الأسطول البيزنطي يحتل بيروت
(22-24هـ/643-645م)
قام الأسطول البيزنطي بغارة انتقامية ضد المسلمين سنة 22 هجري 643 ميلادي، أسترد فيها بيروت والمدن الساحلية، وأعاد الروم إلى السواحل الشامية من جديد، وأصبح خطره يهدد المسلمين في كل وقت. وعلى الفور أخذ والي الشام معاوية بن أبي سفيان، يستعد لأسترداد السواحل الشامية، فقام بهجوم بري وبحري سنة 24 هـ 645م، أستطاع به استرداد بيروت والمدن الساحلية، باستثناء طرابلس التي أستردها المسلمون سنة 47هـ 667م. وهكذا غادرت الحامية البيزنطية بيروت ثانية أمام الهجوم الإسلامي. وقد كانت بيروت بمثابة قرية صغيرة، يسكنها عدد قليل من السكان هم من صيادي الأسماك أو رجال الحرف الذين يتتبعون الجيوش عادة، لذلك لم تصمد أمام الغارة الإنتقامية التي قام بها الأسطول البيزنطي. وعندما أستردها المسلمون، أدركوا ضرورة تحويلها إلى مركز للأسطول البحري الإسلامي من جه’، وإلى جلب السكان ليسكنوا فيها إلى جانب آخر إلى جانب رجال الحامية البحرية من جهة ثانية. لأن الدفاع عن بيروت والساحل لا يجدي ما لم تكن بيروت أو الساحل مشحوناً بالسكان والحاميات الكثيفة. لذلك يذكر صال بن يحيى، أن معاوية بن أبي سفيان والي الشام، عمّر المراكب في بيروت عندما أراد غزو جزيرة قبرص سنة 27 هـ 647م.