بناه الأمير منصور الشهابي الذي توفي في بيروت سنة 1774م ودُفن في جامع الأمير منذر، النوفرة، وقد رثاه الشيخ أحمد البربير بقصيدة مطلعها:
وعم بالرضى من في ثراه سقى هذا الضريحَ سحابُ فضلٍ
من الطريف أن نشير هنا إلى أن السيدين أحمد حمزة سنو وإلياس سلوم، حضرا إلى المحكمة الشرعيّة في السادس من شهر ذي الحجة سنة 1286هـ وقرروا بأن لهم، غرفة في خان الأمير منصور، وأن مرادهما أن يوسعا بابها طولاً من جهة أعلاه بدون أن يتصرفا بشيء من المشترك، وأن بقية أهالي الخان يعارضونهم في ذلك، والتمسا الكشف عليها، فتوجه الشيخ إبراهيم الأحدب إلى الخان المذكور وبمعيته الحاج أحمد الداعوق والحاج أحمد بن سليمان الخليل والخواجة إلياس شاهين صباغة والخواجة حبيب بن ميخائيل المجدلاني، بصفتهم خبراء، ولدى الكشف وجدوا أن لا ضرر على أحد بتوسيع الباب طولاً من جهة أعلاه بدون أن يتصرفوا بشيء من المشترك، فحينئذٍ رُفع سؤال حول هذه القضية إلى عمدة العلماء الكرام فضيلتلو محمد أفندي مفتي بيروت، في حينه، أي محمد أفندي الطرابلسي الأشرفي، فأجاب بما معناه: (أنه ليس لهم التصرف بتوسيع الباب إلا برضى صاحب العلو)، وعند ذلك صار تعريفهم بذلك وأنه ليس لأحد من أصحاب الخان لا حق له في علو الغرفة المرقومة، أن يعارضوهم في ذلك ما لم يتصرفوا في شيء مشترك بينهم وبين أحد من أهل الخان.