بيروت في العصر العبّاسي
(132-503هـ / 750-1110م)
سقطت الدولة الأموية وعاصمتها دمشق سنة 132هـ 750م، فدخلت بيروت تحت سلطة الخلافة العباسية المباشرة وعاصمتها بغداد، لمدة 129 سنة. ثم تأرجحت بيروت تحت سيطرة الدويلات الطولونية والأخشيدية والفاطمية، التي نشأت في ظل الدولة العباسية، وذلك لمدة 231 سنة.
تتأثر بيروت بنقل عاصمة الخلافة الإسلامية من دمشق إلى بغداد
شهد العصر العباسي نزول الساحل وفيه بيروت من رتبته العالية، فبعد أن كان قريباً من العاصمة دمشق أصبح بعيداً عن العاصمة الجديدة بغداد التي بناها المنصور العباسي عبد الله بن محمد بن علي بن العباس، أبو جعفر المنصور، ثاني خلفاء بني العباس، وجعلها عاصمة ملكه بجلاً من الهاشمية التي بناها السّفاح، وتحولت أنظار المسلمين إلى المدن الداخلية كبغداد ودمشق وحمص وحلب... ومع ذلك أدرك العباسيون ما لهذا الساحل من أهمية فأمروا بتحصين ثغوره، وأرسل أبو جعفر المنصور قبيلة من المسلمين {آل تنوخ}، وعول عليهم صد غارات الروم وأهالي الجبل. فنزل أحد رؤسائهم الأمير أرسلان رأس البيدر، وقطن الباقون أرباض بيروت وصيدا سنة 145هـ 763م. وهكذا عمّر الأمير أرسلان وأقاربه الجبال المحيطة ببيروت، وكانت خالية في ذلك الوقت، وسكن في سن الفيل، وعندما تُوفي دفن في بيروت.