مجموعة مسابح العقيق (AGAT)
مجموعة مسابح العقيق (AGAT)
لقد قيل أن هذا الحجر سمي بالعقيق "لعقّه" بعض أنواع الحجارة أي لشقّه إياها كما ذكر الكرملي (من منشورات مؤسسة الشرق - وزارة الاعلام القطرية عام 1985) . وقال البيروني عن حجر العقيق (أن صنم هبل الذي كان في الكعبة المكرمة ، قبل الإسلام ، من عقيق مكسور اليد اليمنى أضافوا إليه يد من ذهب) . وهذا الحجر معروف لدى كل الحضارات البائدة والقديمة والمستحدثة واستخدم بأشكال شتى ولكافة الأغراض كالزينة في القلائد والعقود والخواتم والأختام وغيرها . كما اثيرت حول هذا الحجر طائفة من الأساطير القديمة والخرافات فقد قيل أنه يهديء الروع عند النزاع ويبيض الأسنان ويذهب صدأها عند الحك ويمكنه إيقاف النزيف وإلى آخر ذلك من هذه الأساطير الطبية أو الدينية الأصل .
وبسبب خواصه فقد استخدم بأشكاله وألوانه المختلفة للحفر أو النقش عليه وعلى سطوحه وبزخارف متنوعة ولقد عومل بحرفيّة يدوية بالغة في باديء الامر ثم استخدمت في طريقة النقش عليه الحوامض لإبراز النقش عليه (كالطريقة الإيرانية) وخصوصا الخطوط الكتابية وعلى الأختام الشخصية .
عموما اشتهر العقيق منذ بدء الحضارات الأولى في وادي الرافدين ووادي النيل والحضارات الإغريقية والرومانية بشكل خاص . كما واشتهر العقيق عند العرب وخصوصا ذلك النوع المسمى بالعقيق اليماني (يمنيّ الأصل والمواصفات) حيث يمتاز هذا النوع بلمعانه الفائق ومائيته الرائقة ولونه الأحمر الغامق القريب من لون الشاي كما يمتاز بكونه حجر صلب ومعمر ، إلا أن مصدر تعدينه واستخراجه من اليمن قد قلّ في الآونة الأخيرة لعد استخدام التكنولوجيا الحديثة في طرق الاستخراج في هذه المنطقة وحيث لا تزال طرق استخراجه تتم بالطرق القديمة كما أن تصنيعه لا يزال يتم حسب علمنا إلى يومنا هذا . وفي هذا المجال وبسبب الرغبة الشديدة لطالبي هذه المادة من العرب فلا يزال كثير من الباعة يوهمون المشترين بأن ما يبيعونه هو العقيق اليماني وإن كانت الحقيقة هي غير ذلك .
إن أساس حجر العقيق هو ثاني أكسيد السيلكون تتداخل في ه ضروب مختلفة من معدن المرو - الكوارتز - وشوائب أخرى كثيرة أحيانا حيث تكون شفافة وغير شفافة مما يضفي على الحجر ألوانا مختلفة متباينة . ويتواجد هذا الحجر في معظم الأحوال في الأحجار البركانية ذات التجاويف المبطنة بالبلورات والمواد المعدنية الأخرى ، حيث يكون معدل صلادة أو صلابة الحجر بحدود (7) من (10) على مقياس موسى ويتراوح وزنه النوعي بمعدل ما بين 2,62 إلى 2,64 غم / سم مكعب . وكان العقيق يقطع عادة بقطع مستديرة أو قطع تستخدم كفصوص في الخواتم بيضوية الشكل أو مستديرة أما في الوقت الحالي فلقد أصبح في الإمكان تقطيعه وتشكيله وصقله بكافة الأشكال المطلوبة للأغراض المختلفة وحسب امكانات الأحجار المتاحة .
وبسبب دخول معادن وبلورات متعددة على هذا الحجر فقد تبلور هذا الحجر بألوان عدة وإن كان أغلبها ما يميل إلى مجموعة تدرجات اللون الأحمر الداكن إلى الرائق الرمّاني وفيما يلي بعض الألوان الشائعة من العقيق :
ü العقيق الأحمر (Chrysoprase) .
ü العقيق الأصفر أو البرتقالي .
ü العقيق غير الكامل التبلور ومنه الأبيض المشرق (Chalcedony) .
ü العقيق الأخضر من نوع كارنلين (Carnelian) أو ما يسمى بعقيق البلازما أحيانا (Plasma speckled) .
ü العقيق المطحلب (Mass Agate) ويكون عديم اللون أو شفافا أبيضا به لون رمادي أحيانا تتداخل فيه شوائب نباتية الشكل أقرب إلى اللون الأخضر أو الأسود أحيانا .
ü العقيق المعيّن (Aye Agate) حيث توجد فيه خطوط دائرية بشكل عين وتكون قاعدته بألوان متعددة أحيانا .
ü العقيق الأسود أو الداكن (Black Agate) .
ü العقيق السليماني (هي لفظة عراقية عامية ولم نجد لها لفظة حديثة مقاربة والمسبحة منه تسمى بـ "المسبحة السليمانية") وهو نوع منقرض من العقيق يتشكل من خطوط سوداء وبيضاء أو بنية اللون أو داكنة أما الأنواع المستخرجة حديثا منه فتتداخل الخطوط الحمراء فيه .
ü العقيق الرمادي اللون .
إن معظم المسابح المنتجة من خام العقيق هذا اليوم هي من ألوان العقيق الأحمر أو الداكن اللون واندرها هي المنتجة من خام العقيق الأخضر الرائق اللون والشديد اللمعان وبعضها ما يميل لونه إلى اللون الأزرق الفاتح . كذلك من هذا الخام ما كان مصنوعا من اللون الأبيض الشفاف أو اللون الحليبي .
عموما تقوم في الهند صناعة رائجة للمسبحة من هذا الخام وينتج منها كميات كبيرة وإن كان أكثرها من الخام الرديء والذي أشبه ما يكون بالحصى الذي يميل لونها إلى اللون الأحمر المشرب بالحمرة أو البني أو الرمادي وتتخلله شوائب ترابية وحجرية كثيرة ولذلك يصبح في الإمكان تمييز هذه الأنواع خصوصا إذا ما رافق ذلك عدم اتقان عمل حبات المسبحة والتي تكون غالبا غير منتظمة الحبات وغير متقنة الصقل بسبب عدم وجود المهارة في المراحل الصناعية لها .
أما معظم ما يصنع بصورة جيدة هو في الدول الأوربية وتايوان وهونق كونق والصين . عموما فقد لوحظ ان معظم المسابح الجيدة من خام العقيق صنعت في أماكن من غير أماكن تواجد هذا الخام بصورة طبيعية على الرغم من تواجد الخام من العقيق في كثير من مناطق العالم مثل الهند والصين واليمن إلا أن البرازيل والأرغواي تميزت حاليا بالتصدير الرئيسي له هذه الأيام .
حاليا ينتج من خام العقيق الجيد والرديء على حد سواء وبألوان مختلفة وعلى الرغم من عدم ارتفاع أسعار هذا الخام إلى حد كبير إلا أن الصناع قلدوا هذا الخام وصنعوا المسبحة من الخام القلد صناعيا بحيث يصعب أحيانا التفرقة ما بين الحجر الأصيل (الأحجار المزيفة صناعيا مما قد يستدعي وجود الخبرة اللازمة في التمييز بين الأحجار عند شراء المسبحة من هذا الخام) .
إن معظم قياسات مسابح العقيق تخضع إلى نفس معدل القياسات التي أشرنا إليها آنفا من حيث عدد حبات المسبحة أو حجم حباتها ، مع وجود بعض الاستثناءات ، إذ لوحظ وجود مسابح ذات حبات كروية أو بيضوية يبلغ قطرها أكثر من (8) ملم أما عدد الحبات فهو لا يتجاوز (33) حبة بشكل عام . أما بقية معدل الحبات فهي (33) أو (66) حبة وبمعدل قطري للحبة يتراوح بحدود 4 ملم ، وأحيانا (99) حبة وبمعدل قطري للحبة يتراوح بحدود 3 ملم . إلا أنه لُوحظ الثقل النوعي لهذه المسابح .
عموما فإن أفضل ما رأينا من هذه المسابح المنتجة من هذا الخام ما كانت حباتها كروية الشكل متقنة الصقل والنماثل التام مع صناعة مدهشة للفواصل والمنارة بالإضافة إلى إتقان تثقيب الحبات بشكل متوازن ومتناسب تماما خصوصا إذا ما رافق ذلك صناعتها من الألوان النادرة .
ولعل أندر المسابح من هذا الخام ما كان لونها أخضرا رائقا أو ما كان أصل الخام المصنوع منها يمانيا أحمرا وهذه الأنواع أغلى سعرا ضمن هذه المجموعة يليها العقيق الأزرق أو العقيق الموشح بخطوط حمراء أو سوداء ومن ثم من اللون الأحمر الباهت وغير الرائق وإلى آخر قائمة الألوان الأخرى والتي ذكناها آنفا .
عموما فإن مسابح هذا الخام ليست فاحشة أو مرتفعة جدا وأصبح في الإمكان أن يشتريها الناس بمبلغ معقول على أن يراعى أصالة الخام وتدقيقه وتفحص المسبحة من حيث توازن التثقيب والصقل الجيد وتماثل الحبات . ولقد لوحط كثرة استخدام الناس للفواصل والمنارات الذهبية وأحيانا المطعمة والمزخرفة مع استخدام الشربات الذهبية أو الفضية وبأشكال مختلفة أحيانا . ومن جملة استطلاعنا في أسواق في هذه الأيام وجدنا مسابح من العقيق لمختلف الألوان كما تتوفر أيضا الخامات المقلدة تقليدا جيدا أو رديئا .