رسالة إلى أي وزير إعلام عربي
للكاتب والصحفي الكبير رياض نجيب الريّس من كتابه {قبل أن تبهت الألوان}
كُتب هذا المقال في لندن بتاريخ 1980/12/20
سيدي معالي الوزير
لا أدري يا معالي الوزير، إذا كنت تعرفني أم لا، أو تسمع بي أم لا، أو تقرأ لي أم لا، فأنا لا أعرف كل وزراء الإعلام العرب. وأنت لا تعرف كل الصحافيين العرب. وإذا لم يكن لي شرف معرفتك شخصيّاً، فأنا على الأقل أعرف عنك ما يكفي فضولي الصحافي وما يتيح لي الابتعاد عن ما أعتقد أنه محرج لك، فلا تضطر إلى أستعمال سيفك الباتر الطويل.
بالإضافة إلى أنني أعتقد معرفتك أو المعرفة عنك، هي من واجب وصميم عمل أي صحافي عربي ممارس لمهنته، إذا شاء أن يصل ما يكتبه القارئ المنتظر في البلد الذي تتولى أنت فيه السياسة الإعلاميّة، إذا أردنا ككتاب وكصحافيين أن لا نستمر في إهانة ذكاء ذلك القارئ، وإذا أردت أنت أن توسع صدرك قليلا فتتيح لنا القليل من ضيق التنفس.
أما أنت، يا معالي الوزير، فلست مضطراً أن تعرف عني أكثر ما تسمعه من الوسط الصحافي أو تنقله إليك مصادر معلوماتك. ولست مضطراً أن تتابع ما أكتب، أو حتى تقرأ المجلة أو الجريدة التي تنشر لي أو أنتمي إليها، لأن قسم الرقابة في وزارتك الموقرة يحيل إليك تلقائيّاً، كما أعتقد ما يظن هو أنه يهمك، وما قد يتعرض مباشرة ـ سلباً كان أم إيجاباً ـ لسياسة أو شؤون بلدك. وما أكتبه أنا عادة لا يهم إلا القليل من زملائك والأقل من اهتمامك ، اللهم إذا كنت شخصياً قارئاً شغوفاً !
إذاً فأنا ـ وغيري من الزملاء ـ نعلّب عندك تلقائياً ومصّنف في خانة من خانات الولاء السياسي العربي. وأقول {الولاء} تفادياً لاستعمال كلمة أخرى قد تجرح حياء زملائي، وأن كانت كثيرة الاستعمال من قبل العديد من زملائك. وأنا لا ألومك إذا كنت لا تقرأ، يا معالي الوزير، فليس هناك في الصحافة العربيِّة ما يغري بالقراءة هذه الأيام. وربما لو كنت في موقعك بنا أتعبت نفسي بقراءة أي مطبوعة عربيّة، لأنك حكمت عليها ـ وقد تكون محقاً ـ من موقعك الوزاري والرسمي بتصنيف ما. ولأن هذا التصنيف ـ بغض النظر عن صحته ـ قد أراحك من عبء البحث عما وراء خبر ما أو سبب تحليل ما أو مصدر معلومات ما. فهذه المجلة مع سوريا. وهذه الجريدة مع العراق. وهذه المطبوعة مع الفجيرة. وكلهم إما مع أميركا أو ضدها. أو مع روسيا أو ضدها. وقضايا العالم العربي والصراع الدولي حولها ومشاكل الإنسان العربي المعلّقة، تقع في هذه الخانة أو تلك، ولا تفسير لها ولا اجتهاد حولها إلا من هذا المنطق.
وقد تستغرب يا معالي الوزير، وقاحة كلامي هذا، وخاصة بعد أن اعتدت أنت وزملائك خلال هذه السنوات الطويلة على تدجين الصحافة العربيِّة وتعليب الصحافيين العرب إلى درجة بات فيها السعي نحو الخبر أو الاجتهاد في التحليل أو الافتراق في الرأي عملاً محفوفاً بالأخطار في عالمنا العربي. ولأنني أنا ككاتب صحافي، جزء من هذا الرأي العام العربي الذي تسعى بواسطة {أجهزتك الإعلاميّة} لأن تستميله وأن توجهه لتكسب تأييده لجانب سياستك، أشعر أن بتر الكلمات {لأن هناك في وزارتك الموقرة من يخاف مها ويسيء تفسيرها} قد فاق الحد الذي يقف عنده حدود ذكاء القارئ العطشان، لكي يحترم هذا القارئ ـ الذي هو جزء من الرأي العام الذي تحاول استمالته ـ سياستك ووجهة نظرك في القضية المطروحة.
لذلك سأتجرأ، في التوجه إليك طمعاً مني في أن تظل هذه الأقلام التي تكتب قادرة أن تحمل إليك القليل والمكن من الخبر والرأي اللذين قد لا تريدهما ولا يعجبانك. وأقول إليك وليس للقارئ المتلهف للحد الأدنى من المعلومات الذي يفرضه إحترام الكاتب أو المطبوعة لعقله، لأنك أنت صاحب السيف الطويل الذي تبتر به الكلمات وتقدر بواسطته ما يجب أن يعرفه الناس أو لا يعرفوه. ولأن طموح هذا القلم أن ترفع سيفك هذا عن القليل والممكن من الخبر والرأي اللذين يشكل نشرهما في رأينا ضرورة إعلاميّة ووطنيّة ـ ولو كانت مفاهيم هاتين الكلمتين قد ضاعت في متاهات التخبط السياسي العربي في السنوات العشر الأخيرة على الأقل.
وأرجوك يا معالي الوزير أن لا تسقط رسالتي هذه من يدك وأنت تتساءل عن سببها، قبل أن تحاول ولو للحظات أن تضع نفسك مكان أي صحافي محترف ممارس ومشغول بمهنته، يريد أن يتصدى هذا الأسبوع لأي موضوع من المواضيع العربيِّة المطروحة هذه الساعة، وأن يعالجها معالجة فيها الحد الأدنى من المعلومات الصحيحة والتحليل الموضوعي. وفي الوقت نفسه يحرص على أن تبقى مطبوعته قادرة على اختراق حواجز الرقابة التي فرضتها {أجهزتك الإعلاميّة}.
ماذا تكتب، يا معالي الوزير، عن الخلاف السوري ـ العراقي ؟ أو مؤتمرات القمة في كل مكان ؟ أو الحرب العراقيّة ـ الإيرانيّة ؟ أو الصحراء المغربيّة ؟ أو الأزمة السياسية اللبنانيّة ؟ أو تطورات القضية الفلسطينيّة ؟
وكيف تكتب عن أي من المواضيع دون أن تترك وراءك صفاً طويلاً من الاتهامات والاتهامات المضادة بالعمالة والقبض والتحيز، وبالتالي من دون أن تمنع عشر دول عربيّة على الأقل مطبوعتك من الوصول إليها. ومن دون أن تحقق معك كل أجهزة المخابرات العربيِّة في كل مطار أو مركز حدود عربي من أجل مقال كتبته ونسيته ولم يعجبك رأيك في حينه الرقيب، أو من هو أعلى منه ؟
وهل تعرف يا معالي الوزير ـ على سبيل التفكهه ليس إلا ـ أنني مثلاً ممنوع من دخول بلد عربي منذ ثلاث عشرة سنة، لأنني في ذلك الحين سعيت للحصول على حديث من رئيس تلك الدولة ولم أسع للحصول على حديث من رئيس الوزراء. فمنعني رئيس الوزراء من الدخول لأنني لم أستصرحه. وتقاعد رئيس الوزراء وتغيرت ظروف الحديث ونسي رئيس الدولة والناس كل القصة، ما عدا ذلك الموظف النشيط المأمور على الحدود.
سقت إليك كل هذه الأمور، يا معالي الوزير، لا لأنني عجزت هذا الأسبوع عن إختراع موضوع أكتب فيه ولا يصلك، أو في التهرب من كتابة موضوع لا يهمك وإن وصلك. بل لأنني توقفت عند سؤال طرحه عليّ زميل لك ذو رأي أقدّره وأحترمه عندما سألني تعليقاً على موضوع كتبته عما إذا كنت قد كتبت ذلك المقال بصفتي رياض نجيب الريّس والصحافي والكاتب العربي أم تحديداً بصفتي صحافياً سوري الجنسيّة.
ولا أخفيك يا معالي الوزير بأنني صعقت من هذا السؤال. ولولا أن الذي وجه إليّ هذا السؤال رجل فكر أصيل يريد أن يطمئن قلبه، لما تجرأت أن أعيد طرحه على نفسي أو مجرد التفكير فيه، لكن الذي أخافني هو إلى أي مدى بلغ الشك لدى القارئ المثقف والقارئ العادي على السواء، وبين المسؤول الرسمي وبين المسؤول غير الرسمي، بكل ما يُكتب في الصحافة العربيِّة إلى درجة السعي لا لتصنيف الكاتب مع هذه الدولة أو تلك أو صاحب مصلحة في هذه القضيّة أو تلك، بل في فصم شخصيته وتجزئتها إلى شرائح طائفيّة وأقليميّة وعنصريّة وقطريّة وما إلى هنالك من مفردات يحفل بها قاموسانا السياسي واللغوي.
ألا يكفي كل التدجين الذي حدث للصحافة ؟
وألا يكفي كل الإرهاب الذي تتعرض له ؟
وألا تكفي كل محاولات احتوائها وتعليبها والسيطرة عليها ؟
ولم يعد ينقص كل هذه المحاولات الناجحة إلا تجزئة رأي الصحافي إلى مجموعة هويات ضمن هوية واحدة أو مجموعة شخصيات ضمن شخصيّة واحدة.
ألأم يعد مقبولاً أو مسموحاً للصحافي اللبناني أن يكون له رأي في القضية الفلسطينيّة ؟
وللصحافي السوري رأي في النظام الأردني ؟
وللصحافي العراقي رأي في الحكم السوري ؟
وللصحافي الفلسطيني رأي في الأنظمة الخليجيّة ؟
ماذا حصل عندنا ؟
أعرف أنني من الصحافيين السذَّج القلائل الذين ما يزالون قادرين على الدهشة والاستغراب من أوضاع كأوضاعنا العربيِّة. وأعرف أنني من الصحافيين السذَّج القلائل الذين ما يزالون يحلمون ـ ويطالبون ـ بشيء شبيه بالحرية التي يمارسها زملاؤنا في العالم المتحضر. وإن كانوا لا يجسرون على المطالبة بشيء شبيه برحابة الصدر التي تمارسها الأنظمة الديموقراطيّة الحقيقيّة. لكن كل هذا لا يقودنا يا معالي الوزير إلا إلى الاعتراف بمجموعة من الحقائق المرّة.
أولها، هزيمة جيلنا كله ـ وأنت واحد منه ولو كنت في السلطة ـ في وجه إمكانية تعدد الآراء. هناك رأي واحد رأي النظام والسلطة. لا رأي ثان. ولو كان من ضمن ولصالح رأي النظام والسلطة. رأي واحد لا رأيان. هذا هو شعار المرحلة الطويلة والتي تبدو وكأنها أبديّة. ولا مانع من هذا الرأي الواحد لو كان يتاح للرأي الآخر مجرد مبدأ الاعتراف بوجوده.
ثانيها، سقوط جيلنا كله ـ وأنت أيضاً واحد منه في أي موقع كنت ـ في مستنقع الفشل القومي. وأعني بذلك تحديداً فشلنا في كسر عقدة تاريخنا الدامي، بحيث لم نستطع طوال نصف القرن الأخير عبر النضال الوطني للاستقلال، وانتشار المبادئ القوميّة، وشعاراتها، وحكم الأحزاب التي ناضلت ووصلت إلى الحكم من خلال المفهوم القومي أن نصل إلى الهوية القومية الواحدة. وهي الهوية العربيِّة التي لا تحمل مجالاً للتأويل الطائفي أو العنصري أو العرقي ولا حتى القطري. فنحاسب على مبدأ الهوية القومية العربيِّة، فإما أن يحكم لنا أو علينا بانتمائنا إليها. وبين هزيمة جيلنا وسقوطه، هزمت وسقطت كل القيم التي افترضنا وجودها تلقائياً، واعتقدنا أنها من الثوابت في الحياة السياسية العامة.
لا أريد أن يشط بي القلم يا معالي الوزير للتنظير في مبدأ القوميّة العربيِّة، في الأيام العصيبة التي تواجه بها هذا المد الرجعي للسلفيّة الدينيّة. ولا يهمني من سلسلة الممنوعات الطويلة في وزارتك الموقرة إلا أن تزيل أمرين :
الأول: أن لا تقلب {أجهزتك الإعلاميّة} مفاهيم المصطلحات القومية في الرأي السياسي.
الثاني: أن ترفض أنت شخصياً تصنيف {أجهزتك الإعلاميّة} لأي كاتب أو صحافي بعد صدور مقال له لا يتفق مع رأي وتفسير الرقيب الحذر.
أرجوك يا معالي الوزير أن لا تسرع إلى الظن فتعتقد أنني سأطالبك بحرية الصحافة وحرية الكتابة وحرية المناقشة وحرية التجمّع. هذه أحلام لا أجسر عليها. لأنني من الذين يتفقون بالرأي مع الزميل أحمد بهاء الدين: إن على الصحافي أن يكتب تحت كل الظروف. لكن إذا أردت أن أكتب كصحافي تحت كل الظروف، فإنني أريد منك أن تقول لي وبصوت عال وعبر {أجهزتك الإعلاميّة} كلها، أسباب الخلاف بين دمشق وبغداد، ولماذا امتنعت سورية ومنظمة التحرير الفلسطينيّة عن حضور مؤتمر عمّان، وما وراء الحرب العراقيّة ـ الإيرانيّة وأين أصبحت حرب الصحراء المغربيّة، وماذا تفعل القوات الليبيّة في تشاد، وعلى ماذا يختلف الشيخ زايد مع الشيخ راشد، وأين صارت الوحدة اليمنيّة والوساطة الكويتيّة .... و.. و.. عشرات من أين وكيف ولماذا. ما المانع أن نعرف كل هذه الأسباب علناً بدلاً من أن نعرفها نحن الصحافيين ومعنا كل الناس سراً ومشوهة ومتحيزة ؟
هل تعرف يا معالي الوزير أن الظاهرة الصحيّة الوحيدة التي حدثت في العالم العربي خلال العقد الأخير، هي أن مجموعة من الدول ـ سمّها ما شئت ـ قاطعة مؤتمر قمة عمّان وأن الخلاف في الرأي قد أصبح علنياً لدرجة بدأنا نعرف للمرة الأولى تمييز مواقف الدول من بعضها البعض ومن اجتهاداتها العربيِّة المختلفة.
وإن الدول التي قاطعت قمة عمّان والدول التي حضرتها قد كسرت طوق النفاق السياسي العربي، وجعلت من هذا الخلاف العلني مهرجاناً لتبادل المعلومات السياسية، وأنها بذلك قد حققت الانفراج الإعلامي الذي يطمح إليه أي صحافي.
كلام فيه بعض المبالغة ؟
لا بأس. لكن دعني يا معالي الوزير أستغل هذا الخلاف العربي العلني لأطالبك بأن تكون فيه بوادر سابقة وقف الكذب المتبادل بين الأنظمة العربيِّة، بحيث يصبح من الطبيعي ـ كما هو في العالم الأوروبي والعالم الشيوعي منه ـ أن تكون هناك خلافات في وجهات النظر والسياسات بين الأنظمة العربيِّة حول ألف قضية ومسألة، وأن تظهر هذه الخلافات إلى العلن، وأن يتفاوض حولها الفرقاء، دون أن يخرجوا باتفاق في كافة وجهات النظر، كما تعودنا من أي تجمع أو مؤتمر عربي مهما صغر أو كبر، أليس من الممكن أن نجتمع حول قضية، ونخرج باتفاق حول جزء منها ونختلف حول الجزء الباقي ؟ لماذا لا ؟ أليس هذا أفضل من الكذب على بعضنا البعض ؟ أليس أربح ـ وأمتع لك كوزير للإعلام ـ أن تعلن أن دولتك لم تتفق مع دولة أخرى حول مسألة ما، وأن بحثها سيستمر في اجتماع لاحق بدلاً من تجاهل الخلاف اعتبار أي خبر أو رأي حوله محاولة لتشويه وحدة الصف ؟ أي وحدة صف نتحدث عنها ؟ وهل هي ضروريّة ؟
وإذا كان طموحنا قد تقلص كصحافيين إلى المطالبة بشيء من الحرية البديهيّة التي تتيح لنا ممارسة الحد الأدنى من الصحافة التي تشمل الخبر والرأي، فعلى الأقل نأمل أن تعطونا الحد الأدنى من المعلومات عن الخلافات العربيِّة والتي تدعم وجهات نظر مختلف الفرقاء المعنيين، بحيث لا تصبح الكتابة عنها وكأنها مسّ بقدس الأقداس، ولا يصبح نشر خبر عنها تآمراً على قدسيتها، ولا يصبح الرأي حولها طعناً في عذريتها.
لماذا لا يتهم أي أوروبي يكتب عن الخلافات بين فرنسا وبريطانيا أو ألمانيا وإيطاليا بأنه متآمر على القوميّة الأوروبيّة وعمل للمعسكر الآخر، ولا نذكر بأنه كاثوليكي أو بروتستانتي أو حتى يهودي أو ملحد ؟ وهل أوروبا تاريخياً أو واقعياً قومي واحدة لو قورنت بالعالم العربي والتراث القومي العربي ؟
لا أريد أن أطيل عليك يا معالي الوزير في رسالة قد لا تفضها وفي موضوع قد لا يعنيك لو شئت. لأن الصحافي بالنسبة لدولتك ما زال إنساناً مشبوهاً لا يدخل حدودك إلا بإذن ولا يخرج منها إلا بإذن للصحافي دائماً في بلدك وضع خاص يحد من حرية حركته ويحط في أحيان كثيرة من كرامته وكبريائه. وفي أغلب الأحيان لا يريد هذا الصحافي أكثر من أن يصل إليك ليطلع على رأيك فينقله ويسمع أخبارك فينشرها ويتعرف على بلدك ـ فربما ـ يعجب به وبإنجازات نظامك.
أتمنى يا معالي الوزير أن لا تناقش مع زملائك وزراء الإعلام العرب الآخرين في أي مؤتمر قادم، الإعلام العربي في الخارج والصورة العربيِّة في العالم الغربي، وأن ترصد الأموال ـ القليل منها والكثير ـ لمجموعة من موظفي الجامعة العربيِّة المنتفعين. بل أتمنى يا معالي الوزير لو تناقش الصحافة العربيِّة ـ الحكوميّة منها والخاصة الصادرة في الوطن أو في المهجر. لأن ليس هناك صورة عربيّة في الخارج من دون صحافة عربيّة في الداخل. ولا علاقات عربيّة مع الخارج بواسطة موظفين في {الأجهزة الإعلاميّة}. فالصورة العربيِّة تكبر بقدر ما يكبر الإنجاز العربي. ولا أحد يستطيع أن ينقل هذا الإنجاز العربي إلا حرية الصحافي العربي وممارسته غير المشوبة إلا بالاعتبار القومي.
أعذرني يا معالي الوزير إذا أثقلت عليك بهمٍٍّ ليس من همومك، وبقضية قد لا تعتبرها من قضاياك الملحة. لكن لا تمنعني من اعتبار كل ذلك همّ حياتي الأساسي وقضية وجودي الطبيعي.
آملاً أن أجد في رحابة صدرك مجالاً للتفهم الدائم، بعيداً عن سيفك البتار للكلمات، لك مني التحيّة !.