القطع والتثقيب (Cutting , drilling)
القطع والتثقيب (Cutting , drilling)
في هذه المرحلة من التصنيع تتشابه من حيث فئات الصانعين كما في المرحلة السابقة ، ولعل السبب الرئيسي يعود إلى التخصص وإلى اختلاف القطع أو تركيب المواد الموجودة في الطبيعة أو تلك التي يقتضي إجراء تصنيع تحويلي لها مثلها مثل الصناعات التحويلية الأخرى ، لذلك تختلف طرق القطع والتثقيب ووسائلها إلى حد ما وقد تختلف مناشير القطع وآلات التثقيب لكل مادة أو قد تتشابه . ففي حالة الفئة الأولى وهي المسابح الرخيصة أو المصنعة محليا ، يتم تحديد شكل أو حجم أو قطر الحبيبات مع الملحقات (الفواصل والمنارة) أولا ليكون متناسبا مع حجم المؤاد المصنعة أو الأعمدة لتلافي الخسائر الانتاجية من المخلفات ما أمكن .
ففي حالة الأعمدة أو المواد المصنعة تقطع بواسطة المناشير اليدوية أو الآلية إلى قطع تكون أقطارها مساوية تقريبا لحجم وقطر الحبات والملحقات المزمع انتناجها ، وبعد ذلك تثقب بمثاقب مختلفة حسب نوع المادة وصلادتها الموعية . علما ان بعض المواد المتنوعة تكبس بمكابس خاصة أو تصب في قوالب خاصة تكون مناسبة لحجم القطع المزمع انتاجها أيضا .
كذلك ومن مواد هذه الفئة الأخشاب أو العظام والتي تقطع بالمناشير حسب الأحجام المطلوبة وإن كانت سماكة بعض العظام كعظام الجمال والحيتان تحدد مسبقا حجم الحبات المتاح والممكن . أما مواد الفئة الثانية ، وهي الأغلى والأنفس مثل اليسر والكهرب القديم المشغولة سابقا والعاج أو غيرها ، فغن عملية تقطيع اليسر مثلا تتم بالمناشير اليدوية البسيطة أو الآلية في هذه الأيام وبحجم يقارب حجم الحبة المطلوبة ثم تثقب بمثاقب بسيطة نظرا لطواعية هذه المادة أو مثيلاتها ، أما بالنسبة لقطع الكهرب فيتوجب دراسة حجم القطعة ومعرفة عدد الأحجار أو القطع الناتجة بعد القطع ، حتى يمكن تقليص حجم المخلفات التي تنجم عن هذه العملية نظرا لنفاسة وكلفة هذا الحجر ، وبعد ذلك تقطع حسب المطلوب ، حيث يراعى معرفة لون الحجر بعد القطع لتلافي تأثيرات لون سطح القطعة القديم وقد تستخدم المناشير الدقيقة أو الرفيعة السمك مع سكب الماء أو الدهون المخصصة مراعاة لعدم تأثير الحرارةالناجمة عن القطع والذي قد يؤدي إلى انشطار القطعة أحيانا أو حدوث توسع للشروخ القديمة الطبيعية وهكذا ، وهنالك تفصيلات للمواد الأخرى لا مجال للتوسع فيها في هذه المرحلة .
الفئة الثالثة من المواد وهي الفئة التي تصنع منها الأحجار الأكثر نفاسة والأصعب عملا ، من خارج وداخل الوطن العربي والامة الإسلامية كما أسلفنا سابقا .
ولو أخذنا بعض التفصيلات كمثال ، لتبين لنا سعة التفصيلات الممكنة لكل نوع من المواد ، فالفيروز مثلا ولكثرة الشوائب فيه يعامل معاملة خاصة حيث تدرس كل قطعة مستخرجة بعناية لمعرفة تفاصيلها وكمية الشوائب وتأثير العروق الطبيعية فيها وبعد ذلك تقطع ، وقد يتم التقطيع بأساليب بدائية أو متقدمة حسب ما رأينا في محلات تصنيع الفيروز في إيران ومصر وغيرها وقد تستخدم المناشير الدقيقة جدا في ذلك أو الأحجار الأكثر صلادة والمدببة ، وفي أحسن الأحوال تتخلف عن القطع مخلفات كثيرة مما يزيد في كلفة الناتج النهائي .
أما الأحجار الكريمة أو شبه الكريمة ، فبعضها يقطع يدويا بدقة عن طريق معرفة مسار القطع الطبيعي في كل قطعة مثل الياقوت والتوباز والاكوامارين مثلا وتستخدم المثاقب ذات الرؤوس الماسية لثقب هذه الأحجار في هذه الأيام ، بعد أن كان تقطيعها أو ثقبها يعتبر من العوائق العامة عند التصنيع في مراحل سابقة .
كما وتعامل أحجار أخرى مثل عين النمر والمتحجرات الطبيعية والعقيق والبلورات الحجرية وإلخ . . . . . معاملة خاصة ، حيث هيئت في هذه الأيام مناشير دقيقة يدوية وآلية ذات حد ماسي قاطع (قد يكون من الماس الصناعي المنتج والمكتشف صناعته خلال هذا القرن) . وبعد مراعاة الحرارة الناجمة أثناء عملية القطع تجري عملية التثقيب أحيانا وأحيانا أخرى تثقب الأحجار بعد عملية الخراطة وتدوير شكل الحبات في المرحلة اللاحقة ، وتستخدم هذه الأيام المثاقب الماسية الرأس أيضا .
إن ما أوردناه أعلاه ما هي إلا أمثلة موجزة جدا قدمت كدليل عما يجري في هذه المرحلة ، ولا يعني ذلك أن ما سردناه يعتبر منطبقا على كل الأحجار والمواد المستخدمة للمسبحة عند مرورها في هذه المرحلة من الصناعة ، نظرا للاختلاف الشاسع بين مواصفات مختلف المواد فنيا والتي تقتضي تخصصا في أغلب الأحيان أو خبرة مكتسبة عند التعامل معها ، والواقع فإن انتاج المسبحة من كل حجر عملية متكاملة وقد قسمناها إلى مراحل لغاية التوضيح لا غير .