أيّوب بن خالد الجُهَني الحرّاني، أبو عُثمان
وُلِّي بيروت في عهد يزيد بن عبد الملك (101-105هـ) وكان مُحدّثاً. قال أبو عَرُبة الحرّاني: وُلّي أيّوب بيروت، فسمع من الإمام الأَوزاعيّ هناك بأحاديث مناكير.
وقد أخطأ بعضهم فقال إنّ أيّوب وُلّي (يزيد بيروت)، وهو ينقل ذلك عن نسخة خطّية من كتاب (الكامل في ضعفاء الرجال) لإبن عديّ.
ونقول: إنّ عبارة (إبن عديّ) في كتابه المطبوع: (ولي يزيد بيروت). وهذه العبارة خاطئة أيضاً، والصحيح ما جاء في (تهذيب التهذيب) لإبن حجر: (ولي ليزيد بيروت). أما عبارة إبن عساكر في تاريخ دمشق فهي: (ولي أيوب بيروت). فيتّضح إذاً أنّ التحريف والغلط وقع في أسم (يزيد) وهو الخليفة (يزيد بن عبد الملك)، فأصبح (بريد) ! والطريف أنّ لأيّوب حكاية مع الإمام الأَوزاعيّ لها علاقة بالبريد، حيث قال:
(( خرجت إلى الاَوزاعي فوافَيْته بدمشق، فقال لي: من أين جئتَ. قلت: من حَرّان في ثمانية أيام. فقال لي: من حَرّان إلى دمشق في ثمانية أيام! قليل على أيّ شيء جئت؟ فقلت: على البريد. فقال لي: والله لا أحدّثك بحرفٍ أو ترجع إلى حَرّان وتجيء على راحلتك أو على كذا حتى أحدّثك. قال: فرجعت إلى حَرّان واكْتريت منها وجئت إليه إلى البيت ومعي المكاري (الذي يقود البهائم من الحمير والبغال والجياد) حتى يشهد لي. ثم حدّثني )).
نستطيع أن نتبيّن يقيناً من اسمَيْ الواليْين الأمويّين المذكورَين هويّة القبيلة العربيّة التي كانت بطونٌ منها قد نزلت بيروت، فعبد الرحمن الكلبي من اليمنيّين، وأيّوب الجُهَني من جُهَينة وهي قبيلة يمنية أيضاً من قُضاعة، منهم كلْب وجُهَينة .
ونحن نعرف من شِعْرٍ للقطاميّ التغلبيّ إبّان الصراعات القيْسيّة/اليمنيّة بالجزيرة عام 70 هـ ، أنّ بُطوناً من قبيلة كلب اضّطرّت تحت ضغط القبائل القيْسيّة إلى مغادرة موطنها الأصليّة على ضفاف الخابور إلى البقاع ومشارف بيروت.