مراحل صناعة المسبحة ، وطرق التصنيع والتطعيم
وبعد الانتهاء من عملية انتقاء المواد المناسبة لصناعة المسبحة لا بد لنا ان نشير إلى أن عمليات الانتقاء في كافة مراحل التصنيع مستمرة وحتى وصول المسبحة إلى يد المستخدم النهائي .
ولا بد للصانع من استقراء حجم الطلب النهائي ، للمسابح الزهيدة الثمن أو النفيسة ، لذا فإن عملية متابعة جملة من العناصر ، كما هي الحال في انتاج بقية انواع المواد المستخدمة من قبل الإنسان .
ومن البديهي أن نذكر أن تزايد عدد السكان في العالم العربي والإسلامي أدى إلى تزايد الطلب عليها ، ومن نتائج هذا التزايد أيضا ارتفاع معدل الزوار والحجاج للاماكن المقدسة مع تطورات الأحاسيس الدينية ، ومع تقدم انتاج المواد الصناعية واستخدام الآلة في الزخرفة والتطعيم وفي الخراطة وانتاج حبيبات المسبحة بشكل متقن وسريع فإن ذلك أدى إلى ازدياد الطلب والانتاج والجدير بالذكر أن معظم مراحل صناعة المسبحة يعتمد على عنصر الخراطة أو الأساليب الفنية الحديثة في صب وسكب وكبس المواد والمعادن .
ولغرض المقارنة فقد انتجت في الأزمنة القديمة مسابح باستخدام اليد بالكامل ومن دون استخدام أية وسيلة كالخراطة مثلا . فبعضها وخصوصا من الطين أو الخشب أو الأحجار نحتت نحتا وكونت الحبيبات ثم صقلت بأنواع من الحجارة الخشنة ، ومن ثم ثقبت الحبيبات ونظمت بالخيط أو ما شابه ذلك . إلا أن استخدام المخرطة سواء اليدوية أو الآلية منها أزال جهدا كبيرا من العملية اليدوية في الصنع وبصورة اكثر اتقانا وكفاءة . لذا فاستخدام اليد أو اسلوب الخراطة اليدوية يعتبره البعض اسلوب بدائي حرفي في صناعة المسبحة (من بعض المواد) وإن لم تزل بعض هذه الأساليب سائدة إلى هذا اليوم في بعض الأقطار الآسيوية والإفريقية .
وفي بداية القرن العشرين وبعد أن تطورت الصناعة كما أسلفنا وخصوصا صناعة الأحجار الكريمة وشبه الكريمة والتي دخلت عصر الانتاج الذهبي سواء الأصيل أو المقلد منها ، إلى الحد الذي استخدمت الأحجار الكريمة وشبه الكريمة في مجال الذرة والصناعة الخاصة بالإلكترونيات والكهربيات والآلات المغناطيسية والساعات وإلى سلسلة من معدات الحياة الأخرى . وبالتالي ساعد ذلك كله على ارتفاع تقنية التصنيع إلى حد أشبه بالكمال . ولذا تطورت الصناعة المتقدمة والآلية إلى الحد الذي أصبح انتاج الجواهر والمواد شبه الكريمة عملية آلية أوتوماتيكية كما أصبحت فيه منتجات الجواهر والأحجار اليدوية القديمة ، توضع بالمتاحف وان تعتبر تحفا لماض عريق وثروة لا تقدر بثمن ، وكذلك الحال بالنسبة للمسابح القديمة من المواد الثمينة .