الصراحة هي قوام الحياة الزوجية السليمة وانه لا غنى عنها بأي شكل من الإشكال كما
أنها ضرورية لإيجاد التفاهم وحصول المودة ولكن اختلفت الأقاويل حول مدى الصراحة.
وتعريفها ومدى علاقتها بالرجولة أو الأنوثة وهل هي مطلقة أم مقيدة، وكم هي نسبتها
بين الزوجين والصديقين هل هي على مستوى واحد أم متفاوتة؟ وكيف تتحول من نعمة إلى
نقمة؟
ويعد الكذب والمداراة وعدم المصارحة من أهم أسباب ضعف الثقة فالزوجة التي اعتادت الكذب وعدم الاعتراف بالخطأ تعطي الدليل لزوجها على ضعف ثقته بها
وبتصرفاتها وعدم تصديقها وان كانت صادقة، والزوج الذي يكذب يعطي الدليل لزوجته كذلك.
ولو التزم الزوج وكذلك الزوجة الصدق والمصارحة لخفت المشكلات بينهما والثقة لا تعني الغفلة ولكنها تعني الاطمئنان الواعي، وأساس ذلك الحب الصادق والاحترام العميق وبناء ذلك يقع على الطرفين والمصارحة تدفع إلى مزيد من الثقة التي هي أغلى ما بين الزوجين وإلزام كل طرف بالصراحة منذ بداية حياتهما سويا .
ولا يطلب الزوج الذكي من زوجته أو خطيبته أن تقص له بداية حياتها وان طلب منها ذلك
فلا يجب عليها أن تستجيب ويظهر بطلبه ذلك انه لا يعرف شيئاً عنها وعن عائلتها
والسؤال كيف يرتبط بفتاة لا يعرف عن أهلها وبيئتها شيئاً؟ فيجب على الشاب أن يعرف
ذلك كله قبل الزواج وليس بعده.
وهذا من حقه قبل الزواج وليس من حقه بعد الزواج أن يطالبها بسرد قصة حياتها ويطرح
عليها الأسئلة التي لن تزيد إلا في الفرقة وغيرها من الأسئلة التي هي طريق وإنذار
ببداية انتهاء هذه العلاقة.
والصراحة هي أساس الحياة الزوجية وهي العمود الفقري في إقامة دعائم حياة أسرية
سليمة خالية من الشكوك والأمراض التي قد تهدد كيان الأسرة بالانهيار وانه إذا
ارتكزت الحياة الزوجية عليها كانت حياة هادئة هانئة أما إذا أقيمت على عدم المصارحة
فإنها تكون حياة تعسة يفقد خلالها كلا الزوجين ثقته في الآخر.