بيروت منذ نشأتها وحتى نهاية الحكم الرومان
(6000-633 م)
كانت بيروت تفتح أبوابها أمام هؤلاء الغزاة المحتلين، بينما كانت صيدا وصور رمزاً للمقاومة والعنفوان، فدمرهما الأعداء أكثر من مرة وشرد أهلها. وكانت بيروت تتقدم ببطء وسط هذه الأحداث، حتى نالت شهرتهما العالمية بين مدن الشرق أثناء حكم الرومان (64-633 م).
نشأت بيروت في عصر ما قبل التاريخ، وكانت أرضاً صخرية تغمرها مياه البحر التي انحسرت في العصر الحجري القديم، فظهرت هذه الأرض على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط. ومنذ نهاية الألف السابع قبل الميلاد، عاش فيها إنسان العصر الحجري الحديث. وفي مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، نزح شعب سامي من شبه الجزيرة العربية، فسكنها لتحمل مع بقية المدن الساحلية اسمه المدن الكنعانية، وقد سكنها الشعب الكنعاني في الفترة (2000-1200 ق.م). وفي هذه الفترة أيضاً تبلورت علاقات مصر الفرعونية ببيروت وبقية المدن الساحلية، وخاصة مدينة جبيل {بيبلوس}، والتي استمرت أكثر من ثمانية قرون.
وعاشت بيروت مع المدن الفينيقية عصرها الذهبي، بعد تحررها من النفوذ المصري، لمدة ثلاثة قرون 1200-900 ق.م. ولكنها كانت دوماً محط الدول الكبرى التي تنشأ وتزول، فهبرها الآشوريون والكلدان والفرس، ودخلت نحت نفوذهم (900-333 ق.م)
كما دخلها الاسكندر المقدوني، لتدخل تحت حكم اليونان (333-64 ق.م).