كتاب تنمية البشرية
أحد أحلى كتب التنمية البشرية هي كتب ريتشارد كاريلسون صاحب السلسلة الشهيرة بـ “لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر” فمنه تعلمت الكثير على الرغم من أن معظم ما يذكره قد ذكره النبي عليه الصلاة والسلام إلا إن تفسيره أحدث من تفسير كثير من التفاسير التي لم تتجدد لأحاديث المصطفى ولم تستدرك التغيير المحيط بالناس اليوم والواقع المختلف الذي نحيا.
تحدث كارسلون في بعض ما كتب عن تقلبات المزاج فذكر ملاحظة جميلة و هي الحذر من تلك التقلبات المزاجية التي تجعلك عادة ما تحكم بسرعة على موضوع معين بأنه أسود كظلام الليل أو حتى تلعن الدنيا بأسرها. فمثلا تتشاجر الصبح مع صاحبك فلا تذكر له حسنه ولا ترى خير في الصداقة و تغني على أيام زمان وصحبة الأطفال البرئية وربما تجد نفسك مساء نفس اليوم وقد إتصل عليك صديق قديم فقط ليسأل عن حالك لأنه إشتاق إليك فتتراجع عن فكرتك في الصباح في إن الصاحب الوفي إختفى ولم يعد بالدنيا خير.
كل ذلك يحدث لأن تقلبات مزاجنا تأثر علينا تأثير قوي فلا نرى سوى ما نشعر به و نفسر
كل ما نراه على حسب مزاجنا لحظتها. لا يعرف معظم الناس بأن أمزجتهم دائمة التقلب و
إذا لم يدركوا هذا وقعوا في فخ الحكم السريع. لذا ينصح بأن نشكك في مزاجنا في
الحالات السيئة خاصة عندما يحس بإنزعاج بأن لا نكره كل ما حولنا ولكن نردد بأنفسنا
بأن هذه حالة نفسية ستمر مثلما مرت غيرها.
الواقع بأن أمزجتنا تتقلب بالغالب لأننا نضطر بأن نواجه و نعمل بل و نعيش مع من لا
نطيقهم لأن هذه سنة من سنن الحياة لأن أفكاري ومعتقداتي التي أحملها لا يحمل نفسها
كل الناس بالعالم لذلك سأجد المخالفين في كل مكان وسأرغم على العيش معهم.
وهم يأثرون على أدائنا من حيث ذمهم المباشر أو الغير مباشر لما نفكر فيه و نعتقده لكن من المهم أن نعرف بأنهم يختلفون بدرجة التأثير على مشاعر فلان وآخر فكما قل إعتمادك على المدح أو الذم في تقييم نفسك زاد شعورك بالإرتياح.