تونـس - العاصمة
تونـس {العاصمة}
مدينة تونس هي عاصمة الجمهورية التونسية، وإحدى أهم المدن الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط . تطل على خليج تونس لجهة الشرق حيث مرفأها التجاري المزدهر، وهي تتميز بمناخها المتوسطي المعتدل، وكثرة البساتين والجنائن.
وهي مركز مهم من مراكز التجارة والصناعة، وتتعدد فيها المصانع التي تنتج الأدوات الكهربائية والمنزلية، والمنسوجات القطنية والصوفية والحريرية، والزيوت النباتية والصابون، والمواد البلاستيكية، والأدوية الزراعية، ومبيدات الحشرات، والمنظفات والأسمدة والأسمنت، كذلك فإنها تنتج بعضاً من الصناعات التحويلية الحديثة.
ومرفأ تونس يعد من أهم المرافىء الواقعة على الشاطىء الجنوبي الغربي للبحر المتوسط، وبه عدة أحواض لاستقبال السفن من جميع البلدان. وفيها مطار دولي يتسع لاستقبال أكبر الطائرات. وفي تونس العديد من الجامعات والمعاهد الفنية والصناعية والزراعية.
أبرز معالم تونس جامعها التاريخي الشهير المعروف بجامع الزيتونة في قلب العاصمة وهو مميز بعمارته، وصومعته وقبابه وأقواسه وأعمدته الرخامية، والخطوط العربية وأعمال السيراميك، وصومعته ـ أي مئذنته ـ التي تقوم على قاعدة مربعة الشكل كسائر مآذن شمال إفريقيا، وهي من أجمل المآذن. وجامع الزيتونة في الوقت نفسه جامعة دينية وعلمية، على غرار الجامع الأزهر بالقاهرة، وقد تخرج منه كبار العلماء أمثال ابن خلدون، وأبو الحسن الشاذلي، والبوصيري أبو الحسن علي صاحب القصيدة البوصيرية في مدح النبي، وأبو القاسم الشابي وغيرهم كثيرون.
وتونس مدينة تاريخية قديمة عمّرت من أنقاض قرطاجنة، وكان اسمها في القديم
ترشيش، وكان يحيط بها سور حصين طوله21
ألف ذراع ولها خمسة أبواب أهمها باب الجزيرة القبلي، يخرج منه إلى القيروان
ويقابله جبل التوبة. وكان أهلها يشربون من الآبار والمجامع التي يجتمع فيها
ماء المطر، وفي كل دار مجمع، وهي من أصح بلاد إفريقيا هواءً، وأطيبها
ثماراً، وأنفسها فاكهة، منه اللوز الفريك، والرمان الضعيف الذي لا عجو له
البتة، والتين الخارمي الأسود الرقيق القشر والكثير العسل، لا يكاد يوجد له
بزر الكبير الطيب وغيرها من الفاكهة الطيبة والعناب. وبها من أجناس السمك
ما لا يوجد في غيرها، يملّح فيبقى لمدة صالح للأكل.
وتَحَدثَ القدامى عن القصر الذي كان يشرف على تونس وعلى البحر، وعن الغار
الموجود في أسفل جبل التوبة المطل على المدينة، كما تحدثوا عن جامعها
الرفيع البناء المطل على البحر المطل على الجامع من جهة الشرق على
12
درجة. كما تحدثوا عن أسواقها الكثيرة ومتاجرها الصحيحة، وفنادقها
وحماماتها، ودور أهاليها المبنية بالرخام البديع.
وتونس كانت تحت حكم الرومان افتتحها العرب في عهد عبد الملك بن مروان، نزل
عليها من قبله حسان بن نعمان بن عدي بن بكر بن مغيث الأسدي فسأله الروم أن
لا يدخل عليهم وأن يضع عليهم خراجاً يسقطه عليهم فأجابهم إلى ذلك. ولما رجع
حسان إلى القيروان، رجعت الروم إلى تونس فاستباحوا المسلمين، فأرسل حسان من
أخبر عبد الملك فأمدّه بجيش كبير فقاتل به الروم حتى ملكها عنوة، وذلك سنة
70
هـ. فأحكم بناءها وجعلها رباطاً للمسلمين وفي سنة
114
هـ. بنى عبيد الله بن الحجاب مولى بني سلول والي افريقيا من قبل هشام، بنى
جامع المدينة ودار الصناعة المشهورة.
* ومن معالمها:
v متحف باردو القومي: وهو أكبر المتاحف التونسية، ويحوي آثارا من مختلف أنحاء الجمهورية التونسية، ويشتهر بصفة خاصة بما يحتوي عليه من فسيفساء. وبعض قاعات المتحف كانت في الأصل جزءا من قصر الباي السابق. وتضم الآثار المعروضة في المتحف آثارا تمثل عصر ما قبل الميلاد، وآثارا رومانية ومسيحية وإسلامية.
v المتحف القومي للفنون الإسلاميّة: وهو يمثل بيتا عربيا يعود إلى القرن الثامن عشر للميلاد. ويحتوي هذا المتحف على عدد من الأشياء المصنوعة في تونس والمشرق، (كالأواني الزجاجية والأواني المصنوعة من الفخار، بالإضافة إلى الأقمشة والمخطوطات.. إلخ..).
v المتحف الإقليمي للفنون والتراث الشعبي: وهو عبارة عن بيت جميل يرجع بناؤه للقرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي، ويعرض هذا المتحف الملابس والمجوهرات والأدوات المنزلية.. إلخ، التي تمثل العادات والتقاليد التونسية القديمة.
v متحف القطع النقديّة: في هذا المتحف مجموعة كبيرة من القطع النقدية التي تم اكتشافها في تونس وتعود إلى عهد الحضارة القرطاجية حتى الآن.
v متحف الطوابع التذكاريّة: ويعرض هذا المتحف تاريخ النظام البريدي التونسي منذ نشأته، ويبرز ذلك بالصور والمستندات والطوابع، ويمكن شراء بعض الطوابع التذكارية منه.
v المعهد القومي للدراسات المالية في سلامبو: وهو معرض للأبحاث المائية حيث تعرض فيه حياة الكائنات البحرية.
v متحف قرطاج القومي: يعرض تاريخ قرطاجة والحضارة الرومانية، وقد تم تجديده مؤخرا وجرى تقسيمه إلى أربع أقسام: ما قبل التاريخ، وحضارة قرطاجة، والحضارة الرومانية، والحضارة المسيحية.
v متحف سلامبو: ويعرض للأماكن القديمة التي كانت تقدم فيها القرابين لآلهة قرطاجة.
v حمامات أنطونوس: وهي حمامات رومانية ضخمة، وأحياء رومانية قديمة بشوارعها ومبانيها الأثرية بالإضافة إلى وجود متاحف صغيرة تقع تحت الأرض، وأعمدة وأحواض تعود لعهد قرطاجة القديمة.
v المنتزه الأثري: يعرض آثار قرطاجة وروما القديمتين، وتعرض الآثار الرومانية في الهواء الطلق، الأمر الذي يجعل منظرها خلابا.
* من صناعاتها اليدوية:
تمتاز تونس بتاريخها الطويل في الصناعات الحرفية اليدوية، وقد اكتسبت خبرة في هذا المجال من الحضارات والشعوب المختلفة التي مرت بها. فترى في السوق الصواني النحاسية المزخرفة والأواني المنزلية الجميلة وتحف من خشب الزيتون المحفور، والحقائب الجلدية والتحف المكتبية والبلاط الصيني والأوعية الفخارية، والتطريز اليدوي الرائع، والمجوهرات الفضية المعدنية بصفة خاصة، والسجاد والبسط والمنتوجات الفاخرة منتشرة بشكل واسع في مختلف أسواق تونس. ويشرف على صناعة هذه الأشياء بشكل دقيق المكتب القومي للفنون اليدوية.