الشاعر طليع حمدان
مبارح متل هلق
مبارح متل هلّق سوا كنّا |
وكان الورد فينا وطلع منّا |
وتمو التحنّا بخمرك المعصور |
جايي عَا بالو اليوم يتحنّا |
ضيّعت صوتي بصوتك المسحور |
لما سوا إحساسنا تغنّا |
متل السوا سمعو غناني طيور |
وما بيعرفو مينو القبل غنّا |
ملتي عليي خصر صرنا خصور |
وشفي جنا عاشفة الجنّا |
وكل ما شربت من جدول المنتور |
قلو بعد ويقول بتمنّا |
كان الهنا ما زارنا من شهور |
وكان فينا بعد نتهنّا |
بكير لحظات اللقا المحرور |
خلصو تَا فلينا غصب عنّا |
وفَلّ يوم مبارح ومقهور |
ليش دخلك فَلّ يتأنا |
إلنَا بَنَى بيت بزهر وعطور |
واليوم راح البيت والبنّا |
بكرا تعي دموع الربيع نزور |
يما مع شفافك يجو لعنّا |
يعصرهن علينا صباح النور |
ومع بعضنا من جديد يعجنّا |
والحب يخبرنا على تنور |
عَا آخرو نزدلو حرف منّا |
تَا يصير تنوره ملاني زهور |
كنا سوا فيها أنا وإنتي |
ومعها رجعنا متل ما كنا |
حوض ورد
حكيتي معي والشوق لهفّتو |
عَا لحن لا سمعتو ولا عزفتو |
من صوتك عرفتك حنوني كتير |
وكل البعد ما بعرفو عرفتو |
عرفت فيكي ليل ومشاوير |
وفيكي فجر طالع بهفهفتو |
وفيكي الربيع محمّمك بكير |
وجايبلك من الزهر منشفتو |
لكن أنا سبقتو حلم عَا سرير |
شربت الندى عليكي تا نشّفتو |
ولقيت فيكي طير ما بيطير |
وحدو مخبّا بريش عاطفتو |
وحلِمت فيكي حبوب للتخدير |
منهن عَصَرت نبيذ ورشفتو |
وحلمت فيكي حوض ورد زغير |
شميت عطرو بس ما قطفتو |
ومنديل عن تمّك بلا تفكير |
زحتو حلتمك طفل كشّفتو |
وبكرا إذا يقظه الحلم بيصير |
بقلّك لقيتك متل ما حلمتك |
وشفت اللي شفتو قبل ما شفتو |
كان عمري يا حياتي راح |
ولما زماني دلّني عليكي |
حسّيت إيامي اجو سواح |
وعم ينزلو عَا شط عينيكي |
ومهما المناظر يسحرو العينين |
السواح منهن يمكن يملّو |
ويمكن يفلّو بيوم وبيومين |
لكن عيوني وين بيفلّو |
إنتي بلادي وساحره النظرات |
بتلالك الخضرا وسواقيكي |
وشِعري الحنون وبحة النايات |
ما بلاقيهن تا لاقيكي |
وسواحك النهدات واللهفات |
ودمعات ببكيهن تا اسقيكي |
بعد البكي ما بيرجعو الدمعات |
مطرح ما وصلو بينتهو فيكي |
يا ريت حدّك بنتهي يا ريت |
ولا كل مدّي تصيبني كريزه |
ولاتوقّفيني قبال باب البيت |
متل سايح ما معو فيزه |
وحياة عينيك اسأليلي الباب |
الخفتي تا يحكي عَنك سكوتو |
ليش منك يطعم الما ذاب |
وليش اللي ذاب بيحرمو قتو |
وأغراب ليش بيلتقو أحباب |
عَا باب عم بيقلهن فوتو |
وأحباب ليش بيلتقو أغراب |
وعَا بعضن بيبقو رح يموتو |
ويوم الحياة بعمرنا مشلول |
متل المريض الناطر الساعة |
يطلّع حزين بساعتو ويقول |
قديش بعد بعيش يا ساعة |
يا ريتنا منفل سكرانين |
متل النهور البين لبساتين |
شبابيكنا من الورد وجراحو |
وبوابنا وراق الندي الحلوين |
وقلوبنا من الخوف يرتاحو |
وتخلص عَا خد الباب كلمة مين |
لا الرايحين نشوفهن راحو |
ولا الراجعين نشوفهن جايين |