شهدت بيروت عبر تاريخها القديم والوسيط والحديث العديد من العلماء ومراكز العلم . وقد أثبتت الدراسات الأثريّة والتاريخيّة العائدة للعهود القديمة سواء الفينيقيّة أو اليونانيّة أو الرومانيّة أو العربيّة والإسلاميّة صحة هذا القول ، فضلاً عن أن بيروت كانت مركزاً رئيسيّاً للعلوم القانونيّة والتشريعيّة في العهدين اليوناني والروماني من خلال إنشاء مدرسة الحقوق في باطنها ، كما تميزت بأنها كانت مركزاً للفقه والإجتهاد من خلال العديد من علمائها وفي مقدمتهم الإمام عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي والمئات من العلماء والمجتهدين الذين توزعوا في مساجدها وزواياها وكنائسها وأديرتها ، بالإضافة إلى العثور على المئات من المخطوطات النادرة التي تعود إلى علمائها عبر العصور .
آثار مدرسة الحقوق في باطن مدينة بيروت
وفي التاريخ الحديث والمعاصر شهدت بيروت وفادة العلماء ، وازدياد أعدادهم ، وإنشاء مراكز علميّة : عُثمانيّة، وطنيّة، أميركيّة، فرنسيّة، بريطانيّة، إيطاليا، وألمانيّة وسواها .
وقد أسهمت هذه المؤسسات التربويّة ، سواء أكانت وطنيّة أو دينيّة أو علمانيّة أو تبشيريّة ، بنهضة علميّة وتربويّة في بيروت ولبنان وفي العالم العربي .
ونظراً لأهمية الحياة العلميّة والتربويّة في بيروت العُثمانيّة، ونظراً لتعدد المراكز والمؤسسات العلميّة والتربويّة، وبما أنه من الصعب دراسة جميع هذه المؤسسات وتطورها، لذا فإننا سنختار بعض المؤسسات التي كان لها إسهامات هامة في ميادين العلم والمعرفة في العهد العُثماني ، منها على سبيل المثال :
-
الكليّة السوريّة الإنجيليّة في بيروت ( الجامعة الأميركيّة )
-
كلية القديس يُوسُف في بيروت ( الجامعة اليسوعيّة )
-
المدرسة الإنجيليّة البريطانيّة في بيروت
-
المدرسة الملكيّة الإيطاليّة في بيروت
-
مدارس جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت