حجم وشكل الحبات في المسبحة
إن العوامل المؤثرة في هذا المجال قد تشمل ما يلي :
· تأثير نوعية ومواصفات المادة المصنع منها وطريقة صنعها وشكلها المتوفر في الطبيعة ككثافة المادة وسمكها ولونها أو ندرتها .
· الغرض المطلوب من استخدام المسبحة ، مثل الأغراض الدينية أو للتسلية أو غير ذلك .
· الطلب العام للأفراد والجماعات أو الأسواق والكلفة الإنتاجية .
ولو أخذنا الإجمالي العام لأكثر أنواع المسابح إنتاجا (وحسب مختلف الأشكال) فنجد أن معدل أقطارها يتراوح ما بين (4) إلى (11) ملم ، كما أطوال حباتها يتراوح أيضا بمعدل (4) إلى (15) ملم . أما الاستثناءات لهذه القاعدة فقد تصل بعض أحجام الحبات إلى قياسات كبيرة ، وأحيانا إلى حجم قبضة اليد وذلك لغرض التعليق في المنازل وعلى الجدران أوفي نوافذ المحلات لغرض الزينة ولفت الانتباه فقط ، على الرغم من تحبيذ بعض طرق الصوفية في السابق إلى المبالغة في حجم حبات المسبحة إلى الحد الذي كان بعضهم فيه يعلق سبحته في السقف عند مكان الخلوة للصلاة (عن كتاب البناني / تحفة أهل الفتوحات والأذواق ، وعن مقالة للدكتور جورج كلاس - مجلة الأسبوع العربي تاريخ العدد 7/2/1994/.) .
إن أشكال حبات المسبحة من الناحية المظهرية العامة تكاد تلتقي في عدد من الأشكال حسب ما ذكرناه آنفا غير مبالين بالاستثناءات الواردة والشواذ من حباتها حيث يمكن تصنيف شكل الحبات عموما كما يلي :
1) الشكل الإهليليجي (البيضوي) (Oval - shape) وهو الشكل الشائع وقد يضم في دفتيه أشكال أخرى .
2) الشكل الكروي المتكامل .
3) الشكل الاستامبولي (البندقي) .
4) الشكل الاسطواني .
5) الشكل الحمصي أو شكل حبات الذرة .
6) الشكل اليوناني المسطح (اللوزي) .
7) الشكل المضلع (الماسي الأوجه) ويسمى بالعامية العراقية (بالطراش) .
والمطلوب في أشكال وأحجام حبات المسبحة الواحدة الشروط التالية :
ü تماثل اللون أو تقاربه إلى حد كبير في كل حباتها .
ü تماثل الحجم أو تدرجه أحيانا في كل الحبات (القديمة يتدرج حجم الحبات فيها) إن هذا التماثل يضمن السلاسة والمرونة الملائمة من الحركة .
ü تماثل سعة الثقوب وتوازنها القائم مع قطر الحبات (هنا يجب التطرق إلى مسألتين الأولى تتعلق بفحص توازن ثقوب الحبات عن طريق ضغط جملة من حبات المسبحة وهي في خيطها من الطرفين باليد وعندها تظهر وبشكل بدائي انحرافات عملية التثقيب للحبة . والثانية بمد سلك معدني مستقيم جدا في حبات المسبحة ومسك السلك من طرفيه يوضح عدم تناسق واتزان سعة الثقوب في الحبات أو العكس) . والحقيقة ان عدم توازن ثقوب الحبات يؤدي إلى تشويه منظر المسبحة وعدم توازن الحبات في الحركة وقد يكون ذلك معرقلا للاستخدام المريح ومخففا لقيمة المسبحة بالتالي :
ü ضرورة الحصول على أعلى درجات الدقة لصقل الحبات .
إن تساوي الشروط السابقة ذكرها قد يجعل من المسبحة ما يجوز أن تسمى باسم (المسبحة الكاملة) بغض النظر عن ماهية المادة المصنعة منها ، على الرغم من أن ثمن وندرة المادة الخام هي المحدد الأساسي لثمن المسبحة . ولكن هنالك بعض المعوقات التي تجعل من الحبات غير متماثلة أحيانا ، ولعل أهمها الندرة في الطبيعة لبعض المواد من نوع واحد ولون واحد ، أو صعوبة التصنيع في المراحل الزمنية السابقة . ومثالنا على ذلك هو هو شكل وحبات الكهرب القديمة حيث نلاحظ اختلاف أحجام بعض حباتها أو اختلاف ألوانها في كل مسبحة ولعل سبب ذلك يعود إلى :
ü ان الحرفي القديم كان يعاني كثيرا في عملية انتقاء وجمع الأحجار المناسبة للصناعة حيث يفرض عليه حالة من التدرج الحجمي واللوني لحبات المسبحة .
ü خلال التقادم الزمني تفقد بعض الحبات أثر التداول والاستعمال لذا يرجع بعض الصناع إلى تعويض النقص في حبات أخرى يفترض أن تكون متشابهة وربما تصنع حبات أخرى من أحجار قديمة أو حبات قديمة .
ü لقد حوّل بعض الناس حبيبات العقود والقلائد النسائية والتي معظمها متدرجة الحبات من صنع منارة لها إلى مسابح جديدة .
ü كما اختار البعض من كان يحتفظ بمسبحة ذات أحجام حبات كبيرة تقسيم المسبحة إلى مسبحتين عن طريق إعادة تصنيع حبات المسبحة وقطعها . وهنا تفقد حبات المسبحة أحيانا تماثل اللون الواحد أو الحجم الواحد خصوصا عند حصول حالة من عدم اتقان قطع وخراطة القطع القديمة وعدم إزالة تغييرات اللون بسبب القدم أو غير ذلك .
بشكل عام فإن أكثر أشكال الحبات شيوعا هو الشكل الاهليليجي البيضوي ومن ثم الكروي التام أو الناقص يليها أشكال الحبات الأخرى حيث تصل آخر القائمة إلى الشكل الماسي المضلع .
أخيرا لا بد من الإشارة إلى بعض الحالات الاستثنائية في تغير صفة لون الحبات أو إضافة ألوان أخرى . إذ قد تشوى بعض الحبات بالنار وقد تقلى بعض الحبات في الدهون أو الزيوت أو المواد الأخرى الحارة ثم تغطس في محاليل صبغية تكون أحيانا مخلوطة بالكحول حيث يدخل اللون إلى التشققات في سطح الحبات المتأثرة بالحرارة ، وبعد ذلك توضع الحبات في سوائل باردة لتثبيت اللون الجديد ، حيث يتم انغلاق التشققات المتأثرة بدرجة الحرارة وتستعيد الحبة حالتها الأولى بالإضافة إلى اللون الجديد ، وبهذه المناسبة يحذر غير المختصين من القيام بهذه التجربة حيث قد تؤدي إلى تكسر وانشطار الحبات وقد لا تعود صالحة للاستعمال إطلاقا . عموما فلدى الحرفيين المصريين خبرة في هذه الطريقة.