جرت التقاليد العُثمانيّة بأن يفرد في كل مؤسسة حكوميّة مكان خاص لإقامة الصلاة التي جعلها الله على المسلمين كتاباً موقوتاً، وعلى هذا فإنه كان في المدرسة العسكريّة بركة ماء واسعة بيضاويّة الشكل مغطاة بقضبان حديديّة أثبتت فيها صنابير نحاسيّة (صنابير) حتى إذا حانت صلاة الظهر أثناء الدوام توضأ الطلاب المسلمون من هذه البركة وأقبلوا على صلاتهم يقيمونها في مسجد المدرسة الذي كان عبارة عن إحدى قاعاتها الفسيحة المخصصة لهذا الغرض، وكان يؤمهم في الثلاثينات من القرن العشرين العلامة الشيخ أحمد عمر المحمصاني (المصري الأصل) وأحياناً يؤمهم الشيخ راشد عليوان العالِم اللغوي، تتلمذ عليهما طلبة العلم الديني في الكليّة الشرعيّة في بيروت التي أصبحت تُسمى اليوم (أزهر لبنان).
والجدير بالذكر أن هذه التقاليد الدينيّة بقيت متبعة في بيروت خلال عهد الإنتداب الفرنسي فلما إستقل لبنان سنة 1943م أبطلت بعد أن أهملت.