الكونت فيكتور لستنق
أثناء قراءتي أحد الكتب القصصية الذي سأتكلم عنه لاحقا .. صادفت قصة الكونت فيكتور لستنق الرجل الذي باع برجل إيفيل مرتين وكان الكاتب يستشهد بثقة الكونت فيكتور وجرأته في الخداع .. وتذكرت أيضا قصته التي ذكرت في كتاب آخر قرأته من سنوات بعيدة يسمى أشهر قصص الإحتيال حول العالم بشيء من التفصيل .. والكتاب الأخير مليء بالقصص العجيبة والخفيفة وكانت من أشهرها قصة صاحبنا الكونت فيكتور لستنق..
ولد فيكتور سنة 1890م في بوهيميا وإستقر بعد تنقلات عديدة في قلب فرنسا (باريس). كان ذلك بعد الحرب العالمية الأولى التي أدمت جراح فرنسا وفقدت الكثير من شبابها فأتاحت الفرصة لكثير من الأيادي العاملة لأن تتبوأ فرص ذهبية في تلك الدولة. وفي أحد الأيام قرأ لستنق دراسة في أحدى الصحف عن مدى تكلفة صيانة وصبغ برج إيفل وإستنزافه ميزانية الدولة من حيث كونها دولة قد خرجت للتو من حرب ضروس، فلمعت فكرة في ذهن فيكتور وأخذ يدرسها و بدأ في تطبيقها.
الفكرة هي إن دراسة مثل هذه توحي بأن الحكومة الفرنسية تفكر جديا بالتخلص من تكاليف البرج و تتجه لعمل شيء نحو ذلك. ثم إن الرجل سارع بعمل هوية حكومية مزورة و قام بتلفيق قصة بيع البرج و ووجه دعوة لسته من أكبر تجار خردة الحديد لإجتماع في أحد الفنادق. وفي الإجتماع شرح فيكتور فكرة لماذا نريد بيع البرج؟ وتكبد الحكومة خسائر الصيانة التي ترهق كاهلها لذلك لا بد من الإستفادة من كمية الحديد الموجوده فيه وبيعه لكن يجب أن تبقى العملية محفوفه بالسرية التامة كي لا تثير بلبلة الشعب. ثم أخذ التجار في جولة إلى البرج ليثير أحلامهم ويجعلهم يضربون أسداس في أخماس ليعرفوا كم سيربحون من وراء هذه الصفقة.
كان فيكتور من الدهاء بأن إختار أقوى خمس تجار وبينهم تاجر أقل من مستواهم ليشعره بأهميته. ثم طلب من كل واحد منهم أن يعرض سعر لشراء البرج وكان يبيت النية في قبول سعر أضعف التجار .. المدعو بويسون كي يعميه غروره.
ثم بدأت الشكوك تدب في نفس بويسون التاجر حول سرية العملية. وأحس فيكتور بذلك فدعاه إلى إجتماع مفرد فقال له لقد إخترنا عرضك وأنت من سمتلك البرج، ثم إسترسل فيكتور بالتذمر من قلة المعاش وردائة المعيشة. هنا إطمأن بويسون التاجر لعملية البيع وعرف إن فيكتور موظف حكومي عادي يطلب رشوة بشكل غير مباشر. وبالفعل إستلم فيكتور سعر بيع البرج وفوقهم حبتين (الرشوة) وهرب.
وبعد فترة عاد فيكتور لباريس كي يبيع البرج مرة أخرى لكن هذه المرة تم القبض عليه، لكن المضحك إن فيكتور لم يخف القبض عليه أول مرة لأن بويسون التاجر لم يبلغ الشرطة أصلا خوفا من الفضيحة !!
كلمه على الهامش: تعلم شيء في كل شيء وتعلم كل شيء في شيء