|
كُنتُ أغنَى النّاسِ كُلّهِمُ
عنكِ لَولا الشؤمُ والنّكدُ |
كُنتُ أغنَى النّاسِ كُلّهِمُ |
قَد بَراهُ الشّوقُ والكَمَدُ |
إنما أبكي على جسدٍ |
وجَدُوا مِثلَ الذي أجِدُ |
ليتَهم إن عُوقبُوا بدمي |
لا يُبالوني إذا رقدوا |
منعوا عَيْني الرّقَادَ وَهُمْ |
لَمْ أجِدْ أهلاً لِوُدّي
غيرَ من أصفيتُ وُدّي |
لَمْ أجِدْ أهلاً لِوُدّي |
ـهِ عَنْ شَوْقي وَوَجْدي |
بأبي أغْفلُ خلقِ اللّ |
حُبّ دونَ الناس وحدي |
خصّني اللّه بهذا ال |
لك لولا شُؤمُ جَدّي |
كُنتُ أغْنَى النّاسِ عن ذ |
قد خِفتُ أن لا أراكم آخرَ الأبدِ
وأن أموتَ بهذا الشّوقِ والكَمَدِ |
قد خِفتُ أن لا أراكم آخرَ الأبدِ |
من أنْ أعيشَ حليفَ الهمّ والسّهدِ |
الموتُ يا فوْزُ خيرٌ لي وأروحُ لي |
جعلتهُ شَبَهَ التّعويذِ في عضدُدي |
لمّا أتاني كِتابٌ مِنكِ يا سَكَني |
أنْضَجتِ قلبي وألبَستِ الهوى كَبِدي |
يا فوزُ يا زهرة الدّنيا وزينتها |
أن لا يروا ضوءَ شَمْسٍ أخِرَ الأبدِ |
ما ضرّ قوماً وطِئتِ اليومَ أرضَهُمْ |
ومَن رآها فلَن يَخشَى من الرَّمَدِ |
من جَاورَتْهُ جرَى بالسّعدِ طَالِعُه |
ولا إذا حجّ بعضُ الناس من بلدي |
آمسَتُ بيثربَ لا يأتي لها خبرٌ |
يا أهلَ يثربَ أهلَ النّسكِ والرّشَدِ |
إني أُعيذُكُمُ أن تَطْلُبُوا بدمي |
حتى جرَى الحبُّ مجرَى الرّوحِ في الجسدِ |
تَتَبّعَ الحبُّ روحي في مَسالِكِهِ |
ظَلومُ يا زَينَ نِساء العِبادْ
حبّي لكُمْ حُبّان : خافٍ وبادْ |
ظَلومُ يا زَينَ نِساء العِبادْ |
أبصرتُ ما أبصرتُ أم في رُقادْ |
أُقْسِمُ ما أدري أمُستَيقِظاً |
جاءت فماذا صَنَعتْ بالفؤادْ |
تُفاحَة ٌ من عِندِ تُفّاحة ٍ |
كُنتُم أرَدْتُم أم أردتم فسادْ |
ياليتَ شِعري أصَلاحي بها |
واكَبِدي! قد تَقَطّعتْ كبدي
من كمدٍ عادَني على كَمَدِ |
واكَبِدي! قد تَقَطّعتْ كبدي |
ما جاءني عنكِ ليلة َ الأحدِ |
كنتُ مريضاً فزادني مرضاًَ |
متّلا فكنتُ الرّهينَ في اللّحَدِ |
فليتني قبلَ ما سمعتُ به |
ما بلغُوا ما رأيتِ في جسدي |
ولو تمنّى عِدايَ واجتهدُوا |
غَضِبَ الحبيبُ فهاجَ لي استعبارُ
والله لي ممّا أُحاذِرُ جَارُ |
غَضِبَ الحبيبُ فهاجَ لي استعبارُ |
لهُمُ الغَداة َ بصَرمِنا اسْتِبشارُ |
كنّا نُغايظُ بالوِصال مَعاشراً |
حُسناً ويَجمعُنا هُناك جِوارُ |
إذ لا أرى شكلاً يكونُ كَشِكلِنا |
فِيه الغِناءُ ونَرجِسٌ وبَهارُ |
وكأننا لمْ نجتمع في مجلسٍ |
تلك العَشييّة َ والعِدا حُضّار |
مَا كان أشأْمَ مَجلِساً كنّا بهِ |
ولها بزوراء المدينة ِ دارُ |
مَدَنيّة ٌ أمْسَى العِراقُ مَحلَّها |
شَخصانِ يَجمعُنا إليه نِزارُ |
أدنى قَرابتِنا إليها أننا |
أقصِر فإنّ شِفاءكَ الإقصارُ |
ياأيها الرجلُ المعذّبُ قلبهُ |
عيناً لغيركَ دمعُها مِدرارُ |
نزَفَ البُكاءُ دموعَ عينكَ فاستعر |
أرأيتَ عيناً للبكا تعارُ |
من ذَا يُعِيرُكَ عَيْنَهُ تبكي بها؟ |
تأتي به وتسوقه الأقدارُ |
الحُبُّ أوّلُ مَا يَكُونُ لجَاجة ً |
جاءت أُمورٌ لا تُطاقُ كِبارُ |
حتى إذا اقتحمَ الفتى لُجَجَ الهوى |
وبدَت عليه مِن الهَوى آثارُ |
إذا نظرتَ إلى المُحبّ عرفتَهُ |
ساقَ البلاءَ إلى الفتى المِقدارُ |
قُل ما بدا لكَ أن تقول فربما |
كُنّا عليهِ مُنذ نحنُ صغارُ |
يا فوزُ هل لك أن تعودي للّذي |
عمّن يُحدّثُ عنكُمُ فيغارُ |
فلقَد خَصَصتُكِ بالهَوى وصرَفتُه |
ولنا بذاك مخافة ٌ وحِذارُ |
هل تذكرين بارِ بكرٍ لهْونا |
مثلَ الفراخِ تزُقّها الأطيارُ |
مُتَطاعِمينِ بِريقِنافي خلوة ٍ |
وعليّ فروَا عاتقٍ وخِمارُ |
أم تذكُرين لِدُلْجَتي متنكِّراً |
ذهبَ النهارُ فلا يكونُ نهارُ |
فَوددتُ أنّ الليل دامَ وأنه |
أُفٍّ لمَن هُوَ قاطِعٌ غَدّارُ |
أفَما لذلك حُرمة ٌ محفُوظَة ٌ |
إن كان ينفعُ عندَكِ الإقرارُ |
سأُقِرُّ بالذّنبِ الذي لَمْ أجنِه |
ما تَلْتَقي لجُفونهِ أشفَارُ |
ما تأمرين فَدَتكِ نفسي في فتّى |
إن الهوى لذَوي الهوى ضَرّارُ |
من كانَ يبغضكمْ فباتَ مبيتَهُ |
إذ غادَرُه وضرّه الإضرارُ |
صَرَمَ الأحبة ُ حبْلهُ فكأنهُ |
نزَحَتْ به عن أهلِه الأسفارُ |
رَجُلٌ تطاولَ سُقمُه في غُربة ٍ |
أمْسَى تُرَجَّمُ دونَه الأخبارُ |
لا يستطيعُ من الضرورة ِ حيلة ٍ |
رَكبٌ رمتْ بهمُ الفجاجُ تِجارُ |
حتى أتيحَ له ، وذالك لحَينِه، |
عاري العِظامِ ثيابُه أطمَارُ |
حَمَلُوه بينَهُم نَحِيلاً جسمُه |
ولَهُ تُشدُّ وتُوضَعُ الأَكوارُ |
فثَوى تُقلّبُه الأكُفُّ مُلَقَّفاً |
قَفرٍ تَضِلُّ به القَطا وتَحارُ |
حَتى إذا سلَكوا به في مَهمهٍ |
منه الرّكاب وخلّفُوه وساروا |
غَرِضُوا مِنَ النِّضْوِ العليلِ فعطَّلوا |