الدكتورة زاهية قدورة
الدكتورة زاهية مصطفى قدورة من مواليد بيروت عام 1920م، نشأت في رحاب أسرة تهتم بالعلوم والفكر، فكان جدها أديب قدورة أول طبيب مسلم لبناني يتخرج من الكليّة السوريّة ، الجامعة الأميركيّة اليوم، في بيروت عام 1881م، وكان والدها مصطفى قدورة أول صيدلي مسلم يتخرج من الكليّة ذاتها عام 1900م ، ويؤسس صيدليّة في منطقة السور في قلب بيروت، والأسرة من جذور عربيّة مغربيّة، وقد توزعت في مختلف أنحاء العالم العربي.
والدتها المرحومة خانم الحسامي، وأشقاؤها المرحومان الدكتور أديب ولبيب قدورة شقيقاتها السيّدة أديبة زوجة المرحوم الدكتور جودت قزعون، ووديعة زوجة الدكتور أديب خرطبيل ، والمرحومة رفيقة زوجة المرحوم عبد الفتّاح ميقاتي.
هذا، وقد تلقت الدكتورة زاهية قدورة دراستها الأولى في كلية بيروت الجامعيّة حيث نالت منها في عام 1939م درجة (صوفومور) ثم التحقت في الجامعة الأميركيّة ونالت منها عام 1943م درجة (ب.ع) (B.A.) في الدراسات التاريخيّة.
في هذه الفترة توجهت إلى القاهرة فنالت من جامعة فؤاد الأول عام 1944م ليسانس في التاريخ، وفي عام 1947م نالت شهادة الماجستير في التاريخ، وفي عام 1951م نالت دكتوراه في التاريخ من جامعة القاهرة. وبعد فترة تزوجت من الدكتور محمد عبد السلام كفافي الذي كان أستاذاً في جامعة القاهرة، ثم أصبح عميداً لكلية الآداب في جامعة بيروت العربيّة.
وفي أثناء وجودها في مصر 1943م و1951م شاركت الدكتورة زاهية قدورة في مختلف النشاطات الفكريّة والاجتماعيّة والسياسيّة، وكانت إحدى أبرز المناضلات من أجل استقلال لبنان، والقضية الفلسطينيّة، فترأست التظاهرات والتحركات السياسيّة، وقابلت مختلف المسؤولين من أجل دعم لبنان ضد الإنتداب الفرنسي لا سيما أثناء أحداث تشرين الثاني عام 1943م.
وبعد عودتها إلى لبنان في عام 1951م التحقت بالجامعة اللبنانيّة كأستاذ مساعد في قسم التاريخ، وفي عام 1961م أصبحت رئيسة قسم التاريخ، وفي عام 1967م نالت رتبة الأستاذيّة.
بين أعوام 1971م و1977م عُيّنت عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة في الجامعة اللبنانيّة. وكانت لها نشاطات مكثفة لرفع مستوى الكليّة، وكان لها الفضل في إرسال العديد من الشبان والشابات للتخصص في الدراسات العليا في باريس ولندن والولايات المتحدة الأميركيّة.
ومنذ نهاية عام 1977م إلى عام 1988م عادت وتولت رئاسة قسم التاريخ. ومنذ تأسيس جامعة بيروت العربيّة حرصت الدكتورة زاهية قدورة على المساهمة في بناء هذا الصرح العلمي، فشاركت في إعطاء العديد من المحاضرات العلميّة لا سيما لطلاب قسم التاريخ.
في 13 كانون الثاني عام 1983م منحتها كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلاميّة الدكتوراه الفخريّة في إحتفال مهيب في دار الفتوى ببيروت، مع زملائها الأفاضل الدكتور زكي النقّاش، الدكتور عمر فرّوخ، والدكتور صبحي المحمصاني.
لها العديد من المؤلفات على سبيل المثال:
· عائشة أم المؤمنين.
· الشعوبيّة وأثرها السياسي والاجتماعي في العصر العباسي الأول.
· تاريخ العرب الحديث.
· بحوث عربيّة وإسلاميّة.
· شبه الجزيرة العربيّة.
· زاهية قدورة : رحلة العمر ، بيروت 1999م.
أما الأبحاث فقد نشرت في العديد من الدوريات العلميّة اللبنانيّة والعربيّة، وقد تُرجم بعضها إلى لغات أجنبيّة ومن بين هذه الأبحاث على سبيل المثال والتي نشرت أو ألقيت في المؤتمرات العلميّة:
1. العصبيّة في المجتمع العربي.
2. بين التربيّة والتاريخ.
3. المرأة في العصر العباسي.
4. الدولة العربيّة.
5. الدولة العباسيّة.
6. مهمة الجامعة.
7. مفاهيم التاريخ في المرحلة القوميّة المعاصرة.
8. بيروت من خلال إبن عساكر.
9. بيروت من خلال إبن الأثير.
10. التنسيق والتعاون بين كليات الآداب في الجامعات العربيّة.
11. جولة في معالم التاريخ الإسلامي.
12. حقوق المرأة في الإسلام.
13. المرأة في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلّم) .
14. القيم الأخلاقيّة والإنساميّة في الحضارة الإسلاميّة.
15. في الوحدة العربيّة وقضايا المجتمع العربي.
16. تاريخنا وكيف نفهمه.
17. مفكران لبنانيان وقضية فلسطين: نجيب عازوري وميشال شيحا.
18. المرأة في الإسلام.
19. الحقيقة التاريخيّة عن إبن خلدون.
20. الزواج والطلاق في الإسلام.
21. الجامعة في بناء المجتمع العربي المعاصر.
22. النظام التربوي في الإسلام.
23. المرأة في الأسرة الإسلاميّة.
وللدكتورة زاهية قدورة نشاطات مكثفة على الأصعدة العلميّة والاجتماعيّة، فقد تبوأت مناصب عديدة بالإضافة إلى مناصبها الأكاديميّة ومنها:
1. رئيسة بعثة طلبة جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في القاهرة 1945م و1951م.
2. رئيسة اتحاد الطلبة اللبنانيين في القاهرة 1947م 1951م.
3. رئيسة ومؤسسة اتحاد الجامعيات اللبنانيات منذ عام 1952م 1998م.
4. عضو في اللجنة التنفيذيّة لجمعيّة أهل القلم إلى العام 1957م.
5. رشحت عام 1959م من قبل الحكومة اللبنانيّة ووزارة الخارجيّة لمنصب مستشار في جامعة الدول العربيّة ، غير أن ذلك لم يتحقق.
6. رئيسة لجنة تكريم المؤرخ العلامة محمد جميل بيهم منذ عام 1978م.
7. تبوأت مناصب عديدة في بعض الجمعيات النسائيّة في لبنان والعالم العربي.
8. رئيسة اللجنة النسائيّة في صندوق الزكاة التابع لدار الفتوى في الجمهوريّة اللبنانيّة.
9. عضو مؤتمر إنماء بيروت.
10.عضو مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة.
كما شاركت الدكتورة زاهية قدورة في العديد من المؤتمرات العلميّة في لبنان والعالم العربي منها على سبيل المثال لا الحصر:
1. المؤتمر النسائي الأول في القاهرة 1944م.
2. المؤتمر الثقافي العربي الأول في بيت مري بلبنان 1947م.
3. مؤتمر الهيئات النسائيّة للشرق الأوسط، بيروت 1949م.
4. المؤتمر الأول لأدباء العرب في لبنان، بيروت 1954م.
5. المؤتمر الأول للجامعيات العربيات، بيروت 1964م.
6. المؤتمر الأول لكل مواطن مسؤول، بيروت 1966م.
7. مؤتمر المغتربين اللبنانيين، بيروت 1972م.
8. ندوة عمداء كليات الآداب، الخرطوم 1973م.
9. ندوة أبو الفداء، حماه 1974م.
10. المؤتمر النسائي البرلماني الآسيوي/الأفريقي، القاهرة 1974م.
11. مؤتمر الحضارة العربيّة بين الأصالة والتجديد، بيروت 1975م.
12. ندوة مستقبل التعليم الجامعي، تونس 1977م.
13. المؤتمر الدولي لتاريخ بلاد الشام، دمشق 1978م.
14. إبن عساكر في ذكرى مرور 900 سنة على ولادته، دمشق 1979م.
15. ذكرى أبو الفداء، حماه 1974م.
16. مؤتمر إعادة كتابة تاريخ عام للعرب والإسلام، الكويت 1974م.
17. مؤتمر إبن الأثير، الموصل 1982م.
18. المؤتمر الإسلامي الثاني للزكاة، بيروت 1986م.
19. مؤتمر التاريخ الإقتصادي للمسلمين، القاهرة 1998م.
20. المؤتمر القومي/الإسلامي الثامن، القاهرة 1998م.
21. المؤتمر القومي/الإسلامي التاسع، بيروت 2000م.
22. مؤتمرات علميّة عديدة، شاركت فيها الدكتورة زاهية قدورة عُقدت في بيروت ودمشق والقاهرة وبغداد والخرطوم وعمّان والرباط ولندن وسواها من العواصم العربيّة والدوليّة.
هذا وقد أشرفت الدكتورة زاهية قدورة على العديد من أطروحات طلاب الدراسات العليا في الدبلوم والماجستير ، والدكتوراه ، وكان لهؤلاء السبق في توليّ المناصب العليا، وفي توليّ مناصب الأستاذيّة في كليات الآداب في الجامعات اللبنانيّة والعربيّة .لقد استمرت الدكتورة زاهية قدورة تسهم إسهاماً أساسيّاً حتى وفاتها في نشر التراث العربي والإسلامي والمحافظة عليه عن طريق الأندية الثقافيّة والاجتماعيّة، وبواسطة مشاركتها في رئاسة أو عضويّة عدد من الأندية والاتحادات العلميّة والثقافيّة والاجتماعيّة العاملة في بيروت، وعن طريق الدراسات والندوات العلميّة التي تحرص على إقامتها أو المشاركة فيها.
شهادات وإحتفالات ودروع وأوسمة التقدير
حرصت الجامعات والمؤسسات والمراكز والأندية العلميّة والثقافيّة على تكريم الدكتورة زاهية قدورة، ومن بين هذه الشهادات والاحتفالات والدروع والأوسمة على سبيل المثال لا الحصر:
1. شهادة دكتوراه فخريّة من كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلاميّة عام 1983م.
2. شهادة تقدير من كلية الآداب جامعة الإسكندريّة عام 1992م تقديراً لدورها العلمي.
3. وسام الأرز الوطني من رتبة فارس عام 1992م.
4. حفل تكريم ودرع تقدير من المركز الإسلامي، عائشة بكّار، عام 1992م.
5 شهادة تقدير وشهادة المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب عام 1993م.
6. حفل تكريم ودرع تقدير من النادي الثقافي العربي في بيروت عام 1994م.
7 درع الوفاء من اتحاد الشباب الوطني عام 1994م.
8. شهادة تقدير من جامعة الإسكندريّة ، ندوة الأندلس ، عام 1994م.
9. درع الأمينة على العهد القومي من المنتدى القومي العربي عام 1998م.
10. وسام الجيش الثالث الميداني من الجيش العربي السوري.
11. درع الوفاء والتقدير من التجمع الطلابي من أجل الوحدة.
12. حفل تكريم كلية الآداب، الفرع الأو ، الجامعة اللبنانيّة عام 1999م.
13. وسام الأرز الوطني من رتبة كوماندور عام 1999م.
14. وسام الاستحقاق الفضي من رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة عام 2002م.
15. درع تقدير من اللبنانية الأولى أندره إميل لحّود.
لقد رحلت الدكتورة زاهية قدورة جسداً يوم الخميس في 10 تشرين الأول عام 2002م، ودُفنت في مدافن العائلة في جبانة الباشورة في اليوم التالي بوجود حشد كبير يتقدمهم صاحب السماحة مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة الشيخ الدكتور محمد رشيد القبّاني مع ممثلي الرؤساء الثلاثة والهيئات والشخصيات السياسية والدبلوماسيّة والجامعيّة والثقافيّة.
ولكنها لم ترحل روحاً وفكراً ومدرسة وراية خفاقة فوق كل جامعة، وكل كليّة، ومع طلابها وزملائها وأصدقائها وصديقاتها وأقاربها.
دكتورة زاهية ، لكِ منا كل الوفاء والتقدير والاحترام والمحبة.
بعض ما كُتب عن الدكتورة زاهية قدورة بعد وفاتها
د. زاهية قدورة ليست مجرد أكاديميّة عبرت في الجامعة اللبنانيّة مسجلة قصب السبق، مؤكدة حضور المرأة، لم تنتظر الندوات التي تبحث في مشاركة المرأة بالقرار ومراكزه على مستوى السلطة والأحزاب والهيئات .... شقت طريقها بنفسها ودون مساعدة حتى استطاعت الوصول.
زهير هواري
صحيفة السفير ، الخميس ، 10 تشرين الأول 2002م
على مدى السنين الطوال، ظلت زاهية قدورة، المناضلة العنيدة، ولم تخفت نبرتها القوميّة حين سقطت الرموز، وتفرقت المواكب، وانتشر النفاق كالوباء، كانت ما تزال متشبثة بخيارها، وفيّة لتاريخها مسكونة بالهواجس الثقيلة.
د. إبراهيم بيضون
صحيفة السفير ، الجمعة ، 11 تشرين الأول 2002م
تفارقنا زاهية، ولا تفارقنا هموم هذه الأمة، ولا يفارقنا واجب الوفاء لزاهية عن طريق العمل لما عمل ، وهي له .... وإن شئت أن تكون وفيّاً حقاً، فأضف إلى عملك ابتسامة حلوة، ومحبة، ودماثة خلق وصلابة في المبدأ وهكذا كانت زاهية قدورة، رحمها الله وجزاها عنّا وعن العلم والفضيلة خير الجزاء.
د. هشام نشّابة
صحيفة السفير ، الجمعة ، 11 تشرين الأول 2002م
آمنت د. قدورة بالعروبة قولاً وفعلاً، فرفعت راية ومبادئ ثورة جمال عبد الناصر، كما عملت على تعريب المناهج التربويّة / الأكاديميّة في الجامعة اللبنانيّة، لقد علمتا د. قدورة العروبة المنفتحة على الآخرين، علمتنا الالتزام بقضايا الأمة، علمتنا الإيمان بلبنان الرسالة الحضاريّة، لبنان التنوع الثقافي والحضاري، لبنان المنفتح على العالم العربي والإسلامي والإنساني.
وبوفاتكِ أيتها العملاقة، خسر لبنان وخسرت الأمة العربيّة الإسلاميّة رائدة ومرجعيّة وطنيّة قوميّة كبيرة.
د. إبراهيم محسن
صحيفة السفير ، الجمعة ، 11 تشرين الأول 2002م
زاهية قدورة، وما أزهى الاسم وما أجلّ القدر.
لا يعروها اليباس، ولا يذوي منها الورق، إذا صعداً هي سلكت حصباء الأبكار والابتكار، مدعاتها وجد ومعرفة، ومطارحتها كرمة فكر، وخفقان وجدانها منة ثقافة.
د. روحي بعلبكي
صحيفة النهار ، الجمعة ، 11 تشرين الأول 2002م
كما كانت القوميّة العربيّة أنشودتها الدائمة تمثلت في شخصيتها الحضاريّة، وفي كتاباتها الأكاديميّة المتعددة، وفي نشاطها الاجتماعي والثقافي.
أحبت هذه القوميّة بصدق وإخلاص ووفاء، فأحبها أبناء هذه القوميّة كأستاذة جامعيّة ومجاهدة بعلمها في شتى ميادين الحياة الاجتماعيّة والثقافيّة والعلميّة والوطنيّة.
يحيي أحمد الكعكي
صحيفة الشرق ، السبت ، 12 تشرين الأول 2002م
زاهية قدورة، قدمت النموذج الراقي والرائع للمرأة العربيّة التي تقتحم الحداثة ولا تتخلى عن الجذور الثقافيّة، تنهل العلم وتلتزم بالنضال، عراقة النسب والمواقع العلميّة الكبيرة زادتها تواضعاً وبساطة ، فاستحقت احترام ومحبة الجميع.
النائب محمد قبّاني
صحيفة السفير ، السبت ، 12 تشرين الأول 2002م
أيتها الراحلة على نسمات الطيب والعطر !
فلذة هوت من قلب بيروت، من تاريخها، فاهتز لها لبنان ودنيا العرب، ماتت المجاهدة العالِمة، ماتت الأستاذة المناضلة فأي بيرق من بيارق الجهاد طوي ! وأي راية من رايات المجد أصابها الإختناق !.
د. محمد علي موسى
صحيفة النهار ، السبت ، 12 تشرين الأول 2002م
هذه هي الدكتورة زاهية قدورة المؤمنة بالعروبة ذات الرسالة المنفتحة، والمؤمنة بدينها السمح كانت داعية تفاهم وتعايش وسلام ووئام، تعمل للصالح العام بكل اندفاع وتؤمن بوطنها لبنان قلائل هم الناس تدل أسماؤهم على سيمائهمِْ وزاهية قدورة هي من هؤلاء، وهي حقاً زاهية.
د. ميشال جحا
صحيفة النهار ، الإثنين ، 14 تشرين الأول 2002م
خسر لبنان والعالم العربي أستاذتنا الجليلة الدكتورة زاهية قدورة إحدى رائدات النهضة النسائيّة والعلميّة والتربويّة. لقد أسهمت إسهاماً فاعلاً في الحركة الطالبيّة منذ كانت طالبة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، وفي الحركة الطالبيّة العربيّة في جامعة القاهرة أثناء إعدادها أطروحة الدكتوراه، وكثيراً ما كانت تجتمع مع الزعامات اللبنانيّة والعربيّة لنصرة القضايا العربيّة وفي مقدمتها قضايا فلسطين ولبنان والجزائر ، وقضايا مصر والخليج العربي والمغرب العربي. وكانت (بنت الذوات) أكثر الناس إهتماماً بالطبقات الشعبيّة، لهذا لفت نظرها الرئيس كميل شمعون 1952م 1958م أثناء قيادتها تظاهرة مطلبيّة، إلى أنها كيف تكون (المشاغبة) و(المناضلة) وهي (بنت الذوات) فإذا بها تواجهه بالقول: ((إني بالفعل بنت الذوات في المنزل وفي الجامعة، ولكن كوني كذلك لا بتناقض، ولا يمكن أن يتناقض مع كوني المناضلة والعاملة من أجل القضايا الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة)).
د. حسّان حلاق
صحيفة النهار ، الإثنين ، 14 تشرين الأول 2002م
لم تدرّسني زاهية قدورة ، ولكنني أخذت عنها وتعلمت منها الكثير.
تَعلمتُ منها أن المجد للأمة التي تُنجب أبطالها ولا ينجبونها، فهي مصدر شرعيتهم وهي القائمة قبلهم والباقية بعدهم، منها يستمدون قوتهم وقد يضيفون إلى أسباب منعتها، ولكنهم لا يغنون عنها في شيء، ترفعهم بقدر إخلاصهم وتعزهم بقدر إنجازهم، فهي مصدر الإلهام وهي المرجع الأسمى ، لا أحد يختزلها حتى إذا ما شرفته بالتعبير عن إرادتها، في لحظة، ولا أحد يكبر عليها وإلا صار خارجها بل وخارجاً عليها.
طلال سلمان
صحيفة السفير ، الإثنين ، 14 تشرين الأول 2002م
ولن يصدق أحد أن المرض هو الذي أقعد زاهية قدورة عن حركتها التي لم تكن تهدأ، وعن واجبها الذي ما تخلفت عن أدائه يوماً، بل الصحيح هو أن قعود الكثيرين عن أداء واجبهم هو الذي مكّن المرض من أن ينهش الجسم النحيل حتى انطفأ في لحظة كانت تستعد فيها للاشتعال من جديد.
معن بشّور
صحيفة النهار ، الثلاثاء ، 15 تشرين الأول 2002م
ثقافتها مزيج من الفكر الغربي، الذي تلقته في الجامعة الأميركيّة، والفكر العربي من جامعة القاهرة، فانعكس ذلك على شخصيتها الفكريّة تسخيراً لمخزونها الثقافي الغربي في استنهاض الماضي العربي الإسلامي العريق. حول ثالوث (الوطن العروبة الإسلام) وتنامى ذلك لديها مه ظهور التيار الناصري الذي أذكى شعلة القضيّة الفلسطينيّة.