيا الجبهة الوطنية خصوصاً في بيروت الغربية وعيون السيمان، كانت ميليشيا التنظيم وقوامها حوالي 3000 عنصر، الميليشيا الكبيرة الوحيدة التي يطغى عليها الطابع السني، ربطتها علاقة وطيدة بمنظمة التحرير الفلسطينية وخصوصاً حركة فتح.

شاركت في مقاومة الإجتياح ثم الإحتلال الإسرائيلي، فقدت الحركة أكبر حليف لها بخروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت بالإتفاق الشهير الذي عقده المبعوث الأميركي فيليب حبيب "اللبناني الأصل"، دخلت بعد ذلك في عدة صراعات مع القوى الأخرى للسيطرة على بيروت الغربية.

في العام 1985 قامت ميليشيا الحزب التقدمي الإشتراكي وحركة أمل والحزب الشيوعي اللبناني بهجوم كاسح على مواقع الحركة أدت لى هزيمتها وإنتقال إبراهيم قليلات إلى المنفى في فرنسا، تراجع كثيراً تأثير الحركة بعد ذلك وبقي عملها شبه سري، سنة 2001 أعلنت الحركة عودتها إلى الساحة السياسة.

جدير بالذكر أن هذا التنظيم كان يملك محطة إذاعة بإسم ( صوت لبنان العربي ) ومحطة تلفزيونية كانت تعرف بإسم ( تلفزيون لبنان العربي ) خلال الإجتياح الإسرائيلي قامت هذه القوات بسلب جميع المعدات الإذاعية والتلفزيونية أما جهاز البث التلفزيوني فقد استولت عليه الميليشيات حيث وبه فتح ( تلفزيون المشرق ) الذي لبث أن توقف نهائياً، كان تنظيم المرابطون ذات قوة عسكرية ضاربة إذ في إحدى المشاكسات التي حاول القيام بها رئيس حركة أمل (أفواج المقاومة اللبنانية) نبيه بري وكانت تلك الافواج تعد بعض العشرات، إستطاعت قوة من المرابطون تطويق منزله في منطقة " بربور " حيث كان يقيم، فقام الجيش اللبناني بإنقاذه بواسطة المدرعات العسكرية المصفحة.

كان لحركة الناصريين المستقلين ( المرابطون ) نشيداً ثورياً تفتح وتختم إرسال محطة صوت لبنان العربي به، هو من نظم وتلحين الأخوين فليفل, وهنا نورد كلمات ذاك النشيد:

دعا المجد هبوا ولبوا الندا

فدرب الجهاد طويل المدى

وصوت المعلم شق الطريق

وليس المرابط إلا الصدى

فلبنان من يعرب قلبه

وإنا للبنان نحن الفدا

نرابط فوق الربى والجبال

وعند الشواطي بوجه العدا

مرابطون مرابطون

للفدى للعلى مرابطون

مرابطون مرابطون

للفدى للعلى مرابطون

لنا راية النصر خفاقة

على جحفل لا يهاب الردى

ولبناننا العربي الأبي

سنبني له المجد والسؤددا

وأسمى الدروب دروب الجهاد

وخير سبيل سبيل الهدى

نرابط في موطن لا يضام

ونبني له يومه والغدا

مرابطون مرابطون

للفدى للعلى مرابطون

مرابطون مرابطون

للفدى للعلى مرابطون

نجاهد حتى يتم الإخاء

ونحفظ لبناننا واحدا

ورثناه كالخلد عن كابر

ليبقى لنا وطناً سرمدا

نعاهد أجدادنا أننا

سنبقيه حراً لنا سيدا

وننشر فوق الربوع السلام

ونحمي الكنيسة والمسجدا

مرابطون مرابطون

للفدى للعلى مرابطون

مرابطون مرابطون

للفدى للعلى مرابطون

أعلى الصفحة