|
لما أجيلت سهام القوم فاقتسموا
صَارَ المُغِيرَةُ في بيْتِ الخَفَافِيشِ |
لمّا أُجِيلَتْ سِهامُ القَوْمِ فاقتَسَمُوا |
وَإنْ تعرَقّى بصُعْدٍ غَيرِ مَفْرُوشِ |
في مَنْزلٍ ما لَهُ في سُفْلِهِ سَعَةٌ، |
جِرْذانُ سَوْءٍ وَفَرْخٌ غَيرُ ذي رِيشٍ |
إلاّ على رَأسِ جِذْعٍ باتَ يَنْقُرُهُ |
أنت الذي عنا بلال دفعته
وَنَحْنُ نَخافُ مُهلِكاتِ المَتالِفِ |
أنْتَ الّذي عَنّا، بِلالُ، دَفَعْتَهُ |
إلى مُشرِفٍ أركانُهُ، مُتقاذِفِ |
أخَذْنَا بحَبْلٍ ما نَخافُ انْقِطاعَهُ |
بحَبْلٍ إلى الكَفَّينِ، جاراً لِخَائِفِ |
وَلم تَرَ مثلَ الأشْعَريِّ، إذا رَمى |
وَيَحْفَظُ للإسلام ما في المَصَاحِفِ |
هُوَ المانعُ الجيرانِ وَالمُعجِلُ القِرَى، |
إذا عَلِقَتْ أقْرَانُهَا بِالسّوالِفِ |
أرَى إبِلي مِمّا تَحِنّ خِيَارُها، |
وَيَرْقَأُ تَوْكافُ العُيُونِ الذّوَارِفِ |
بِها يُحقَنُ التّامُورُ إنْ كَانَ وَاجباً |
مُجَلِّلَةً إحْدَى اللّيَالي الخَوَائِفِ |
وَإنّا دَعَوْنا الله، إذْ نَزَلَتْ بِنَا |
عَلى عُبُطِ الكُومِ الجِلادِ العَلايِفِ |
فَسَلّ بِلالٌ دُونَنَا السّيْفَ للقِرَى |
وَبالسّيْفِ خَلاّتِ الكِرَامِ الغَطارِفِ |
رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِ، |
إلى مُنْكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ |
ثَنَتْ مُضْمَراتٌ مِنْ بِلالٍ قُلوبَنا، |
ألم يأت بالشأم الخليفة أننا
ضَربْنا لَهُ مَنْ كانَ عَنْهُ يُخالِفُ |
ألَمْ يَأتِ بالشّأمِ الخَليفَةَ أنّنَا |
وَقد باشَرتْ منها السيوفُ الخذارِفُ |
صَناديدَ أهْدَيْنا إلَيْه رُؤوسَهُمْ، |
عَلى جِيَفِ القَتْلى نُسُورٌ عَوَاكِفُ |
وَعِنْدَ أبي بِشْرِ بن أحْوَزَ مِنْهُمُ |
نُجالِدُ عَنْ أحْسابِها، وَنُقاذِفُ |
فإنْ تَنْسَ ما تُبْلي قُرَيْشٌ، فإنّنَا |
كأنّ شُعاعَ الشّمسِ فيهنّ كاسِفُ |
شَدَائِدَ أيّامٍ بِنَا يَتّقُونَها، |
رَدَى المَوْتِ إلاّ مِسْوَرُ الخَيلِ وَاقِفُ |
وَما انكَشَفَتْ خَيلٌ ببابلَ تَتّقي |
نِعالاً لأيْديها، وَهُنّ كَوَاتِفُ |
شَوَازِبُ قَدْ كانَتْ دِمَاءُ نحُورِها |
عَنِ القَوْمَ إلاّ وَالرّمَاحُ رَوَاعِفُ |
بِمُعْتَرَكٍ لا تَنْجَلي غَمَرَاتُهُ |
وَكُلُّ صَرِيعٍ خَرّقَتْهُ الجَوَائِفُ |
نَوَاقِلُ من جُرْدٍ عَوَابِسُ في الوَغَى، |
وَسَهْلٌ إذا طُوّعْتَ للحَقّ عارِفُ |
عَذيرُكَ ذو شَغْبٍ إذا أنْتَ لمْ تُطَعْ، |
حِفاظاً وَإنْ خِيفَتْ عَلَيكَ المَتالِفُ |
تَجُودُ بنَفْسٍ لا يُجَادُ بِمِثْلِهَا |
بهِ، بَعْدَ عَبّادٍ، تُجَلّى المَخاوِفُ |
فأنْتَ الفَتى المَعُروفُ وَالفارِسُ الذي |
وَفي الرَّوْعِ لا شَخْتٌ وَلا مُتآزِفُ |
وَتَقْلِصُ بالسّيفِ الطّويلِ نِجادُهُ، |
إلى كَرَمِ المَجْدِ الكِرَامُ الغَطارِفُ |
أغَرُّ عَظيمُ المَنْكِبَينِ سَمَا بِهِ |
قِصَارٌ وَلا سُودُ الوُجُوهِ مَقَارِفُ |
فَوَارِسُ مِنهُمْ مِسْوَرٌ لا رِماحُهُمْ |
مِنَ الطّعْنِ أيّاماً لَهُنّ مَتَالِفُ |
إذا شَهِدُوا يَوْمَ اللّقَاءِ تَضَمّنُوا |
قد نال بشر منية النفس إذ غدا
بِعبدَةَ مَنهاةِ المُنى ابنُ شَغافِ |
قَدْ نالَ بِشْرٌ مُنْيَةَ النّفْسِ إذْ غدا |
وَمِثْلَهُمُ مِنْ نَهْشَلٍ وَمَنَافِ |
فيَا لَيْتَهُ لاقَى شَيَاطِينَ مُحْرِزٍ، |
مَخارِمُ تَحتَ اللّيْلِ ذاتُ نِجافِ |
بحيثُ انحنى أنْفُ الصّليبِ وَأعرَضَتْ |
مضت سنة لم تبق مالا وإننا
لَنَنْهَضُ في عامٍ من المَحِل رَادِفِ |
مَضَتْ سَنَةٌ لَمْ تُبْقِ مالاً، وَإنّنَا |
يُجِيرُ مِنَ الأحْداثِ نِضْوَ المَتالِفِ |
فَقُلتُ: أبانُ بنُ الوَليدِ هُوَ الّذِي |
تَفِيضَانِ سَحّاً مِنْ تَليدٍ وَطارِفِ |
فَتىً لمْ تَزَلْ كَفّاهُ في طَلَبِ العُلى |
وَلا مُخْدِرٌ بَينَ الأمورِ الضّعائِفِ |
لَعَمْرُكَ ما أصْبَحْتُ أنْثُو عَزِيمَتي |
لقد كنت أحيانا صبورا فهاجني
مَشاعِفُ بالدّيرَينِ رُجْحُ الرّوادِفِ |
لَقَدْ كُنتُ أحْياناً صَبُوراً فَهاجَني |
عِجافغ وَلمْ يَتبَعنَ أحمالَ قائِفِ |
نَواعِمُ لمْ يَدْرِينَ ما أهْلُ صِرْمَةٍ |
شَقيٌّ وَلمْ يَسمَعن صَوتَ العَوَازِفِ |
وَلَمْ يَدّلِجْ لَيْلاً بِهنّ مُعَزِّبٌ |
مَعاً، مثل أبكارِ الهِجانِ العَلائِفِ |
إذا رُحْنَ في الدّيباجِ، والخَزُّ فَوْقَهُ، |
بدَلِّ الغَوَاني المُكرَماتِ العَفائِفِ |
إلى مَلْعَبٍ خَالٍ لَهُنّ بَلَغْنَهُ |
يُنازعْن مِسكاً بالأكُفّ الدّوَائِفِ |
يُنازَعْنَ مَكنُونَ الحَديِثِ كأنّما |
تَقُولُ بِأدْنَى صَوْتِها المُتَهانِفِ |
وَقُلْنَ للَيْلى: حَدّثِينا، فَلَمْ تكدْ |
إذا سُفْنَهُ سَوْفَ الهِجانِ الرّوَاشِفِ |
رَوَاعِفُ بِالجادِيّ كُلَّ عَشِيّةٍ، |
يَمِلنَ إذا ما قُمنَ مثلَ الأحاقِفِ |
بَناتُ نَعِيمٍ زانَها العيشُ والغِنى |
لِمَيّةً أمْثالِ النّخِيلِ المَخارِفِ |
تَبَيّنْ خَليلي هَلْ تعرَى من ظَعائِنٍ |
مِراراً وَتَزْهاها الضّحى بالأصَالِفِ |
تَواضَعُ حَت يَأتي الآلُ دُونَها |
تَخالُ بها مَرَّ السّفِينِ النّوَاصِفِ |
إذا عَرَضَتْ مَرّتْ على الُّلجّ جَارِياً، |
وَتَحْفِزُها أيْدي الرّجالِ الجَوَاذِفِ |
يَجُورُ بهَا المَلاّحُ ثُمّ يُقيِمُها، |
عَلى ضُمّرٍ كُلّفن عَرْضَ السّنائِفِ |
إليكَ ابن خيرِ الناسِ حمّلتُ حاجَتي |
جُمَالِيّةٍ تَبْرِي لأعْيَسَ رَاجِفْ |
بَناتِ المَهاري الصُّهْبِ كلِّ نَجيبَةٍ |
تَرَامى به أيدي الأكُفّ الحَوَاذِفِ |
يَظَلّ الحَصى مِنْ وَقْعِهِنّ كأنّما |
وَصَوّتَ حاديِهَا لَها بِالصّفاصِفِ |
إذا رَكِبَتْ دَوّيّةً مُدْلَهِمّةً، |
سُرَاها وَمَشْيُ الرّاسِمِ المُتَقاذِفِ |
تَغالَيْنَ كالجِنّانِ حَتى تَنُوطهُ |
وَرُكْبانُها كالمَهْمَهِ المُتَجانِفِ |
عِتاقٌ تَغٍشّتْها السُّرَى، كُلَّ لَيلَةٍ، |
تَحَلّبَ مِنْ أعْناقِها وَالسّوَالِفِ |
كأنّ عَصِيرَ الزّيْتِ مِمّا تَكَلّفَتْ |
بقَوْمٍ وَإنْ كانُوا حِسانَ المطارِفِ |
عَوَامِدُ للعَبّاسِ لمْ تَرْضَ دُونَهُ |
وَتَحَمِلَ قَوْلي يا ابنَ خَيرِ الخَلائِفِ |
لتَسْمَعَ مِنْ قَوْلي ثَناءً وَمَدْحَةً، |
أقَمْتَ لَهُ ما يَشتَكي بالسّقائِفِ |
وَكمْ من كَرِيمٍ يَشتكي ضَعْفَ عظمه |
إلَيْكَ، فَأمْسَى آمِناً غَيرَ خائِفِ |
وآَمَنْتَهُ مِمّا يَخافُ، إذا أوَى |
وَنُورُ هِدىً يا ابنَ المُلُوكِ الغطارِفِ |
وأنْتَ غِياثُ المُمحِلِينَ إذا شَتَوْا، |
إذا رَكِبُوا ثمّ التَقَوْا بِالمَوَاقِفِ |
ثَنائي على العَبّاسِ أكْرَمِ من مشَى |
يَغُضّونَ أطرَافَ العُيُونِ الطّوَارِفِ |
تَراهُمْ، إذا لاقاهِمُ يَوْمَ مَشْهَدٍ، |
بِخَيْرِ سُقَاةٍ، تَعلَمونَ، وَغارِفِ |
وَلَوْ ناهَزُوهُ المَجْد أرْبَى عَلَيْهِمُ |
بِفِعْلٍ عَلى فِعْلِ البَرِيّةِ ضَاعِفِ |
وَتَعْلُو بُحُورَ العالمِينَ بحُورُهُمْ، |
وَلا لعفّهُ أظْآرُهُ في اللّفائِفِ |
ومَا وَلَدَتْ أُنْثَى مِنَ النّاسِ مِثْلَهُ، |
وَلمْ تَخْبُ نِيرَانُ العَدُوّ المُقاذِفِ |
وَلمّا دَعا الدّاعُونَ وانْشَقّتِ العَصَا، |
وَأنْيَابِها المُسْتَقْدِماتِ الصّوَارِفِ |
فَزَعْنا إلى العَبّاسِ مِنْ خَوْفِ فِتَنةٍ |
بأُخْرَى إلَيها بالخَميسِ المُرَاجِفِ |
وَكَمْ مِنْ عَوانٍ فَيْلَق قَدْ أبرْتَها |
نهَتْ كُلّ ذي ضِغْنٍ وَداءٍ مُقارِفِ |
فَقَدْ أوْقَعَ العبّاسُ إذْ صَارَ وَقَعةً |
وَقَوّمْتَ دَرْءَ الأزْوَرِ المُتَجانِفِ |
وَأغَنَيتَ مَن لمْ يَغنَ من أبطإ السُّرَى، |
إذا أحْجَمَتْ خَيلُ الجيادِ المَخالِفِ |
وَأنتَ الّذي يُخْشَى وَيُرْمى بك العدى |
وَآمَنْتَ مِنْ إحيائِنا كُلَّ خائِفِ |
سَمَوْتَ فلمْ تَترُكْ على الأرْضِ ناكثاً، |
بمُسْتَنصِرٍ يَتْلُو كِتابَ المَصَاحِفِ |
أبَرْتَ زُحُوفَ المُلْحِدِينَ وَكِدتَهم |
تُغَلّلُ نُشّابَ الكَميّ المُزَاحِفِ |
تَأخّرَ أقْوَامٌ، وَأسْرَعْتَ للّتي |
هُناكَ، وَوَقّافٌ كَرِيمُ المَوَاقِفِ |
وَأنْتَ إلى الأعْدَاءِ أوّلُ فَارِسٍ |
وَطَعْنٍ بِأطْرَافِ الرّماحِ الجَوَائِفِ |
بِضَرْبٍ يُزيلُ الهَامَ عَنْ مُستَقَرّهِ، |
أُرِيدَ بإحدى المُهلِكاتِ الجَوَالِفِ |
سَبَقتَ بأهْلِ الكوفةِ المَوْتَ بَعدَما |
إلَيكَ بأصْوَاتِ النّساءِ الهَوَاتِفِ |
فَلمْ يُغنِ مَن في القصرِ شيئاً وَصَيّحوا |
مُدِلاًّ بِفُرْسَانِ الجيِادِ المَتَالِفِ |
أخُو الحَرْبِ يَمْشِي طاوِياً ثمّ يَقتدي |
بِسُورَاءَ في إجْرَائِها وَالمَزَاحِفِ |
يُغادِرْنَ صَرْعَى مِنْ صَناديدَ بَينَها |
بِتَدْمُرَ إلاّ مَرّةً بِالشّفَائِفِ |
وَما طَعِمَتْ مِنْ مَشَرَبٍ مُذ سقيَتها |
وَأكْذَبْتَ مِمّا مّعُوا كلَّ عائِفِ |
مِنَ الشّأمِ حتى باشَرَتْ أهْلَ بابلٍ |
يُساقُونَ سَوْقَ المُثْقَلاتِ الزّوَاحِفِ |
وَقَدْ أبْطَأ الأشْيَاعُ حَتى كَأنّما |
وَما نمتَ فيمَنْ نامَ تحتَ القَطائِفِ |
لَعَمرِي! لقد أسرَيتَ لا لَيل عاجزٍ |
وَسكّنتَ رَوْعاتِ القُلُوبِ الرّوَاجِفِ |
فَجاءوا وَقَدْ أطفَأتَ نِيرَانَ فِتْنَةٍ، |