الإرهاب
ان الدرس الاول الذي يتعلمه الانسان في حياته، هو كيفية المحافظة على صحته متبعا قاعدة قديمة و بسيطة تقول (الوقاية خير من العلاج) ، ذلك هو حالنا مع الارهاب، تلك المفردة التي اصبحت كثيرة التداول في ايامنا التي نعيشها ضيوفا على هذه الارض التي ابتدأت فيها الخليقة منذ آلاف السنين.
اذا استأصلنا العوامل والاسباب التي تولد الارهاب، نكون قد وفرنا جهودا بشرية وتخلصنا من القلق الذي يؤرق الملايين جراء ما يفرزه من تخريب و رعب و قضاء على انفس بريئة، ومصحوبا بانخفاض وتيرة نمو الاقتصاد و تراجع تطور العلوم والفنون والثقافة.
لست بصدد تقديم درس في هذا الموضوع الحساس ، ولكنني في صدد ادراج عوامل بروز تلك الظاهرة المرعبة التي باتت تشغل بال الجميع ولعقدين من الزمن، واصبحت المفاهيم تختلط حتى في تعريف ذلك الفعل السلبي والخارج عن السياق الانساني السوي. انه الارهاب في ابشع صوره.
من وجهة نظري هناك جملة من العوامل التي تولد الارهاب بمختلف اشكاله، المنظم و العشوائي، الفردي والجماعي. فيما يلي اهم تلك العوامل:
v التمييز العنصري و الحقد والكراهية.
v الظلم الاجتماعي المصحوب بالاستغلال.
v انعدام حرية الفكر والعمل السياسي والنشاط الديمقراطي.
v عدم المساواة بين الرجل والمرأة.
v هضم حقوق القوميات في بلدانها.
v التعصب القومي و الديني.
v عسكرة المجتمع وسوق قواه العاملة الى المعسكرات، واتخام البلد بالآلة العسكرية لأسباب وحجج شتى.
v الصراع على مناطق النفوذ والاستحواذ على الثروات الطبيعية للبلدان الصغيرة.
v ازدياد الهوة بين الشمال الغني والجنوب الفقير نسبة الى كرتنا الارضية.
v الضعف الظاهر للامم المتحدة في قدرتها على فض النزاعات ودرء الحروب، والاسهام في انجاح خطط التنمية وتقديم المساعدات الانسانية في بقاع مختلفة من العالم التي تعاني من المجاعات والكوارث والحروب والتدخل الخارجي في شؤونها.
v بقاء مناطق واراضي لفترات طويلة تحت الاحتلال الاجنبي وبالضد من قرارات الامم المتحدة.
v ازدواجية المعايير التي تتبعها بعض الدول الكبرى والمتحكمة في مصائر الشعوب بإمكاناتها الاقتصادية- التقنية الهائلة.
v نظام العولمة والقطب الواحد المتحكم في شؤون الامم. لقد خبرت البشرية نظام التوازن والتنافس الثنائي وكان افضلها لو احسن ادراكه وادارته. وفي الختام يمكنني القول بأني أسهمت بقسطي المتواضع في الحديث عن الارهاب والذي اتأمل ان يجلب انتباه الجميع لكي يوليه الاهمية القصوى فهو حديث الساعة وناقوس الخطر، وجميعنا يتطلع الى عالم افضل، وايام اجمل، وسلام اشمل (...... وعلى الارض السلام وبالناس المسرة).