وعندما قام الصحافي البارز سيمور هيرش بتضمين ادعاءات بن ميناش حول ماكسويل ودايفيز في كتابه “خيار سمسون” قاضى كلاً من ماكسويل ودايفيز هيرش والناشر البريطاني. وانضم الصحافيون في بريطانيا مثل نظرائهم في واشنطن إلى السخرية من بن ميناش وهزوا رؤوسهم سخرية من سذاجة هيرش، ولكن تطوراً ساخراً في جبهة ماكسويل ودايفيز حدث عندما قدمت صديقة دايفيز السابقة وثائق تعزز بعضا من ادعاءات “بن ميناش” حول تهريب الأسلحة. وفي إحدى هذه الوثائق تسرد رحلة دايفيز إلى اوهايو التي كان المحرر أنكرها من قبل.
ومن وراء الأحداث قام ماكسويل بشق صدوع في إمبراطوريته المالية، ووسط الأزمة المتنامية قرر ماكسويل أن يبحر في 31 أكتوبر/تشرين الأول 1991 وبعد يومين اختفى.
وبعد وفاته حولت صحف الميرور الدعوى ضد هيرش بان عبرت عن صحة المعلومات التي وردت في كتابه وقدمت له تسوية مالية.
ورغم أن الكتاب الجديد “الجسد الخارجي” أكد صحة مزاعم بن ميناش فانه إلى جانب ذلك أكد العديد من جوهر ماكسويل الحقيقي. الكتاب أيد مزاعم بن ميناش على سبيل المثال في أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي إسحاق شامير استخدم ماكسويل ليساعده في علاقة دبلوماسية مع موسكو وكانت استراتيجية شامير كما قال بن ميناش لها غرض مزدوج من زيادة هجرة اليهود السوفييت وتقليل العداء السوفييتي نحو الدولة اليهودية ومن أجل هذا الغرض عمل ماكسويل عميلاً ممتازاً ويتفق مع هذا المؤلف روسيل ديفيز.
وفي مقابلة مع إسحاق شامير عام 1993 تلقى سؤالاً حول تكريم ماكسويل ودفنه في جبل الزيتون وما إذا كان هذا يؤكد انه كان يقدم خدمات خاصة ل “إسرائيل أجاب بشكل ملتو والذي كان قد حضر بنفسه جنازة ماكسويل “على ما يبدو لم يكن ماكسويل من النوع الذي يمتع نفسه في حياته وقد أردنا تكريمه” كما أن روسيل ديفيز كتب أن نهاية ماكسويل على الأرجح نتجت من أوضاعه المتزايدة كمسؤول عن المصالح القوية لدولة “إسرائيل وانه لعب دور مسرب للمال والأسلحة والمعلومات. ماكسويل كدس الكثير من الأسرار وكان يملك إيذاء العديد من الأشخاص البارزين.
ووفق كتاب “اغتيال لوبرت ماكسويل الجاسوس الإسرائيلي من تأليف الصحافي البريطاني جور دون تماس والايرلندي ماران تديلون فان المواد قتلت ماكسويل خوفا من أن يكشف أسرار “إسرائيل النووية ما لم تقدم له العون في إنقاذ إمبراطوريته المنهارة. والكتاب يعتمد على مقابلات مع عملاء سابقين للموساد وضباط استخبارات سابقين بريطانيين وأمريكيين وبلغاريين أكدوا أنه كانت تربطه علاقات عالية المستوى مع سياسيين ورجال أعمال بارزين في الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق وبلغاريا و”اسرائيل”. ويورد الكتاب انه قتل على يد عملاء الموساد الذين اختطفوا يخته الخاص في الظلام وحقنوه بمادة قاتلة في عنقه ثم أعادوا جسده على سطح اليخت وتركوه في عرض البحر.وأن ماكسويل لم يستعد لهذا لأنه في تلك الفترة بالذات كان يتوقع رزمة مالية سوف تمنح له سرا على اليخت من قبل الموساد وذلك بعد بداية تهديده للوكالة الاستخبارية “الإسرائيلية بفضح أسرارها إذا لم تنقذه من ورطته المالية.
ووقت وفاته كان على علاقة قوية بمارجريت تاتشر في داوننج ستريت ورونالد ريجان في البيت الأبيض كما كانت له علاقات قوية في الكريملين وجميع أروقة السلطة في أوروبا.
وبنى لنفسه منصباً من القوة داخل الأسر الإجرامية في أوروبا الشرقية وعلمهم كيف يبيضون أموالهم من تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة والدعارة في مخابئ آمنة حول العالم.
و نقل جميع الأسرار التي عرفها إلى الموساد في تل أبيب. وفي المقابل احتملوا غروره وتجاوزاته ونهمه الذي لا سبيل إلى إرضائه في المال والنساء.
وفي المقابل كان السفير “الإسرائيلي غير الرسمي إلى الكتلة الشيوعية وتمكنت الموساد من الاستفادة من ذلك إلى أقصى حد.
وعرف العديد من الأسرار المهمة في الإمبراطورية السوفييتية ومنح افضل الفرص ليكون الجاسوس الكبير للموساد والذي ساعد على سرقة أهم قطعة من برامج العقل الإلكتروني في ترسانة الأسلحة الأمريكية وقد منح ماكسويل مهمة تسويق البرامج المسروقة التي كانت تسمي بروميس، وأعادت الموساد بناء البرنامج وأدخلته في أداة مكنتها من تتبع أو اقتفاء اثر أي عملية شراء تحدث له.
وبهذا كانت الموساد تعرف تماما ما كان يحدث في وكالات الاستخبار التي تشتريه. وكان ماكسويل قد باعه إلى 42 دولة منها الصين ودول الكتلة الشيوعية ولكن النصر الكبير كان بيعها في قلب نظام الدفاع النووي الأمريكي.
ولكن كلما ازداد نجاحه اصبح معرضا للمزيد من المخاطر ومصدر قلق متزايد للموساد وفي نفس الوقت كانت امبراطورية ماكسويل المكونة من 400 شركة بدأت في الانهيار والتحلل.
فقد انفق ببذخ وفقد أمواله في صفقات خاسرة وكلما زادت خسارته حاول أن يسترد أمواله من البنوك ثم رأى أخيرا سبيلاً إلى حل مشاكله، وتمكن من الوصول إلى فلاديمير كروتشوف رئيس ال KGB وتقابلا في سرية في الكريملين وقدم كروتشوف عرضاً استثنائياً اذ أراد من ماكسويل أن يساعده في الاطاحة بميخائيل جورباتشوف الزعيم السوفييتي الاصلاحي حتى تنتهي الديمقراطية الوليدة وتعود أيام الحرب الباردة.
في المقابل كانت ديون ماكسويل الضخمة سوف تسدد من خلال كروتشوف الذي كان يخطط ليحتل موقع جورباتشوف.وكانت خطته ذهاب “الإسرائيليين إلى واشنطن ويقولوا إن الديمقراطية لا تصلح لروسيا وانه من الأفضل السماح للبلد بالعودة إلى شكلها المعدل من الشيوعية التي يمكنها أن تساعد أمريكا في احتوائها وفي المقابل كروتشوف سوف يضمن أن يحرر مئات الآلاف من اليهود والمعارضين في الجمهوريات السوفييتية.
وقال كروتشوف لماكسويل انه سيكون منقذ اليهود وكان عرضاً لا يمكن رفضه ولكنه عندما قدمه للموساد أصيب رجالها بالذعر وأكدوا أن “اسرائيل” لن تتدخل في هذه الخطة المتهورة.وكانت تلك هي المرة الأولى التي يفشل فيها ماكسويل في تنفيذ خططه وبدأ يهدد ويتوعد وعندها طلب مقابل خدماته السابقة مبلغ 400 مليون جنية استرليني ليتمكن من الخروج من مأزقه المالي، ولكن الموساد بدل من أن تقدم له المال وضعوا خطة لقتله لأنهم شعروا انه بدأ يفقد قدرته في السيطرة على عقله وكان يتناول مجموعة من العقاقير المهدئة التي كان لها آثار سلبية خطيرة.
وكما قال عميل سابق للموساد في ليلة باردة انتهت مشاكل الموساد مع روبرت ماكسويل”