في إتهام مباشر وجهه رئيس الإستخبارات العسكرية اللبنانيّة الأسبق
جوني عبدو : المخابرات السورية واللبنانيّة أغتالت الحريري
نقلاً عن جريدة السياسة الكويتية في 28/04/2005
اتهم رئيس جهاز المخابرات اللبنانية السفير السابق العقيد جوني عبدو المخابرات اللبنانية والسورية مباشرة باغتيال الرئيس رفيق الحريري مؤكداً ان الرئيس السوري بشار الأسد وقيادات سورية لبنانية ساهمت في اثارة أجواء التحريض ضد الحريري قبل اغتياله.
كما اتهم عبدو رئيس جهاز الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان بالتحريض ضد الرئيس الحريري وانه كان على اتصال مباشر مع رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العميد رستم غزالة لهذه الغاية.
وكشف أن العميد حمدان كان يُبلغ الوزراء بكل التعليمات التي كان يريدها العميد غزالة لهؤلاء بواسطة أحد الضباط الذي كان يستدعي هؤلاء الوزراء واحدا تلو الآخر.
وأكد عبدو في مقابلة مع تلفزيون »المستقبل« مساء أمس انه سبق وحذر الرئيس الحريري من عملية لاغتياله, لكن الحريري أبلغه ان الأميركيين والفرنسيين قالوا له اننا حذرنا السوريين واللبنانيين من مغبة التعرض لك.
وأضاف عبدو: قال لي الحريري انهم (ما بيستجروا يقربوا صوبي).
وأكد ان هناك معلومات كبيرة وكثيرة سيدلي بها الشهود ستفضي الى معرفة الجهات التي
تقف وراء الجريمة اذا تأمنت الهؤلاء الحماية المطلوبة من قبل عناصر لجنة التحقيق
الدولية.
وقال ان الرئيس الاسد ليس على معرفة بعملية اغتيال الحريري, وكذلك الامر بالنسبة
الى الرئيس اميل لحود, لكن عبدو اشار الى انه قد يسحب كلامه حول براءة لحود في
جريمة الاغتيال اذا بقي الاخير يغطي ممارسات قائد جهاز الحرس الجمهوري الذي يتولى
حمايته وهو العميد مصطفى حمدان.
وكشف السفير عبدو ان هناك فرقاً تابعة لوزارة الداخلية عملت على رمي قطع من سيارة (التويوتا) التي تحدثوا عنها لتضليل التحقيق متهما بعض قادة الأجهزة الأمنية بالتغطية على الفاعلين الحقيقيين الذين يقفون وراء الجريمة.
وقال انه بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري جرى اجتماع في مقر المديرية العامة للأمن العام للملحقين العسكريين في لبنان ووضعوا في اجواء قيام المدعو أحمد أبو عدس باغتيال الرئيس الحريري وكيف جرت العملية واعلموهم بهوية الفاعل الحقيقي.
ولفت الى ان ايا من الملحقين لم يسأل سؤالا خلال هذا الاجتماع, ما يدل بوضوح على ان هؤلاء الملحقين لم يتخذوا على محمل الجد كل ما قيل في هذا الاجتماع. وكشف عبدو في هذا السياق ان هناك اجتماعا اخر عقد في دمشق للملحقين العسكريين الاجانب في العاصمة السورية.
وأكد ان وزير الداخلية السابق سليمان فرنجية كان يحرض على الرئيس الحريري بايعاز , وقال بحق الرئيس الشهيد اقل اقل بكثير مما طلب منه.
وقال ان هناك وقائع دلت على ان السلطة اللبنانية حاولت جاهدة ان تحذف كلمة ارهابية عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري, وهذا مثار تساؤل عن الغاية في هذه المحاولات.
واشار السفير عبدو الى ان المدير العام للأمن العام اللواء جميل السيد ومن خلال ما يتمتع به من ذكاء لا يمكن إلا ان يتهم بأنه على معرفة بمن اغتال الرئيس الحريري.
ووصف عبدو السفير اللبناني في واشنطن فريد عبود بأنه ليس سفيرا بل هو مخبر يعطي معلوماته لدمشق.
وقال ان إعادة تعيين محمود حمود وزيرا للخارجية هو تطمين لسورية, واعتبر ان اختيار
الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة هو لقدرته على اجراء الانتخابات النيابية في
مواعيدها.
ولفت عبدو ان النفوذ السوري مازال موجودا في بعض الاجهزة الأمينة وخصوصا في الحرس
الجمهوري وعند بعض السياسيين, ورأى ان انهاء النفوذ السوري في لبنان لن يتم إلا من
خلال سياسة لبنانية واضحة تجاه سورية وفي إطار التفاهم الداخلي بين اللبنانيين.
واكد السفير اللبناني السابق ان القرار 1559 جاء نتيجة التمديد لرئيس الجمهورية اميل لحود, نافيا ان يكون الوزيران غسان سلامة ومروان حمادة وراء إعداد القرار 1559 كما يزعم البعض.
واتهم رئاسة الجمهورية بأنها كانت ترسل تقارير إلى سورية تنال من سمعة مرشحين للرئاسة اللبنانية ومن بينهم النائب جان عبيد واخرون لتشويه سمعتهم.
وابدى عبدو خشيته على حياة الوزير السابق غسان سلامة بعد حملات التحريض ضده.
كذلك قال ان هناك عددا من قادة الاجهزة الأمنية ربما يتعرضون للاغتيال كونهم يملكون معلومات عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري.