رأت الحكومة الإيطاليّة ضرورة بسط نفوذها السياسي في الدولة العُثمانيّة بواسطة المؤسسات التربويّة والتعليميّة، لهذا فقد أنشأت في عام 1879م المدرسة الملكيّة الإيطاليّة في منطقة رأس بيروت، غير أنها لم تستطع في السنوات الأولى منافسة المؤسسات الفرنسيّة والبريطانيّة والأميركيّة، خاصة وأن التعليم في المدرسة الملكيّة كان باللغة الإيطاليّة، غير أن الإيطاليين لم يتراجعوا عن دعم هذه المدرسة، فبدأوا بتشجيع الأهالي والطلاب على تقديم تخفيضات في الأقساط المدرسيّة، بل وتقديم بعض المنح والمساعدات بما فيه الكتب والقرطاسية وثياب الطلاب أحياناً، لهذا أرتفع عدد طلاب المدرسة الإيطاليّة في عام 1888م إلى ما يقارب مئة طالب، في حين أرتفع العدد عام 1894م إلى حوالي خمسمائة طالب وطالبة.
وفي الوقت نفسه من عام 1894 تأسسن المدرسة التجاريّة الإيطاليّة، بتعليم مبادئ المحاسبة التجاريّة والرياضيات والأساليب والمبادئ والمعلومات التجاريّة، وكانت تدرّس هذه المواد باللغة الإيطاليّة، فضلاً عن التدريس باللغة الفرنسيّة لمن يرغب.
والحقيقة فإن المدرسة الملكيّة الإيطاليّة استطاعت ولسنوات طويلة استقطاب العديد من البيارتة واللبنانيين، واستطاعت منافسة الفرنسيين، واستمرت عاملة بمبانيها الشامخة في حي الصنوبرة قرب مبنى الكونكورد وفندق البريستول اليوم، حتى بداية الحرب اللبنانيّة 1975-1976م حيث أقفلت أبنيتها، وبالتالي هدمت في حينه، تجنباً من احتلال مبانيها من قبل المهجرين من الجنوب اللبناني وأصبحت الأرض موقف للسيارات قرب جريدة السفير في بيروت.