جهاز الموساد
يتعلم المرشحون الجدد من المدربين في مدرسة الموساد كيفية تجنيد العملاء في المخابرات الإسرائيلية ، وعموما من ناحية سيكولوجية ، تراعى نقاط الضعف في الشخص الذي يراد تجنيده ، وتدرس جيدا السمات الشخصية والمزاجية لهذا الشخص قبل عملية الاقتراب منة . وهناك ثلاث أساليب رئيسية تستخدمها الموساد للتجنيد وهى : الجنس والمال والعاطفة ،( سواء أكانت الانتقام او الأيديولوجية). إن فكرة التجنيد لدى الموساد تشبة دحرجة صخرة عن تله وتستعمل كلمة (ليداردو) ، والتي تعنى الوقوف على رأس تله ودحرجة جلمود من هناك ، وهذه هي الطريقة التي يتم بها تجنيد العملاء ، يتم اخذ شخص وجعلة تدريجيا يقوم بشيء مخالف للقانون او للأخلاق ، ويتم دفعة منحدرا عن التله ، لكنة إن كان هذا الشخص على قاعدة راسخة فانة لن يقدم المساعدة ، ولا يمكن استخدامه ، والقصد كله هو أن يتم استخدام الناس ، ولكن لكي يتم استخدامهم يجب قولبتهم ، وإذا كان هناك شخص سعيد في حياته ولا يحب الشرب او الجنس وليس بحاجة للمال ، وليست لدية مشكلات سياسية فلا يمكن تجنيده ، وما يمكن عملة هو التعامل مع الخونة ، فالعميل خائن مهما كانت درجة عقلنتة للأمر ، لذلك تتعامل كوادر الموساد مع أردأ أنواع البشر ، وقد تستخدم مهارات عاليه وغامضة في كيفية استقطاب الجواسيس في دول الجوار . وتقوم الموساد بتدريب عملائها على كيفية التعامل مع السلاح وحماية الذات والاستهانة بالموت ، حيث يتم تدريب المرشحين على كيفية سحب المسدس أثناء الجلوس في مطعم إذا اقتضى الأمر ، إما بالسقوط إلى الخلف على المقاعد واطلاق النار من تحت الطاولة ، أو بالسقوط إلى الخلف ورفس الطاولة في الوقت نفسة ثم إطلاق النار ، وكل ذلك في حركة واحدة ، ولقد تم التساؤل ما الذي يحدث لمشاهد برئ ؟ ( يقول أحد المتدربين ) : تعلمنا أنة لا يوجد مشاهد برئ في موضع يحدث فيه إطلاق النار ، فالمشاهد سيرى موتك وموت شخص آخر ، فإذا كان موتك ، فهل تهتم إذا أصيب بالجراح ؟ بالطبع لا ، إن الفكرة هي البقاء – بقاؤك أنت ، يجب أن تنسى كل ما كنت قد سمعته عن العدل ، ففي هذه المواقف إما أن تكون قاتلا او مقتولا ، وواجبك أن تحمى ملك الموساد ، أي أن تحمى نفسك ، وبمجرد أن تفقد هذا تفقد عار الأنانية ،حتى أن الأنانية تبدو سلعة قيمة – شيئا يصعب عليك أن تنفضه عنك عندما تعود إلى بيتك في أخر النهار ، وقد طبق أثناء عملية التدريب استبيان عن الاتجاهات خاصة عن القتل . ويعتبر ذلك في الموساد نقطة أساسية في أعمال الجاسوس الإسرائيلي ، خاصة الذين يلتحقون بفرقة( الكيدون ) وهي وحدة داخلية من جهاز الموساد وتقسم إلى ثلاث فرق كل منها مكون من اثني عشر شخصا ، مهمة هؤلاء الاغتيال ويطلق عليهم "ذراع عدالة إسرائيل الطويلة " أو ( الحربة ) وهي وحدة الاغتيالات المسئولة عن الجواسيس ، وتلعب سيكولوجيا الجنس دورا مهما في أعمال الموساد الميدانية والتي هي على درجة عالية من الستر ، واستخدام النساء شائع كذلك في أعمال معظم المخابرات الأخرى ، ولكن يبدو انه ليس هناك من يجيدة اكثر من المخابرات الإسرائيلية . وعادة ما يتم تدريب المرشحين الجدد على كيفية توظيف الجنس في أعمال جمع المعلومات او التجنيد بعد الابتزاز ، وفي مبنى قيادة الموساد هناك ما يسمى بــ ( الحجرة الصامتة ) وهناك شبة اتفاق بين رجال الموساد أن يقيموا اتصالات جنسية . ( ويذكر أحد المرشحين ) : " ما خيب أملي أنني اعتقدت عند حضوري إلى هناك أني ادخل معبد إسرائيل المهيب فإذا بي في سدوم وعمورة " ، ( وهى أماكن اللواط والجنس ) . وكل شخص مرتبط بشخص آخر من خلال الجنس ، كان نظاما متبادلا من الخدمات المتبادلة ، أنا أدين لك ، وأنت تدين لي ، أنت تساعدني وأنا أساعدك ، كانت اغلب السكرتيرات في مبنى الموساد على درجة عالية من الجمال ، وهذا أحد شروط اختيارهن وقد يصل الأمر حد الطلب إليهن أن يكن مرنات بما يتمشى ذلك مع العمل ، وبعض العملاء لهم سطوة غير عادية على النساء فوصف أحدهم ( كان جذابا للنساء كالمغناطيس ) ويصف أحدهم مشكلات الخيانة الزوجية : ( هذا هو الشخص الذي تأمنة على حياتك ، لكن يجدر ألا تأمنة على زوجتك ) ، فقد تكون في بلد عربي ، في الوقت الذي يقوم فيه بإغواء زوجتك ، واصبح من المألوف جدا إذا ما تقدم شخص للعمل في الموساد أن يطرح علية هذا السؤال ، لماذا أنت من ذوى القرون ؟ . أي الذي تخدعهم زوجاتهم ، وكان لدى بعض رجال الموساد عدد من الخليلات وتستخدم شقق هؤلاء الخليلات كبيوت مأمونة ، يقوم عملاء الموساد بالمبيت في كل ليلة في شقة مختلفة ، وقد تختار الموساد نساء جذابات للرجال كالمغناطيس مما يسهل عملية ابتلاع السمكة للخطاف ، ولا يمكن تصور الأهمية التي يلعبها الجنس في حياه ضباط وعملاء الموساد فعامل عدم اليقين يعنى الحرية المطلقة . فإذا ما التقى الضابط أو العميل بمجنده وأراد أن يقضى نهاية الاسبوع ، معها فالأمر سهل لأن زوجته اعتادت على حقيقة غيابه عن البيت ، وهذا النوع من الحرية مرغوب فيه والطرافة الحقيقية انك لا تستطيع أن تصبح عنصرا في الموساد ما لم تكن متزوجا ، ولا يمكنك السفر إلى الخارج ، وهم يقولون أن شخصا غير متزوج سوف يسعى للعبث مع الفتيات وقد يلتقي بواحدة تكون عميلة . هذا في حين أن الجميع كانوا يعبثون ، مما يجعلهم عرضة للابتزاز ، ففي سيكولوجيا الاستخبارات الإسرائيلية تم تكريس انتباه خاص للافخاخ الجنسية ، حيث تلتقط صور لنساء شابات في أوضاع مثيرة ، وتستخدم لابتزاز الأشخاص المطلوب منهم التعامل مع المخابرات ، حيث يتم تهديدهم بنشر تلك الصور ، وهذا يعتبر سلاحا قويا في أجهزة المخابرات الإسرائيلية ( بالنسبة لمجتمع مسلم تقليدي) وكذلك يقوم جهاز ( الشين بيت ) باستغلال الزيارات التي يقوم بها المواطنون لمراكز عمل تصاريح المرور والعمل ، وكان ( الشين بيت ) يعتمد طريقة إظهار أن السجين او الموقوف قد اصبح مخبرا ، وذلك بتعريضه لانتقام زملائه السجناء ، ولقد قامت الموساد بتركيب صور فاضحة بصورة فائقة بهدف الابتزاز أو المساعدة في جمع المعلومات ، ولقد تم تصوير بعض القادة العرب من خلال عملية التلاعب بالافخاخ الجنسية ، وتلعب هذه العمليات الابتزازية وفق نشاط رجال الموساد وعملاؤهم وتبعا لسيكولوجيا الجنس دورا مركزيا في الحرب النفسية كما يمارسها جهاز الموساد. * التجـنــيـــد * تتنوع أساليب (الموساد) في تجنيد العملاء وتدريبهم والسيطرة عليهم تنوعا كبيرا حسب اختلاف الهدف ومجال العمليات ، وحسب القسم المسؤول عن العميل في المركز الرئيس. ولا توجد قاعدة واضحة محددة تستلزم الحصول على موافقة المركز الرئيس.. قبل تجنيد عملاء - باستثناء حالة البلدان الشيوعية ، والإسرائيليون مستعدون لاستغلال أي نوع من الدوافع ( جميع أشكال الدوافع لدى العملاء لكسب عملاء جدد ) ويستغلون إلى حد بعيد في تجنيد العملاء نقطة الضعف التي يتصف بها أولئك العملاء ، ويمكن أن نلخص نقاط الضعف هذه أو الدوافع على سبيل المثال لا الحصر بالتالي: * دوافــع التجنيـد * 1- الدافع المادي بغرض تحقيق رغبة ، أو "أمنية" يصبح الفرد أسيرا لها، وهنا يتم عرض او ( إغداق المال) على العميل إما لقضاء حاجته او للتمتع بالخمر والنساء والظهور بمظهر القادر واللائق أمام حبيبته أو أهلة أو زوجته أو القادر بعد فشلة لسنوات في جمع المال ، أو بعد تجارة خاسرة ، أو( للاستمرار ) في الظهور بنفس الحياة بعد فقدان ذلك او عرض مبالغ او رواتب على موظفي الفنادق ،أو سائقي تاكسيات الأجرة ذوى الدخل المحدود ورغبة بعض هؤلاء في عدم الاكتفاء ( بالدخل المشروع ) ، واتباع اقصر الطرق وأسهلها للثراء مع الاستهتار بجميع القيم . 2- الأفراد الموتورون ، واللذين لحق بهم ضرر نتيجة قيام الثورات في سوريا ، ومصر، او نتيجة للتأميمات ، أو اللذين اغتيل او اعدم مقربون لهم ، كأزواجهن أو أبنائهم لخيانتهم فتستغل ( الموساد) ذلك وتتصل ببعض هؤلاء بدافع الانتقام والشعور بالاضطهاد وما يتولد عند هؤلاء من حقد. 3- نقص الدافع الوطني، خاصة عند اللذين يكثرون من الاختلاط بالأجانب ، ويقلدونهم ويتقمصون شخصيتهم وطريقتهم في الحياة ، ( المغتربون وطنيا ) الذين يعنون ( الاغتراب الفكري ) وبعض هؤلاء يتولد عندهم عدم الولاء) خاصة من أفراد بعض الأقليات والمتجنسين. 4-الضعف الخلقي والشذوذ الجنسي ،أو خلق ( الشذوذ ) أو ممارسته مع البعض بهدف تجنيده ، مع تصويره وتهديده بذلك. 5- الابتزاز والضغط والتهديد والمساومة ، مثلا الإفراج عنة من الحبس مقابل مهمات معينة ، أو تخيف العقوبة مقابل تجنيده ، أو تهديده بأحد أفراد أسرته ، بقتل طفلة ، أو اغتصاب ابنته ،أو زوجته ، أو ما شابة ذلك ، خاصة بالنسبة لبعض المناطق التي تقدم هذه المسألة على مسألة "الخيانة" ،( العرض ولا الأرض) وعند الموافقة يضيع العرض ( نقطة الضعف ) وتطير الأقدام من فوق الأرض . 6- بعض تجار المخدرات والمهربين ، مقابل مساعداتهم في التهريب ، او تمرير بضائعهم ، يدفعون (المقابل). 7- استغلال عقدة الذنب بالنسبة لبعض الألمان خاصة الذين كانوا في القوات النازية أو تكوين او تنمية تلك العقدة لدى بعض الشباب واستغلالها او استغلال بعض ما تبقى من الضباط النازيين السابقين والذين تكشفهم " الموساد" وتساومهم على ذلك ، ويتم ابتزازهم بإفشاء سرهم أو العمل مع الموساد كما حدث مع متعهد السفن الألماني ( مانفريد جايجر ) في السنغال حيث اضطر للعمل مع الموساد بعد أن حدثوه بما فعلوا بـ( أيخمان). 8- التهديد بالقتل ، او العمل مع الموساد ، وهذه قد تنجح مع بعض المترددين والمهزوزين وطنيا. 9- ولقد استخدم الإسرائيليون مرات عديدة أسلوب ( العمل لصالح دولة أخرى) كأن تقوم الموساد بتجنيد فرنسي يعمل مع (حلف الناتو) وان يقوم عربي ( عميل للموساد) بتجنيد عميل للعمل لصالح الاستخبارات المصرية او السورية او يدعى فلسطيني أنة في المقاومة ويقوم بتجنيد مجموعة على هذا الأساس ، وفي اللحظة التي تنوى هذه المجموعة العمل يتم ضبطها وتهديدها والمساومة معها وتجنيد بعضها. 10-استغلال دافع الغيرة والمنافسة والخلافات السياسية والخلافات العشائرية لتجنيد أفراد (من تقف معهم ضد الطرف الأخر). إن اكتشاف طرق وأساليب ودوافع التجنيد لأي منظمة استخبارية ، له أهمية للوقاية منها ومحاربتها وكشف من وقع في حبائلها ، ومراقبة شبكاتها وتختلف أساليب تجنيد وطرائق التجنيد في الموساد حسب "جنسية المجند" فلكل جنسية طرائق وأساليب ودوافع مختلفة. ونحاول هنا تحديد كيفية اختيار الموساد لعملائها او موظفيها من الإسرائيليين والذين بالتأكيد يمتلكون دوافع تختلف عن دوافع عملائها من العرب والفلسطينيين، كما أن أساليب عملاء الموساد من اليهود تختلف أيضا عن تجنيد عملاء أجانب من جنسيات مختلفة. ونتعرض هنا إلى: 1- عندما يكون المجند " العميل" إسرائيليا . 2- عندما يكون المجند " العميل" يهوديا. 3- عندما يكون المجند" العميل" أجنبيا. 4- عندما يكون المجند" العميل" فلسطينيا او عربيا. وهنا ملاحظة نود الإشارة إليها وهي أهمية المكان في التجنيد ، هل التجنيد تم داخل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ؟ هل المجند او (عائلته) يقيمون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ؟ أم هل التجنيد تم في الخارج ؟. وفي كل الأحوال ، فان هناك أهمية كبرى للضابط الذي قام بعملية التجنيد ، وكذلك للضابط المشرف على التشغيل والسيطرة على العميل؟ كما نشير أيضا إلى مدى الأهمية التي تعلقها الموساد على هذا او ذاك من العملاء : حسب سنة (عمرة) و موقع عملة ، ( داخل الهدف) او ( خارجة) وحسب وضعة الاجتماعي ، وهل هو تجنيد ( طويل الأمد) او ( للحرق السريع) او ( الطعم) . كل هذه التساؤلات ضرورية ونحن نبحث موضوع التجنيد ونستذكر في هذا الصدد ما قاله أحد رجال الاستخبارات الإسرائيلية ( بوريس غورييل) لبن غوريون : " إذا كنت تريد معرفة ما يفكر فيه أصحاب الشأن والنفوذ ، فعليك أن تكون حيث يكونون " … باختصار ، هذه العبارة حددت ماذا نريد معرفته، وعلى ضوء ذلك يتم التجنيد. - كيف يتم اختيار العملاء؟ - كيف يتم تدريب العملاء؟. - كيف يتم الاتصال بالعملاء؟. - كيف يتم السيطرة على العملاء؟. - كيف تتم إنهاء خدمات العملاء؟. إن الإجابات على هذه التساؤلات تختلف أيضا باختلاف "جنسية" العميل بعبارة أخرى ، إن اختيار العميل يختلف باختلاف اصل الأشخاص المطلوبين للعمل في جهاز الموساد . أولا- المجند/ العميل الإسرائيلي : تختار الموساد ضباطها ومد راء أقسامها ومسئولي محطاتها والعناصر المهمة في هيكليتها ، أي جسمها الرئيس من الإسرائيليين واكثر تحديدا من ( الرعيل الأول ) من المهاجرين ومن الذين لهم ( تاريخ ) مؤكد وهم : 1-من أفراد وضباط القوات المسلحة ممن برزوا في حياتهم العسكرية ، وشاركوا في الحروب العدوانية ضد العرب ، والفلسطينيين. 2-من طلاب المدارس والمعاهد والجامعات المتفوقين والمبرزين في حياتهم وعملهم وممن انهوا (الخدمة الإجبارية) في الجيش . لقد نادي زعماء الموساد دوما بأهمية تجنيد خريجي (الجامعات) من (نظرة صهيونية عنصرية) بقولهم" يجب أن نتميز تميزا ملائما بالنسبة للعدو في كل وقت" .. وحتى هؤلاء – فيتم اختيارهم من ( الاشكنازيم) وليس من ( السفا رديم ) ، أي من أصول – يهودية غربية بالتحديد - ليست شرقية - وأكثر تحديدا - ليس من يهود البلاد العربية ( السفا رديم ) ، الذين يستخدمون كمخبرين ، ومنفذين ، وعملاء صغار ، على مستوى كل المد راء ، ومد راء الأقسام ، وعدد من الذين كشفت أسماؤهم لسبب او لاخر ، ولا تجدهم إلا من ( الاشكنازيم ) .. إن أجهزة الأمن – وبالتحديد ( الموساد ) هي من إقطاعيات ( يهود الغرب ). إن جميع الذين يتم اختيارهم للعمل في ( الموساد ) يقدمون بيانات - عن تاريخ حياتهم - ويخضعون لتحقيق روتيني وقد يشمل التحقيق أحيانا عائلة المجند ، إن التقارير الأمنية حول الإسرائيليين المولد هي سهلة نسبيا حيث أن حياة ( الشاب الإسرائيلي ) –الصابر – المولود في ( فلسطين المحتلة ) تكون موثقة جيدا ، ولا يتمتع " بالخصوصية " في حياته ، فهي موجودة في ( ملفات البوليس ) ، وسجلات المدارس والجامعات ، وسجلات الجيش ، وحركات الشبيبة ، والعلاقات السياسية ( والتاريخ العائلي ) ، والسجلات الانتخابية والعلاقات مع الأصدقاء .. وكل هذه العلاقات تخضع للمراقبة وان كان المتقدم للعمل في الأجهزة الأمنية خاصة ( الموساد ) مولودا داخل ( فلسطين المحتلة) أو في الخارج ، فان سجلات - دائرة الهجرة - تعطى معلومات كاملة يمكن اختيارها هي الأخرى ، وتتحقق ( الشين بيت ) "من خلفية " كل من ينتسب( للموساد) أو يترشح لها ، وتتم دراسته والتحقق من (كافة) نواحي حياته والتي تخضع لفحص (دقيق) وأهم ما تحقق فيه(الشين بيت) . – نوعية اتصالاته - إن كان هناك اتصالات مع العرب ، وهل له " أصدقاء" بينهم . - ميلة للمقامرة والمراهنة ، وحبه للتفاوض وميلة للظهور ( إضافة إلى نقاط الضعف الأخرى) حيث يعتبر (علاقاته بالعرب) من أهم نقاط الضعف لدى أي مرشح (للموساد) ، وأهم أراؤة السياسية ، فلا يقبل على الإطلاق من له ( ميول يسارية – أي أن يكون متعاطفا مع المابام – او راكاح ، أو حركات الاحتجاج المختلفة ) . كما أنه لا يقبل المهاجرون الجدد - خاصة - القادمين من الدول الاشتراكية وبشكل خاص من دول الاتحاد السوفيتي ( سابقا ). - وإذا ما قبل أحدهم - بالصدفة - فلابد أن يمضى على (هجرته) مدة لا تقل عن خمس سنوات وحتى لو توافرت الشروط في بعض هؤلاء - القادمين - من الدول الاشتراكية وقبلوا في سلك ( الموساد ) فانة لا يسمح لهم بالاطلاع على الوثائق السرية لمدة تصل من 4-5 سنوات . إن أهم ( المواصفات – والصفات ) التي يجب توافرها في ( المرشح الإسرائيلي للموساد ) هو مدى ( ولائه واخلاصة لإسرائيل ) وهما المعيار الأول والرئيس ، في قبول المرشح ( للموساد ) وان هذا - الولاء والإخلاص - لا يغفر له إلا إذا سبق وان كان عضوا في (حزب يساري) حتى لو كان قد تخلى عنة .. إن كان الأعضاء المرشحين الجدد للتوظيف في سلك ( الموساد ) تراجع ملفاتهم (الشين بيت) ويتم التأكد منهم . 3-أما فيما يتعلق - بإعلانات الوظائف - عبر الجرائد والمجلات .. فتستعمل ( الموساد ) هذه الطريقة ولكن بطريقة مضلله ، مثلا تحت عنوان : مطلوب للعمل في الولايات المتحدة أو ( أوروبا الغربية او جنوب أفريقيا ) ويشترط المؤهلات التالية : أ- إنهاء الخدمة العسكرية في الوحدات المقاتلة والمواقع القيادية. ب- أن يكون المتقدم طالبا في الولايات المتحدة او ( البلد المطلوب العمل فيه ) أو يخطط للذهاب إليها. ج- يدفع للمرشح نفقات السفر. د- موجز عن حياته ومؤهلاته ورقم هويته. ه- ذو صحة جيدة. و- سيرد على المؤهلين فقط… . ويذكر في هذا الإعلان – عنوان محدد - صندوق بريد في الولايات المتحدة ( يكون بالطبع أحد صناديق بريد السفارة أو إحدى القنصليات الإسرائيلية هناك) . ومع ظهور عالم الاتصالات استطاعت الموساد أن تدخل عبر بوابة الإنترنت وإعلانات وظائفها عبر هذه الشبكة. ففي 14/9/2002 كشفت صحيفة معاريف " الإسرائيلية " عن قيام " الموساد " بإنشاء أول موقع خاص له على شبكة الإنترنت لتنشر في إطار حملة إعلانية للبحث عن عملاء جدد . حيث تطلب الموساد من الراغبين للعمل أن يقوموا بتعبئة استماره خاصة بعد التعهد بالحفاظ على سرية المعلومات التي يقدمها المتقدمون ، وتؤكد الموساد على إن المعلومات التي يتم تعبئتها في الاستمارة سيتم إيداعها في الشبكة الحكومية التي لن يتمكن أحد من اختراقها أو العبث بها أو الاطلاع عليها ، وان التفاصيل ستبقى سرية ولن تنقل لأي جهة أخرى . والموقع محمي بخدمة الحماية من قبل حكومة إسرائيل . وتحتوي الأسئلة الموجودة في الاستمارة على تفاصيل شخصية كالاسم ، والسن ، والحالة الاجتماعية، وتاريخ الميلاد، ومكان الميلاد، والعنوان، والهاتف، واسم البلد الأصلي للعائلة، وسنة الهجرة (بالنسبة لليهود)، والجنسية الأخرى الحاصل عليها، واللغات التي يتحدثها، مع أهمية وجود لغة أخرى يتحدثها بطلاقة، ومن ضمنها بالطبع اللغة العربية. كذلك تضم الاستمارة استفسار عن مستوى التعليم ونوعه والمعاهد والمدارس والجامعات التي درس بها المتقدم، والأماكن التي عمل بها، واخر خمس أماكن عمل فيها، ونوع العمل والفترة التي قضاها في كل عمل. ثم تنتقل الاستمارة للحديث عن الزيارات التي قام بها المتقدم للخارج، مع تحديد مكان وزمن وهدف الزيارة، وكتابة خلفية عن كل بلد قام بزيارته. كما تهتم استمارة العمل بالتعرف على موقف الزائر من الخدمة العسكرية، وأين قضاها ؟ ثم ذكر أي معلومات أخرى يمكن أن تفيد في استقاء معلومات عن الراغب في العمل. وكذلك تطلب الموساد متطلبات وظيفية في الشخص المتقدم للعمل وهي قدرة على التمثيل، والتفكير المرن والابداع، وحب الاستطلاع والفضول، والقدرة على التكيف الاجتماعي، والقدرة على العمل المستقل، وخبرة متنوعة في الحياة، بالإضافة إلى استعداده للعمل في الخارج وهي في الغالب للمتزوجين من الجنسين (الرجال والنساء) والذين لديهم عائلات. الحلقة الثانية * تدريب المجند - العميل الإسرائيلي * يتم بعد الاختبار تدريب العميل الإسرائيلي لمدة سنة كاملة، على المبادئ الأولية لطبيعة عمل المخبر.. ولا تختلف هذه التدريبات، عن تلك التي يتلقاها العملاء الروس والأمريكان ، فهي تضم دروسا في كيفية استخدام الشيفرة.. وحل رموزها، واستعمال الأسلحة الحربية، والدفاع عن النفس " الجودو والكاراتيه " . ولا شك في أن تمارين الذاكرة هي اكثر التدريبات إثارة للأعصاب، إذ غالبا ما يعرض على المتدربين فيلم سينمائي، ويطلب منهم ذكر عدد من التفصيلات الدقيقة المتعلقة بآخر مشهد منه، بعد إيقاف الكاميرا فجأة، وقد يوجه المدرب إليهم أحيانا سؤالا محددا مثل " أذكر عشرة أشياء كانت موضوعة على الطاولة الموجودة إلى يسار الممثل في المشهد ما قبل الأخير " وتستخدم هذه التمارين بغية مساعدة العميل الجديد، على تذكر الصورة والوثائق والخرائط، التي تشكل جزءا هاما من عمله المقبل ، وعلى المنتسب الجديد إلى " الموساد " أن يتقن فن متابعة أحد الأشخاص بشكل سري ودون لفت انتباه الآخرين إليه، وغالبا ما يكلف في المراحل الأولى بتتبع أحد العملاء المحترفين الذي يحاول تضليله، فيما يقوم شخص آخر بمراقبة تصرفاته، وردات فعله أثناء الوضعيات المختلفة التي يمر بها. ويجري بعد انقضاء الأشهر الستة الأولى ، فرز العناصر الصالحة لمتابعة التدريب المطلوب، ولا تتعدى هذه النسبة عادة 15% من المنتمين الجدد، ويتم بعد ذلك إلحاق هؤلاء بدولة معينة، من أجل العمل بشكل منتظم، وذلك استنادا إلى جملة عناصر بينها اللغة التي يحسنون التكلم بها بطلاقة، ومدى انطباق شكلهم الخارجي على مظهر السكان الأصليين للبلاد، إن الهجرة الصهيونية إلى " فلسطين المحتلة " تضم خليطا عجيبا من اليهود من شتى أصقاع المعمورة وليس هذا بالأمر الصعب بالنسبة إلى إسرائيل التي تضم أقليات من مختلف أنحاء العالم،ومن أجل مساعدة العميل الاسرائيلي، على الانخراط بسرعة وسهولة في الدولة التي يعمل بها، عليه أن يدرس أثناء تدربه: الأزياء المقبولة في المنطقة موضع اهتمامه، إضافة إلى الموضوعات الحساسة وطريقة معالجتها، مقدار (البقشيش) المدفوع عادة للحمال وسائق التاكسي…. الخ. ويتعين على العملاء الإسرائيليين المفروزين للعمل في ألمانيا مثلا معرفة نتائج كرة القدم بشكل يومي، وأسماء اللاعبين في المنتخب الوطني، وبشكل عام يتم اختيار(إسرائيلي) ألماني الأصل للعمل في ألمانيا، ويحصل الجواسيس الجدد، خلال المرحلة الأخيرة من تدريبهم، على جوازات سفر مزورة وفق الدولة التي اختيروا للعمل فيها.. على أن هذا الانتقال الجديد ليس نهاية المطاف.. فقد روى أحد العملاء السابقين في الموساد ما حدث معه بعد حصوله على جواز السفر المزور: " تلقيت أمرا بالتوجه إلى مانشستر في انجلترا، وبعدما حطت طائرتي على مدرج المطار، استقبلني زميل لم أكن أعرف عنه شيئا وضرب لي موعدا في المساء من أجل إعطائي بعض النقود، وشرح مهمتي بالتفصيل، وعندما وصلت إلى المكان المحدد لم أجد أحدا في انتظاري، حاولت مر