شريط أحمد أبو عدس
تكشفت معلومات جديدة في طريقة وصول شريط أحمد تيسير أبو عدس المتهم المفترض بأنه وراء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الرابع عشر من شهر شباط، في تفجير موكبه حيث أعلنت جماعة غير معروفة من قبل مسؤوليتها عن العملية واسمها "النصرة والجهاد في بلاد الشام"، وقيل إن لها ارتباطات بتنظيم القاعدة ـ فرع بلاد الرافدين الذي يتزعمه أبو مصعب الزرقاوي، الذي نفى تورط جماعته في الحادث.
وروى بيان وزعه المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية وهو حركة ناشطة في مجال حقوق الإنسان في سورية تفاصيل يقول إنها موثوقة عن بعض أسرار وصول شريط الفيديو إلى فضائية (الجزيرة) التي تمولها قطر حيث سارعت إلى بث الشريط الذي ظهر فيه أبو عدس يعلن مسؤولية جماعة النصرة عن عملية الاغتيال.
وفي بيانه الذي وصل إلى موقع "إيلاف" عبر البريد الإلكتروني يقول المجلس إنه "يستطيع ما كان أشار إليه في إحدى بياناته السابقة من أن " بطل فيلم الجزيرة أحمد أبو عدس ربما كان معتقلا في دمشق الشهر الماضي طبقا لمعلومات خاصة "، ويضيف المجلس القول "إلا أن ما نشرناه بحذر أصبح بالإمكان تأكيد صحته على نحو جازم.
فطبقا للمعلومات المؤكدة التي حصلنا عليها ، فإن " الفلسطيني أحمد تيسير أبو عدس، الذي ظهر في شريط فيديو على قناة الجزيرة ، مدعيا مسؤولية تنظيم (جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام )عن اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، كان معتقلا في الفرع 251 في دمشق ، وهو فرع تابع لإدارة المخابرات العامة ويرأسه اللواء بهجت سليمان ، بتاريخ 6 شباط .
وطبقًا للمصدر الذي نقل المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية معلوماته عنه "فإن أبو عدس اختفى من الفرع مساء ذلك اليوم، ولا يعرف إلى أين انتهى مصيره بعد ذلك"، إلا أن المصدر يعتقد بأن أحمد تيسير أبو عدس " إما جرى نقله إلى الفرع 285 في إدارة المخابرات العامة الواقع بالقرب من مستديرة كفر سوسة ، وهو فرع التحقيق في الإدارة المذكورة ، وإما إلى الفرع 300 في الإدارة المذكورة ( وهو الفرع الخارجي فيها وكان يرأسه بهجت سليمان سابقا قبل نقله إلى رئاسة الفرع 251)، وإما أن اللواء بهجت سليمان قام بتسليمه إلى جهاز أمن الحرس الجهموري ، أي عمليًا وضعه تحت سلطة العقيد ماهر الأسد".
ويبرر المصدر تسليم أحمد تيسير أبو عدس إلى الحرس الجمهوري ، رغم عدم وجود علاقة تنظيمية ـ إدارية بين الجهتين تتيح مثل هذا الأمر ، بأن " اللواء بهجت سليمان، رئيس الفرع 251 ،هو المعني بالإشراف على الإرهابيين الذين يذهبون إلى العراق عبر سورية ، بالتنسيق مع جهاز أمن الحرس الجمهوري، وكان سبق له أن أرسل المئات للقتال في العراق لحسابه الخاص كنوع من " بزنس المقاومة " ، بعد تدريبهم على القتال في معسكر جديدة شيباني التابع للحرس الجمهوري ، الذي يقع بالقرب من قرية جديدة شيباني في وادي بردى شمال غرب دمشق".
وأضاف المصدر قوله "إن الشريط الذي ظهر فيه أبو عدس أرسل إلى مكتب اللواء جميل السيد ، المدير العام للأمن العام في لبنان ، صباح 14 من الشهر الماضي ، اليوم الذي استشهد فيه الحريري ، بواسطة سيارة بيجو 605 تابعة للحرس الجمهوري في سورية سلكت الطريق إلى بيروت عبر الخط العسكري بمهمة رسمية موقعة من العقيد ماهر الأسد شخصيًا".
وأوضح المصدر " إن الضابط الذي حمل الشريط في السيارة المذكورة ، ظل محتفظًا بالشريط ، بموجب التوجيهات التي يحملها ، حتى بعد وصوله إلى مكتب اللواء جميل السيد ، ولم يسلمه إياه إلا بعد حدوث الانفجار والتثبت من نجاح العملية (عملية التفجير )، وعندها جرى نقل الشريط بمعرفة اللواء السيد ليوضع تحت شجرة بمحاذاة وزارة الداخلية اللبنانية في منطقة الصنائع ثم بعد ذلك ، قام أحد عناصر الأمن العام المحسوبين على الحزب القومي السوري بمراقبة وحراسة الشريط عن بعد ، والاتصال في الآن نفسه بغسان بن جدو مدير المكتب الإقليمي لقناة الجزيرة في بيروت ويطلب منه أن يأتي للحصول على الشريط الموجود في المكان المشار إليه ".
وأشار المصدر إلى " أن المحققين لن يحصلوا أبدا على تسجيل للمكالمة التي جرت بين العنصر المشار إليه ومكتب الجزيرة ، لأنها محيت بمعرفة وإشراف اللواء جميل السيد والعقيد غسان الطفيلي المسؤول عن التنصت في المخابرات اللبنانية".
وفي الأخير يقول المجلس إنه حين اتصل مع أحد مكاتب الجزيرة في أوروبا، فإن "أحد الصحافيين العاملين فيه أكد هذه الواقعة ، مشيرا إلى أن غسان بن جدو ، وبعد اطلاعه على مضمون الشريط ، اتصل بمقر الجزيرة في الدوحة وتم الاتفاق على إرسال الشريط عبر الأقمار الصناعية ليصار إلى بثه من المقر الرئيسي للمحطة في الدوحة "، وقال المجلس إن المصدر أكد له خلال الاتصال على قوله "أنا أتحدى الجزيرة أن تثبت صحة أي رواية أخرى".