إبن النبيه
بغداد مكتنا وأحمد أحمد
حجوا إلى تلك المناسك واسجدوا |
بغداد مكتنا وأحمد أحمد |
وتطهروا بترابها وتهجدوا |
يا مذنبين بها ضعوا أوزاركم |
بالوحي جبريل لها يتردد |
فهناك من جسد النبوة بضعة |
ما زال كوكب هديها يتوقد |
باب النجاة مدينة العلم التي |
نبأ يقر له الكفور الملحد |
ما بين سدرته وسدة دسته |
في ظهر آدم فالملائك سجد |
هذا هو السر الذي بهر الورى |
من زل عنه ففي الجحيم يخلد |
هذا الصراط المستقيم حقيقة |
والحوض ممتنع الحمى لا يورد |
هذا الذي يسقي العطاش بكفه |
صدقت فهل أنا قارئ أو منشد |
سمعا أمير المؤمنين لمدحه |
إسلام تمهد تارة وتشيد |
القائم المهدي أنت بقية |
منه البراهين التي لا تجحد |
بعدا لمنتظر سواه وقد بدت |
موسى فبالمعراج أنتم أزيد |
إن كان فوق الطور ناجى ربه |
للغيب منكم مصدر أو مورد |
أو كان يوسف عبرَّ الرؤيا فكم |
وإليكم أفضى بذاك محمد |
الله أنزل وحيه لمحمد |
شرف أنافسكم عليه وأحسد |
يا ساكني دار السلام لجاركم |
لو أن تربتها لعيني إثمد |
إني أود إذا وطئتم أرضها |
للدين والدنيا دليل مرشد |
إن الخليفة من ذؤابة هاشم |
سبط وبأس مكفهر أجعد |
الدهر في يده فجود مرسل |
ولمن يواليه النعيم السرمد |
يا من لمبغضه الجحيم قراره |
غالوا فقالوا أنت رب تعبد |
لولا التقية كنت أول معشر |
في معرك فدم الوريد المورد |
ملك إذا ظمئت شفاه رماحه |
أيقنت أن البر بحر مزبد |
ملك إذا التطمت صفوف جيوشه |
بالرعب ينصر عزمه ويؤيد |
يعلوه من زمر الملائك فيلق |
مهلا فأجنحة الملائك تعقد |
يا عاقدا للطعن فضل لوائه |
بالنصر في قمم الخوارج تغمد |
أنفت صوارمه الجفون فأصبحت |
فوراء ذاك الصفح نار توقد |
إن كان أطمع منكلياً صفحة |
شدا فطار هباؤه المتبدد |
عصفت رياح الصافنات بجيشه |
فسقاه الموت دجن أسود |
سد العجاج عن الهزيمة سبله |
ومزمل بدمائه ومصفد |
ثم انجلى عنه القتام فهارب |
هي والقنا المتقصف المتقصد |
خلط القنا بعظامه فتشابهت |
همذان حرب نارها لا تخمد |
زجت به عن أصبهان وأختها |
إن كان قد أنجاه طرف أجرد |
مسحا بأعناق الجياد وسوقها |
أعداء أحمد غلة لا تبرد |
لو كنت حاضر جمعهم لشفيت من |
والله يشقي من يشاء ويسعد |
هلكوا بعصيان وفزت بطاعة |
فالشوق ينهض والعطايا تقعد |
أملي يخف وجود موسى مثقلي |
فكأنه المستعطف المسترفد |
ملك يهش تلطفا بعفاته |
فرآه سيفا للخطوب يجرد |
عقد الإمام عليه خنصر عزمه |
آل الرسول أبا له يتودد |
من مبلغ عني أباه أن من |
أبدا على ذاك الإمام تجدد وقال يمدحه | دامت صلاة إلهنا وسلامة |