رئيساً لمجلس الوزراء ووزيراً للداخلية والخارجية والدفاع الوطني والأنباء والزراعة بيروت سني صائب سلام
نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للأشغال العامة والإقتصاد الوطني والتربية الوطنيّة والصحة والإسعاف العام بيروت  ر.أرثوذكس باسيل طراد
وزيراً للمالية والعدلية والبرق والبريد والشؤون الإجتماعية  جبل لبنان  ر.كاثوليك موسى مبارك

q رئيس الحكومة من داخل أعضاء مجلس النواب السابع.

إستقالة الحكومة:

صبيحة الإضراب المعلن في 15 أيلول عقد مجلس الوزراء وأصدر بلاغاً تضمن أسباب تشكيل الوزارة الجديدة وأعتبرها البلاغ حكومة مؤقتة. ولما ابتدأ الإضراب تبين أن شمل مختلف القطاعات الإقتصاديّة والشركات والمصارف والمؤسسات في بيروت وبقية المدن اللبنانية.

وفي 17 أيلول بدأت ساعة الحسم السياسي تأخذ طريقها بتكثيف الإتصلات وكلها وصلت إلى طريق مسدود. ووجه رئيس الحكومة صائب سلام كتاباً إلى رئيس الجمهوريّة يطالبه فيه بالتنحي. وفيما يلي نص الكتاب:

***************************************

حضرة صاحب الفخامة رئيس الجمهوريّة المعظّم !

بعد تقدم وافر الإحترام

أتشرف بأن أعرض لفخامتكم أنني إذ قبلت شرف مهمة الحكم التي اضطلعت بها في بلدي العزيز في هذا للظرف العصيب، كنت شاعراً أنني ألبي نداء الوطنية للقيام بما يطلبه لبنان من إصلاح ولمحاولات تجنيبه مهاوي الفوضى التي كادت تعم البلاد والعياذ بالله.

ولكنني بعد أن باشرت عملي وسرت ببعض خطى الإصلاح التي يطالب بها الناس، والتي لاقت ولا شك أرتياحاً عاماً وتحبيذاً من الجميع، شعرت – بعد أن تجمعت لدي جميع عناصر التقرير – أن أهل هذا البلد لم يعد يرضيهم شيء أقل من اعتزال صاحب السلطة الأولى في الدولة.

فاسمحوا لي، وأنا من صميم هذا الشعب ولا أستهدف في عملي سوى مصلحته العليا، أن أصارحكم أن مصلحة البلد العليا اليوم أصبحت تتطلب تخليكم فوراً من سدة الرئاسة الأولى وإفساح المجال لنواب الأمة لإنتخاب خلف لكم ضمن نطاق الدستور الذي أؤتمنتم عليه.

وبهذا تكونون يافخامة الرئيس قد أديتم لبلدكم خدمة جلّى تضاف إلى الخدمات السابقة التي سجلها لكم تاريخ الجهاد اللبناني في عهده الإستقلالي الحاضر.

فأناشد وطنيتكم النزول عند رغبة الشعب الإجماعيّة تفادياً للعواقب.

وتفضلوا يا صاحب الفخامة بقبول أسمى عبارات التقدير والإحترام

صائب سلام      

رئيس مجلس الوزراء اللبناني

بيروت في 17 أيلول 1952

*************************************** 

إستقالة رئيس الجمهورية :

حول الأحداث والتطورات التي أعقبت إستقالة ناظم عكّاري وأدت إلى إستقالة رئيس الجمهورية، يقول الرئيس السابق شارل حلو وكان يومها مقرباً من الرئيس بشارة الخوري وبقي إلى جتنبه حتى آخر لحظة:

(...وقمت، بطلب من رئيس الجمهوريّة، ببعض المحاولات لدى زعماء المعارضة، لأرى إذا ما كانوا يوافقون على الإشتراك في حكومة اتحاد وطني. وتبلغت ردوداً مشجعة، خصوصاً من الئيس ألفرد نقَّاش الذي تمنى أن يكون إلى جانبه في الحكومة الجديدة، الدكتور شارل مالك، مندوبنا لدى منظمة الأمم المتحدة. وأبرق صائب سلام إلى شارل مالك الذي طالب بتسلم وزارة الخارجية. فوافق الرئيس سلام على طلبه. وتواصلت المحادثات مع شخصيات أخرى في سبيل التحالف. وحدثت في بيروت فجأة بعض الاضطرابات. وأُعلن الإضراب العام ابتداءً من 15 أيلول، ثم صرّح زعماء مسلمون كثر بعدم رغبتهم في التعاون مع الرئيس بشارة الخوري، مما حمل صائب سلام إلى رفض متابعة مسعاه لتأليف الحكومة الجديدة، بل هو ذهب إلى أبعد من ذلك، عندما كتب رسالة يطلب فيها من رئيس الجمهوريّة أن يقدم إستقالته. وعندما أستدعي إلى عاليه، وصل إليها وفي جيبه تلك الرسالة، كما وصل أيضاً، وفي الوقت نفسه الجنرال فؤاد شهاب، قائد الجيش، بدعوة من رئيس الجمهوريّة. وكان مقر رئيس الجمهوريّة، في عاليه مكتظاً بنواب الأكثرية البرلمانية، موقعي مذكرة دعم وتأييد للشيخ بشارة الخوري. واحتدمت مشادة بين النواب موقعي المذكرة والرئيس صائب سلام. وكان الرئيس بشارة الخوري، في ذلك الوقت، قد استدعى الجنرال فؤاد شهاب إلى مكتبه في الطابق الأول من المقر، وطلب إليه أن يسعى إلى إجراء المصالحة مع أركان المعارضة. ومن ثم، طلب من صائب سلام أن يقدّم إستقالته تاركاً لسواه أن ينوب عنه. فلم يتباطأ صائب سلام في تقديم الإستقالة ومغادرة المقر الرئاسي.

وتبدّى أن أركان المعارضة يرفضون كل أساليب التعاون. فاستدعى الرئيس بشارة الخوري الحاج حسين العويني. وطلب إليه تشكيل الحكومة الجديدة. ولكن الحاج الطيّب أراد أن يعرف مسبقاً، إذا كان قائد الجيش على إستعداد لمجابهة المعارضة سلمياً وبفلاح. فذهب الجنرال شهاب إلى مكتبه، حيت أجتمع بمعاونيه، ثم عاد حاملاً جواباً سلبياً. وأعتذر الحاج حسين العويني، آنذاك، عن تلبية رغبة رئيس الجمهوريّة. فعمد الشيخ بشارة الخوري إلى تعيين الجنرال فؤاد شهاب على رأس حكومة مؤقتة، بمعاونة ناظم عكّاري وباسيل طراد. ثم أستدعى ناظم عكّاري إلى مكتبه ونص عليه كتاب إستقالته).

(1) بموجب المرسومين رقم 9425 و9426، محاضر مجلس النواب للعام 1952، العقد الإستثنائي الأول، الجلسة الثانية، تاريخ 23/09/1952 صفحة 2514.