المسبحة من الأحجار الكريمة وذات الأصل العضوي
في هذا الجزء سنتناول بالبحث تلك المصنعة من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة ، ومن الأحجار الكريمة ذات الأصل العضوي ، ولا بد من الإشارة إلى أننا تطرقنا بشكل موجز في أحد الروابط الأخرى إلى اهتمام العرب والمسلمين بالأحجار الكريمة وتأثرهم بمهد حضارات وادي النيل ووادي الرافدين والإغريق والهند والصين .
ويتوجب أن نذكر هنا أن صناعة المسبحة من الجواهر النادرة جدا (Noble Gems - Precious Stones) هي صناعة نادرة أيضا وخصوصا من الياقوت وهي أكثر ندرة في مجال أحجار الماس والزمرد ، وتكاد الأعداد المنتجة منها تعد على أصابع اليد حسب علمنا .
أما صناعة المسبحة من الأحجار شبه الكريمة (Semi - Precious Stones) مثل مسابح العقيق والأحجار البلورية وعين النمر والفيروز واللازورد ..... إلخ . وكذلك من الأحجار العضوية ، كالمرجان واليسر والكهرب . فهي صناعة رائجة بشكل كبير ، والعدد المنتج من هذا النوع من الأحجدار كبير نسبيا ، ولعل مرد ذلك يعود إلى جملة من الأسباب التي تطرقنا إليها سابقا ما يُنتج بتطور التكنولوجيا وازدياد الطلب العالمي على هذه الصناعة بتوسع الثروات والإمكانات .
وبسبب التعدد البالغ والمتنوع للأحجار المستخدمة في هذه الصناعة حاليا فقد ارتأينا الدخول في تفاصيل بعض الأنواع المثيرة للإهتمام والأنواع الأكثر رواجا أو شيوعا . وبالإضافة إلى هذا فقد إزداد عدد المصانع التي تنتج هذه السلعة في هذه الأيام ، ويمكن القول أنها تُنتج في أماكن ومصانع لم يكن يتصورها الإنسان العربي أو المسلم في القرون السابقة . فعدد كبير من سلعة المسبحة أصبح اليوم يُنتج في الصين وتايوان وهونق كونق وأوربا وأمريكا الشمالية والجنوبية والهند وغيرها ، بل وأصبح القلة من الناس من يتسائل عن مصدر هذه الأحجار أو مكان صناعتها أو منطقة استيرادها نظرا لتشعب العملية الصناعية والاستخراجية والتجارية فيها وأصبحت مثل بقية السلع التجارية الأخرى وهي الآن تحمل صفة تجارية بحتة .
وعلى الرغم مما ذكرناه آنفا فلا يزال على أية حال مجموعة من الناس من يهوى أو يفضل مادة معينة أو نوع معين من الأحجار التي تُصنع منها المسبحة على أنواع اخرى سواء أكانت من الأحجار الكريمة أو شبه الكريمة أو الأحجار العضوية ، فمنهم من يفضل المرجان أو العقيق أو عين النمر أو الجيد وغير ذلك ، كما لا زالت جملة من الناس من تؤمن بالأساطير أو الخرافات القديمة التي أحاطت هذه الأحجار واتسمت بها منذ أقدم العصور . ومن جملة ما يُذكر في هذا الصدد أن هنالك بعضا من الناس من لا يزال يربط ما بين يوم أو شهر ولادته بحجر معين يتبارك به أو يعتقد بجلبه الحظ له عند استخدامه أو يقيه شرّ الحسد والأمراض والسحر المفترض . ولقد ارتبطت السنة بجملة من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة وصنفت عليها والتي نوردها على سبيل الإطلاع :
الحجر |
الشهر |
العقيق والجارنيت |
كانون الثاني / يناير |
الجمشت | شباط /فبراير |
حجر الدم |
آذار / مارس |
الماس |
نيسان / ابريل |
الزمرد |
أيار / مايو |
اللؤلؤ - أو حجر القمر |
حزيران / يونيو |
الياقوت |
تموز / يوليو |
الساردونيكس |
آب / أغسطس |
السفير |
أيلول / سبتمبر |
الأوبال أو أحجار المرو |
تشرين أول / أكتوبر |
التوباز |
تشرين ثاني / نوفمبر |
الفيروز |
كانون أول / ديسمبر |
وهنالك تصنيفات وآراء ومعتقدات أخرى عند مختلف الشعوب والأمم لا مجال لسردها من خلال هذا الموقع .
وبودنا الإشارة أيضا إلى أن الأحجار تقسم على أساس الصلابة أو الصلادة . فمنذ القرن التاسع عشر أُستخدم مقياس عام ومناسب لمعرفة الصلابة استنبطه العالم الألماني فريدريك موسى ، وهو عالم تعدين ، ويعتمد مقياسه على قياس نسبة الصلادة للمعادن والأحجار فيما بين مقياس درجة (1) إلى مقياس درجة (10) كحد أقصى ووفقا لتصاعد قوة الصلادة أو الصلابة . ولقد أخذ العالم المذكور عينة من كل معدن أو حجر وأعطاها قوة الصلادة كدلالة حسب مقياسه وكما يلي :
مقياس (1) الطلق - (2) الجبس - (3) التالست - (4) الفلوريت - (5) الأباتيت - (6) الفلسبار - (7) الكوارتز - (8) الياقوت الأصفر - (9) الياقوت - (10) الماس .
ولغرض تسهيل مهمتنا فإننا وعند ورود مقياس الصلادة لكل حجر يرد ذكره فيما بعد فإننا نعني مقياس موسى بذلك . أما مقياس الوزن لهذه الأحجار فهو منذ الآن وصاعدا نحدده بوزن الغرام الواحد في السنتمتر المكعب .