أو ساحة باب السراي، يحدها من الغرب سراي الحكومة القديمة التي بيعت سنة 1882م بالمزاد وأقيم محلها سوق سرسق، ومن الشرق الطريق المؤدية إلى محلة المدوّر، ومن الجنوب خان الوحش، قرب سينما أوبرا، وسهلات البرج.
ذكر الشيخ عبد القادر القبّاني أن هذه الساحة كانت قسماً من جبانة المصلَّى، استولى عليها نعيم أفندي عندما كان ناظراً للأوقاف. وفي هذه الساحة كان إجتماع أولاد المحلات المجاورة لجامع الأمير عسّاف وأولاد الزواريب الكائنة في سوق الفشخة، ويغان فيما بعد.
وقد جاء وصفٌ مفصَّل لساحة المصلَّى على لسان أحد الرحالة روسي الجنسية زار بيروت سنة 1844م قال: (تنبسط وراء بوابة المدينة مباشرة ساحة مستديرة كبيرة تتوسطها شجرة ضخمة (جمّيزة المصلَّى) تمتد أغصانها من حولها إلى مسافة بعيدة على شكل خيمة كبيرة، يجلس تحتها باستمرار في أيام الحرّ بضعة أشخاص من الأغنياء الذين لا عمل لهم والهاربين من أجواء المدينة الخانقة، للترويح عن أنفسهم والإستمتاع بالنسيم البارد والهواء النقي. كذلك يأتي الفقراء الذين أنهكهم العمل والحرّ الشديد ليستريحوا في ظلها المنعش وينسوا أحزانهم ومتاعبهم ولو للحظات يسيرة. وعندما تعتدل درجة الحرارة، يخرج الشبان العرب جماعات جماعات للهو والمرح. فترى في كل مكان بعض المسلمين وقد بدا عليهم الوقار، يفترشون بعض السجاجيد ويؤدون عليها صلاة المغرب. بينما يتوضأ آخرون إستعداداً للصلاة بماء عذب يؤخذ من نافورة ماء لا تنضب. وعلى طرف الساحة من ناحية المدينة، تمتد مقبرة صغيرة تظهر فيها بين الحين والآخر نساءٌ مسلمات يرتدين أثواباً بيضاء فضفاضة متشابهة تغطيهن من أعلى الرأس حتى أخمص القدمين حتى لنحسبهن تماثيل من المرمر فوق القبور).