النازيون يلفقون والعرب يزايدون!
"من هم اليهود.. وكيف نتحفظ منهم؟!".. عنوانٌ لمقالة صغيرة نشرتها صحيفة بيروت تايمز التي تصدر في كاليفورنيا كتبها الأرشمندريت قسطنطين يني، وهو ـ حسب معرفتي ـ كاهن أرثوذكسي متقاعد يعيش في الولايات المتحدة.
تحدث الأرشمندريت في هذه المقالة عن وثيقة موجودة في معهد فرانكلين في ولاية فيلادلفيا تحذر من خطر اليهود على الولايات المتحدة وعلى الأجيال القادمة، فقال:
"كلنا يعلم بأن بنيامين فرانكلين كان ثالث رئيس لجمهورية الولايات المتحدة بعد أن تحررت من الاستعمار الإنكليزي وذلك منذ مئتي عام، وكان من المشتركين الكبار في وضع الدستور الأمريكي. وكان يخشى على أميركا من هجرة اليهود إليها وطغيانهم عليها. وألقى في المؤتمر الدستوري سنة 1789 بياناً صريحاً لا يزال موجوداً في معهد فرانكلين بمدينة فيلادلفيا."
وخدمة منه للقراء وللتاريخ، نقل الكاهن ما جاء في ذلك البيان على لسان بنيامين فرانكلين قوله:
"هناك خطر كبير يهدد الولايات المتحدة، هذا الخطر هو اليهود ففي كل أرض يستقرون فيها يحطمون الروح المعنوية ويقللون قدر الأمانة التجارية. لقد ظلوا مشتتين يحاولون خنق الأمم مادياً كما فعلوا في كل من البرتغال وإسبانيا. ومنذ أكثر من 1700 عام وهم ينعون قدرهم المشؤوم وخاصة بعد أن طردوا من وطنهم الأصلي ولكنهم أيها السادة إذا أعادت لهم الدنيا فلسطين وممتلكاتهم فسوف يجدون أعذاراً ملحة تمنعهم من العودة. فلماذا؟ لأنهم خفافيش مصاصو دماء لا يستطيعون التعايش مع أنفسهم بل يجب أن يعيشوا وسط المسيحيين وغيرهم ممن لا ينتمون إلى أصلهم. فإذا لم يتم إبعادهم من الولايات المتحدة بمقتضى الدستور فإنهم سوف يتدفقون إلى هذه البلاد بأعداد تسمح لهم بحكمنا وتدميرنا وتغيير شكل نظامنا الذي سفكنا نحن الأمريكيين دماءنا وضحينا أرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا الشخصية من أجله. وإذا لم تبعدوا اليهود فإن أطفالنا سوف يكونون عمالاً في الحقول لإطعام اليهود بينما يبقون هم في البنوك يفركون أيديهم في جذل وفرح. إنني أحذركم أيها السادة بأنكم إذا لم تبعدوا اليهود إلى الأبد فإن أطفالكم وأحفادكم سوف يلعنونكم في قبوركم. إن مبادئهم ليست مثل المبادئ الأمريكية حتى إذا عاشوا بيننا عشرة أجيال."
وكان الكاهن قد استهل مقالته بأقوال لفيلسوف الشيوعية كارل ماركس، حذّر فيها من خطر اليهودية داعياً العالم للتحرر من اليهود. وتشديداً منه على أهمية أقوال ماركس فقد لفت نظر القراء إلى أنه كان يهودياً.
وطبعاً، لم يتوقف الكاهن كاتب المقالة عند حد نقل ما قاله ماركس أو فرانكلين، إنما عبّر عن قناعتهالشخصية بأقوالهما مشدداً على خطر اليهود، ومناشداً المجتمع الإنساني أن يسعى للتحرر منهم حيث قال: "وبعد وليس من بعد، فهذه شهاداتٌ من رجال عظام عرفوا الخطر وعاينوا ولمسوا وأحسوا فكتبوا اختباراتهم. فهل ينتبه المسؤولون لدينا من كانوا.. وهم منتبهون ـ ولكنهم غافلون ـ إلى هذا الخطر ـ الداهية الدهماء فيعملون ويشاهدون ويجدون ويجاهدون؟.. اللهم إنا لأفعالهم لمنتظرون!".
************************
بنيامين فرانكلين لم يكن الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية ولا كان رئيساً لها في أية فترة من فترات تاريخها. خطأ كهذا ارتكبه الكاتب، يكفي لأن يفقده مصداقيته في كل كلمة أخرى قالها عن هذا الموضوع؛ ولكن لوجه العدل نقول إنّ خطأ الكاتب لم يكن في جهله للتاريخ، إنما كان في نقله عن الآخرين دعاية خبيثة كاذبة دون أن يبذل أي جهد في البحث عن حقيقتها، فانضم ـ عن قصد أو غير قصد ـ إلى تيار المروجين للكراهية الدينية والعنصرية، مخالفاً بذلك روح المبادئ الأساسية التي نذر نفسه لها ككاهن مسيحي.
مما يؤسف له أن الكاتب نقل أيضاً أقوال أخرى عن كارل ماركس، اعتقاداً منه بأنّ طعنَ يهوديٍّ باليهودية أو اليهود، يضفي مصداقية على هذه الدعاية، وبذلك يذهب كاهننا إلى حدّ إضفاء المصداقية على كل مسيحي يترك مسيحيته ثم يطعن فيها وفي المسيحيين!
هذه الدعاية الكاذبة تلقى رواجاً كبيراً في العالم العربي والإسلامي، شأنها في ذلك شأن كل كلمة ـ كاذبة أم صادقة ـ تطعن في اليهودية أو اليهود؛ ومما يبعث على السخرية أن نرى كثيراً من الذين يتناقلون هذه الدعاية ينسبونها إلى "الرئيس" بنيامين فرانكلين، وهذه بعض النماذج:
Ø من "الحياة المصرية" 12 نوفمبر 2000
لقد كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فرنكلين علي حق عندما قال في خطابه الذي ألقاه بمناسبة عيد الدستور عام 1789 م محذرا الشعب الأمريكي من اليهود حيث قال؛ "هنالك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة الأمريكية وذلك الخطر هو اليهود" (..إلى آخر الأسطوانة)
Ø من صحيفة البيان الإماراتية 9 حزيران 2004
"ولعل الرئيس الأميركي بنيامين فرانكلين أحد رجالات الاستقلال تحسس بالخطر الذي يمثله اليهود أينما حلوا وأدرك أبعاد ما يرمون إليه قبل غيره من الرؤساء فلم يربأ أن يعلن ذلك صراحة أمام الملأ، ففي خطابه الذي تضمن وصية الرئيس جورج واشنطن أمام لجنة إعداد الدستور الأميركي عقب الاستقلال عام 1789 والذي يعتبر وثيقة تاريخية هامة حاول اليهود طمسها وإخفاءها فلم يفلحوا وحفظت مع وثائق عهد الاستقلال وجاء في هذا الخطاب الهام ما يلي: هناك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأميركية وذلك الخطر الأعظم هو خطر اليهود.. أيها السادة: في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها.. وإذا لم يبعد هؤلاء عن الولايات المتحدة بنص دستورها فإن سيلهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مئة سنة إلى حد يقدرون معه على أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا الفردية ولن تمضي مئتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لأطعام اليهود على حين يظل اليهود في البيوت المالية يفركون أيديهم مغتبطين. إنني أحذركم أيها السادة إن لم تبعدوا اليهود نهائياً فسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم، إن اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال فإن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط، وإن اليهود خطر على هذه البلاد إذا ما سمح لهم بحرية الدخول إنهم سيقضون على مؤسساتنا وعلى ذلك لا بد من أن يستبعدوا بنص الدستور".
Ø من موقع "المسلم" بقلم أحمد ابو زيد:
"ولقد أدرك المعاصرون من غير العرب والمسلمين خبث اليهود وسوء طباعهم وخطرهم على المجتمعات الإنسانية، فقال الرئيس بنيامين فرانكلين في خطاب ألقاه عند وضع دستور الولايات المتحدة سنة 1789 م: أيها السادة، في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها، ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم.." (إلى آخره)
Ø من صحيفة تشرين السورية 6 يناير 2000
تحت عنوان، "حينما حذر الرئيس فرانكلين الشعب الأمريكي من خطر الصهاينة" كتب دكتور علي أبو الحسن: "أجد لزاما عليّ وواجباً بعد ان اطلعت على وثيقة تاريخية مهمة يعود تاريخها إلى عام 1789 ان انشر هذه الوثيقة ((لم يذكر أين اطّلع عليها!!)) وفي هذا الوقت بالذات لانها ترجمة فعلية لما يجري في عالمنا اليوم من توقعات وردت في تلك الوثيقة التي ألقت الضوء جلياً تماماً على ملامح الخطر اليهودي قديما وحديثا على الولايات المتحدة الأمريكية والعالم وأمتنا العربية بالذات التي تقع في قلب هذا العالم."
"لقد كانت هذه الوثيقة عبارة عن افكار مدروسة أراد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك العام بنيامين فرانكلين، عندما وجهها للجنة صياغة دستور الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون في مقدمة الدستور وفي صلب الدستور، أي أنه اراد ان تكون القاسم المشترك لكل الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين على رئاسة أمريكا الشمالية، حيث تبقى عبارة عن انذار يومي وتحذير أبدي نمّ عن احساس عميق بالخطر اليهودي ليس على الولايات المتحدة فحسب بل على العالم، لانه كان يعرف اي فرانكلين ابعاد الدور الذي من المحتمل ان تلعبه بلاده على المستوى الدولي ومدى تأثير ذلك الدور على مجريات العلاقات الدولية وكيف ان هذا الدور اذا خضع لتأثير اليهود سيكون خطرا حقيقيا على شعوب العالم لاهمية ذلك الدور وفاعليته العالمية.." (الخ..)
Ø من موقع "المركز الفلسطيني للإعلام"
"ومن خطبة الرئيس الأمريكي بنجامين فرنكلين: في عام 1789 ألقى الرئيس الأمريكي (بنجامين فرنكلين) خطابا هاما عند وضع دستور الولايات المتحدة الأمريكية جاء فيه: هنالك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية و ذلك الخطر العظيم هو خطر اليهود.." (الخ..)
Ø من أحد مواقع الدردشة الإسلامية، كتب أحدهم:
"وألان أسمحو لي بتقديم هذا الوثيقة والتي تثبت قطعا وبالدليل القاطع خطر اليهود وهي الوثيقة. ملحوظة : هذا الوثيقة لم أغير فيها شئ باستثناء: وهو أول رئيس لدولة أمريكا وضعتها هنا للمعلومة فقط. ((!!!!))
"في عام 1789 م ألقى الرئيس بنجامين فرنكين ـ وهو أول رئيس لدولة أمريكا ـ خطابا
يعتبر وثيقة تاريخية عند وضع الدستور بالولايات المتحدة الأمريكية جاء فيها ما يلي:
هناك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية وذلك الخطر العظيم هو الخطر
اليهود.." (الخ..)
Ø ومن موقع "إسلام أونلاين":
كتب دكتور علي رؤوف سيد مرسي وهو مدرس اللغة العبرية في جامعة الكويت يقول: ".. وفي خطاب ألقاه الرئيس بنيامين فرانكلين عند وضع دستور الولايات المتحدة سنة 1789 م. يقول: أيها السادة ، في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها، ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم.." (الخ..)
************************
النماذج القليلة التي أوردناها تظهر بأنه ليس هناك من فرق بين مثقف وجاهل، أو بين صحيفة ناطقة باسم نظام وموقعٍ فردي على الإنترنت.. قاسمٌ مشترك واحد يجمع بينهم جميعاً وهو التعصب الأعمى الذي يمنعهم عن بذل اي جهد للتحقق مما يسمعون قبل أن يشرعوا بتناقله ونشره. كلهم يستقبلون أية كلمة تقال عن اليهود واليهودية، وكأنها وحي إلهي؛ يتلقفها كل واحد منهم وييستفيض في تحليلها على هواه، ولكنّ أحداً منهم لا يبذل اي جهد، لا للبحث عن قائلها ولا عما إذا كانت حقاً قد قيلت! صحة الكلمة وصحة وجود صاحب الكلمة ليس أمراً مهماً.. المهم أنها كلمة تتحدث عن شر اليهود وأنها ترضي كراهيتهم لليهود!.
قصة هذه الدعاية بدأت في الثالث من فبراير سنة 1934 حين نشرتها صحيفة ذات ميول نازية اسمها "التحرير" Liberation تصدر في مدينة آشفيل في ولاية شمال كارولاينا لصاحبها وليام ددلي بيلي William Dudley Pelley
ادّعى صاحب الصحيفة بأنه قد حصل على تفاصيل البيان أو الوثيقة، من مذكرات Charles Pinkey "تشارلز بنكي"، أحد الأعضاء المشاركين في المؤتمر الدستوري في جنوب كارولاينا؛ ولكن يبدو أنّ هذه المذكّرات لم يكن لها من أساس إلا في مخيلة وليام ددلي بيلي صاحب الصحيفة، لأنّ احداً غيره لم يطّلع عليها.
ولد المذكور في مدينة Lynn بولاية ماساشوستس سنة 1890 لأبٍ قسيسٍ في الكنيسة الميثودية Methodist Church وخلال سنواته الدراسية، أظهر نبوغاً ـ على الأكثر ـ في فن الكتابة، فرحل إلى هوليود في عام 1917 ليصبح كاتباً سينمائياً. هناك، شارك فعلاً في كتابة عدد من النصوص السينمائية المعروفة. وفي عام 1928 أعلن عن مروره باختبار مع عالم الماوراء (!) وتحدث عن ذلك في مقالة له بعنوان، "سبع دقائق في الأبدية" وقد حصلت هذه المقالة على شهرة واسعة في أميركا.
في عام 1932 انتقل وليام بيلي إلى مدينة آشفيل حيث أسس معهداً دراسياً ركّز فيه على "الاقتصاد المسيحي" كما أسس شركة نشر كانت أهم مطبوعاتها مجلة أسبوعية تحمل اسم "التحرير" والتي اتسمت بالعداء لليهود. وعندما وصل هتلر إلى حكم ألمانيا، سارع بيلي إلى تنظيم فرقة شبيهة بالفرق النازية دعاها بـ "القمصان الفضّية" وكانت متأثرة إلى حد كبير بهتلر وفكرة العرق الآري. وفي سنة 1936 رشح بيلي نفسه لرئاسة الولايات المتحدة ممثلاً لحزبٍ أسسه ودعاه "الحزب المسيحي". وخلال الحملة الانتخابية، وعد بأن يبذل جهده لمنع أي يهودي من امتلاك أرض في الولايات المتحدة، إضافة إلى شعارات أخرى كان يطلقها ضد اليهود.
أخيراً، انتهى المطاف به سنة 1942 إلى السجن بتهمة التحريض على إثارة الشغب حيث قضى فيه سبع سنوات من أصل فترة الحكم الأساسية والتي كانت خمسة عشر سنة. وحين خرج من السجن، عاد إلى متابعة نشاطاته ضد اليهود. توفي في عام 1965
************************
بعد هذه اللمحة السريعة عن حياة ناشر هذه "الوثيقة" لا يتطلب العقل جهداً عظيماً لمعرفة الدوافع وراءها. لننظر فيما يلي:
الوثيقة جرى نشرها بعد قرن ونصف القرن من الزمن من انعقاد المؤتمر الدستوري، دون أن يسبق لأحد الحديث عنها، لا في أيام المؤتمر ولا بعده.
الوثيقة لم يطّلع عليها إلا ناشرها.
ناشر الوثيقة من مخلفات مسيحيي القرون الوسطى الذين كانوا ينظرون إلى اليهود بأنهم متآمرون سحرة. ناشر الوثيقة نازي الاتجاه من المعجبين بهتلر ونظامه.
ناشر الوثيقة يعتقد أنه رحل إلى الأبدية وعاد منها بعد سبع دقائق!!!
وإذا لم يكفِ كل ذلك للشكّ بمصداقية ذاك الرجل، فلعلّ حدثاً صغيراً يورده التاريخ يؤكّد بأن علاقة بنجامين فرانكلين مع اليهود لم تكن كما توحي به تلك الوثيقة المزيفة. فلقد عُرف عن فرانكلين بأنه كان متسامحاً ومشجعاً على التسامح بين الاتجاهات الدينية، وكان يسارع إلى التبرع بماله للمنظمات الدينية على اختلافها. من بين هذه التبرعات التي تروى عنه مبلغ من المال قدمه إلى جمعية عبرانية في فيلادلفيا لبناء كنيس يهودي؛ لا بل إنه قام ايضاً بالتوقيع على عريضة ناشد من خلالها "المواطنين من كل أبناء كل الطوائف" على المساهمة في ذلك المشروع!
وهكذا، يمكن القول، إن نازياً تفتق خياله عن وثيقة نسبها لبنجامين فرانكلين، فزايد عليه العرب بتنصيب فرانكلين رئيساً للولايات المتحدة!
************************
إنه ليس غريباً أن نرى المسلمين يسارعون إلى تلقف أو تلفيق أية دعاية تتفق مع تعاليم الكراهية التي نشأوا عليها ضدّ كل من هو ليس بمسلم، ولكن الغريب الذي يدعو للأسف، أن نرى مسيحيين ـ كالكاهن المحترم ـ يقعون في فخ هذه الدعايات الكاذبة، فلا يسخرون فقط أنفسهم أدواتٍ لخدمة مآرب قوى الشر، إنما من حيث يدرون أو لا يدرون، يخدعون الذين يتطلعون إليهم ـ بسبب مكانتهم ـ كمصادر للحكمة والمعرفة!.