? - 18
ق.
هـ
/ ? - 605 م
زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو
أمامة.
شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز، كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها. وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة.
كان حظياً عند النعمان بن المنذر، حتى شبب في قصيدة له
بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب منه النعمان، ففر النابغة ووفد على الغسانيين
بالشام، وغاب زمناً. ثم رضي عنه النعمان فعاد إليه.
شعره كثير وكان أحسن شعراء
العرب ديباجة، لا تكلف في شعره ولا حشو. عاش عمراً طويلاً.
كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ،
و ليلٍ أقاسيهِ ، بطيءِ الكواكبِ |
كليني لهمٍ ، يا أميمة َ ، ناصبِ ، |
و ليسَ الذي يرعى النجومَ بآنبِ |
تطاولَ حتى قلتُ ليسَ بمنقضٍ ، |
تضاعَفَ فيه الحزْنُ من كلّ جانبِ |
و صدرٍ أراحَ الليلُ عازبَ همهِ ، |
لوالِدِه، ليست بذاتِ عَقارِبِ |
عليَّ لعمرو نعمة ٌ ، بعد نعمة ٍ |
و لا علمَ ، إلا حسنُ ظنٍ بصاحبِ |
حَلَفْتُ يَميناً غيرَ ذي مَثْنَوِيّة ٍ، |
وقبرٍ بصَيداء، الذي عندَ حارِبِ |
لئِن كانَ للقَبرَينِ: قبرٍ بجِلّقٍ، |
لَيَلْتَمِسَنْ بالجَيْشِ دارَ المُحارِبِ |
وللحارِثِ الجَفْنيّ، سيّدِ قومِهِ، |
كتائبُ منْ غسانَ ، غيرُ أشائبِ |
و ثقتُ له النصرِ ، إذ قيلَ قد غزتْ |
أولئِكَ قومٌ، بأسُهُم غيرُ كاذبِ |
بنو عمه دنيا ، وعمرو بنُ عامرٍ ، |
عَصائبُ طَيرٍ، تَهتَدي بعَصائبِ |
إذا ما غزوا بالجيشِ ، حلقَ فوقهمْ |
مِنَ الضّارياتِ، بالدّماءِ، الدّوارِبِ |
يُصاحِبْنَهُمْ، حتى يُغِرْنَ مُغارَهم |
جُلوسَ الشّيوخِ في ثيابِ المرانِبِ |
تراهنّ خلفَ القوْمِ خُزْراً عُيُونُها، |
إذا ما التقى الجمعانِ ، أولُ غالبِ |
جوَانِحَ، قد أيْقَنّ أنّ قَبيلَهُ، |
إذا عرضَ الخطيّ فوقَ الكواثبِ |
لُهنّ علَيهِمْ عادة ٌ قد عَرَفْنَها، |
بهنّ كلومٌ بين دامٍ وجالبِ |
على عارفاتٍ للطعانِ ، عوابسٍ ، |
إلى الموتِ ، إرقالَ الجمالِ المصاعبِ |
إذا استُنزِلُوا عَنهُنّ للطّعنِ أرقلوا، |
بأيديهمُ بيضٌ ، رقاُ المضاربِ |
فهمْ يتساقونَ المنية َ بينهمْ ، |
ويتبَعُها مِنهُمْ فَراشُ الحواجِبِ |
يطيرُ فضاضاً بينها كلُّ قونسٍ ، |
بهنّ فلولٌ منْ قراعِ الكتائبِ |
ولا عَيبَ فيهِمْ غيرَ أنّ سُيُوفَهُمْ، |
إلى اليومِ قد جربنَ كلَّ التجاربِ |
تورثنَ منْ أزمانِ يومِ حليمة ٍ ، |
وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُباحِبِ |
تَقُدّ السَّلُوقيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ، |
و طعنٍ كإيزاغِ المخاضِ الضواربِ |
بضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكَناتِهِ، |
منَ الجودِ، والأحلامُ غيرُ عَوازِبِ |
لهمٌ شيمة ٌ ، لم يعطها اللهُ غيرهمْ ، |
قويمٌ ، فما يرجونَ غيرَ العواقبِ |
محلتهمْ ذاتُ الإلهِ ، ودينهمْ ، |
يُحيَوّنْ بالريحانِ يومَ السبَّاسِبِ |
رقاقُ النعالِ ، طيبٌ حجزاتهمْ ، |
إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ
بعضُ الأودّ حديثاً، غيرَ مَكذوبِ |
إني كأني ، لدى النعمانِ خبرهُ |
قاموا ، فقالوا : حمانا غيرُ مقروبٍ |
بأنّ حِصنْاً وحَيّاً منْ بَني أسَدٍ، |
سنُّ المعيديّ غي رعيٍ وتغريبِ |
ضلتْ حلومهمُ عنهم ، وغرهمُ |
منْ بينِ منعلة ٍ تزجى ، ومجنوبِ |
قادَ الجيادَ منَ الجولانِ ، قائظة ً ، |
في منزلٍ ، طعمَ نومٍ غيرَ تأويبِ |
حتى استغاثتْ بأهلِ الملحِ ، ما طمعتْ ، |
شدُّ الرواة ِ بماءٍ ، غيرِ مشروبِ |
يَنضَحْنَ نَضْحَ المزادِ الوُفْرِ أتأقَها |
كالخاضِباتِ منَ الزُّعرِ الظّنابيبِ |
قُبُّ الأياطِلِ تَردي في أعِنّتِها، |
شُمُّ العَرانِينِ مِنْ مُرْدٍ ومن شِيبِ |
شُعْتٌ، عليها مِساعيرٌ لِحَرْبِهِمُ، |
أصْواتُ حَيٍّ، علي الأمرارِ، مَحرُوبِ |
و ما بحصنٍ نعاسٌ ، إذ تؤرقهُ |
لدى صَليبٍ، على الزّوْراءِ، منصوبِ |
ظَلّتْ أقاطيعُ أنعامٍ مُؤبَّلة ٍ، |
فانجي، فَزارَ، إلى الأطوادِ، فاللُّوبِ |
فإذا وُقيتِ، بحمدِ اللَّهِ، شِرّتَها، |
فقدَ أصابَتْهُمُ منها بشُؤبُوبِ |
ولا تُلاقي كما لاقَتْ بَنو أسَدٍ، |
ومُوثَقٍ في حِبالِ القِدّ، مَسْلوبِ |
لم يَبقَ غيرُ طَريدٍ غير مُنْفَلِتٍ، |
فوقَ المعَاصِمِ منها، والعَراقيبِ |
أو حُرة ٍ كَمهَاة ِ الرّملِ قد كُبِلَتْ |
عَضَّ الثّقافِ على صُمّ الأنابيبِ |
تدعو قعيناً وقد عضّ الحديدُ بها ، |
دُعاءَ سُوعٍ، ودُعميٍّ، وأيّوبِ |
مُستَشعِرينَ قدَ الفَوا، في ديارِهِمُ، |
أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني ،
و تلكَ التي أهتمّ منها وأنصبُ |
أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني ، |
هراساً، به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ |
فبتُّ كأنّ العائداتِ فرشنني |
وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ |
حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة ً، |
لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ |
لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني خِيانَة ً، |
منَ الأرضِ ، فيه مسترادٌ ومذهبُ |
و لكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ |
أحكمُ في أموالهمْ ، وأقربْ |
مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ، |
فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا |
كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطنعتهمْ ، |
إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ |
فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنني |
ترى كلّ مَلْكٍ، دونَها،يتذَبذَبُ |
ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة ً ، |
إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ |
فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ ، |
على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ؟ |
و لستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تلمهُ |
وإنْ تكُ ذا عُتَبى ؛ فمثلُكَ يُعتِبُ |
فإنْ أكُ مظلوماً ؛ فعبدٌ ظلمتهُ ؛ |