شبام
شبام
مدينة المدن اليمنية واكثرها شموخا، عنوان لقدرة اليمني على الإبداع وعبقرية البناء الذي مازال حتى وقتنا الحاضر مميزا في العمارة، يقال عنها " منهاتن الشرق الأوسط " ، " شيكاغو الصحراء " و" أول ناطحات سحاب في العالم ". إن بيوت ومنازل المدينة المختلفة المبنية من اللبن ترتفع بشكل مثير للإعجاب، ويترواح سمك جدران الدور الأرضي للمنزل الحضرمي في شبام بين متر ونصف ومترين.
ويقال ان اسم المنطقة يعود الى كونه أول باني شبام حضرموت ويروي الهمداني أن المدينة بنيت في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، فيما احدى الروايات تشير الى أن المدينة تم بناؤها في القرن الخامس قبل الميلاد، وأصبحت معروفة في القرن الثاني .
* أولى ناطحات السحاب:
شبام تعانق السحاب مبانيها الجميلة تمتد إلى أكثر من خمسمائة عام، ترتفع سبعة أدوار وتصل إلى ستة عشر مؤكدة أن العقل العربي قادر على صنع المعجزات إذا ما توفرت له وسائل الإبداع. بنيت المدينة على الطراز القديم ، إذ أن شوارعها ضيقة ملتوية لكن موقعها الذي اختير لبنـاء أقدم ناطحات سحاب في العالم اختير مركزا دفاعيا لمدينة حصينة.
يقال عنها الكثير، فهي مدينة المدن اليمنية وأكثرها شموخا، عنوان لقدرة
اليمني على الإبداع وعبقرية البناء الذي مازال حتى راهنا مميزا في
العمارة،
سميت بهذا الاسم نسبة إلى اسم ملكها شبام بن حضرموت بن سبأ الأصغر، وفي
رواية أخرى إن سكان شبوة عند تهدمها نزحوا إلى هذا الموقع وسط الوادي
وسموها ( شباه ) تم تحولت التاء إلى ميم، وهذا ما يشير إليه الهمداني.
إن مدينة شبام عاصرت أحداثا تاريخية هامة قبل الإسلام وبعده.
اعتبرت مدينة شبام العاصمة السياسية والاقتصادية لوادي حضرموت بل ولحضرموت كلها، وتقول مصادر الكتب انه عندما اعتنق الحضارم الدين الإسلامي في العام العاشر الهجري أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم زياد بن لبيد البياضي ليكون عاملا له على حضرموت واتخذ شبام مقرا له لإقامته متنقلا بينها وبين مدينة العلم المعروفة في حضرموت وهي مدينة تريم.
وبحسب المؤرخين فإن مدينة شبام القديمة اكبر مما هي الآن. ، والدليل على ذلك م اذكره الهمداني عنها إذ قال : أما قبيلة حضرموت فمساكنهم الجهة الشرقية والوسط من وادي حضرموت وأولى بلادهم شبام، وسكنها حضرموت وبها 30 مسجدا {أي في عصره} اذ ان بها حاليا 6 مساجد، ونصفها خربتها كندة (قبيله حضرمية مشهورة)، وسكانه بنو فهد بن حمير وبنو فهد بن سبأ بن حضرموت.
ووصفها الهمداني ايضا في كتابه المشهور صفة جزيره العرب بما يلي: شبام
مدينة في حضرموت وسوق الجميع قصبة حضرموت، وقد تحدث عنها كثيرا المؤرخان
ياقوت الحموي والقزويني، ومن ملوكها المشهورين قيسبة بن كلثوم السكوني
الكندي المولود بشبام عام
6
قبل ميلاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) والمتوفي العام
37
هجرية، وكان قائدا عسكريا شارك في فتح مصر العام
20
هجرية.
وقد انطلقت من هذه المدينة ثورة عبد الله بن يحيى الكندي العام
128
هجرية ضد الحكم الأموي واستمرت منطلقا وقاعدة لمقاومة الحكم العباسي
بحضرموت، وانتشر فيها آنذاك المذهب الاباضي ومركزه الرئيسي شبام الذي انتهى
في القرن السادس الهجري.
وتبرز أهم معالمها التاريخية في سورها المحيط بها من كل الاتجاهات وهو مبني
على الطراز القديم ، ولها بوابة وحيدة كانت تغلق ليلاً، وبيوتها عبارة عن
ناطحات سحاب هي الاولى على مستوى العالم، مبنية من الطين النيئ، وتتراوح
طوابقها من
6
إلى
7
طوابق ، وارتفاع كل طابق ما بين
4
إلى
6
أمتار، وتمتاز بالنقوش والزخارف على أبوابها ونوافذها المصنوعة من الخشب
المحلي (السدر) شجر النبق ، وتعمر البيوت إلى اكثر من500
سنة إذا وجدت الصيانة الدورية لها.
أبرز معالمها الجامع الكبير المسمى (جامع هارون الرشيد) الذي تم تشييده العام 166 هجرية، بالإضافة إلى مسجد الخوقة الذي كان مركزاً للاباضية.
وهناك أيضا القصر الشمالي الذي بني في الفترة 617 هجرية وكان مقراً لحكم الدولة المتعاقبة اتخذه ابن مهدي في ذات العام مقرا له وفي 618 هجرية حفر خندقاً أحاط بالحصن ممتدا إلى مسجد الخوقة وحفر علي بن عمر الكثيري بئرا بجانبه سنة 836 هجرية وهو مازال قائماً إلى الآن بعد أن أزيلت منه ثلاثة طوابق، وهو مقر الهيئه العامة للمحافظة على المدن التاريخية في حضرموت، ويسهم في إعادة بناء ماعبثت به أيادي الإهمال.
وقد إعتبرت اليونسكو مدينة شبام من ضمن قائمة مدن التراث الإنساني، ونفذت فيها العديد من المشاريع للحفاظ عليها خوفا من الاندثار، بخاصة في ظل الهجمة الشرسة للبناء المسلح الذي بدأ يغير ملامح كثير من المدن اليمنية القديمة ، ومنها شبام.