الحاكم السابق الوزير الحالي
الشراع 02/05/2005
لن يقلل من هيبة النظام في سوريا ان يبادر الى الاعتراف بوجود عشرات او مئات المعتقلين اللبنانيين في سجونه لأسباب سياسية مضى عليها الزمن وتبدلت فيها التحالفات، فيبادر بعد الاعتراف الى اطلاق سراحهم رأفة بأهلهم وأزواجهم وأولادهم وأشقائهم وكل من في نفسه ذرة انسانية بالشعور بالآخرين.
نعم.. قد يكون بين اسماء المعتقلين من توفي في السجن من اثر مرض او تعذيب او أزمة قلبية او جهد فوق الاحتمال او خوف او أي سبب آخر لنهاية المنية.
وقد يكون من بين اسماء المعتقلين في السجون السورية من تغير اسمه قسراً او طوعاً وشطبت من السجلات اسماء كثيرين حقيقيين فتعذر على اهاليهم ايجادهم بأسمائهم الحقيقية بعد ان اعطوا اسماء اخرى ليست لهم.
لكن الاهم ان تبادر السلطات الامنية السورية – سواء مصلحة السجون او ادارات الاستخبارات التي تولت ايصال هؤلاء اللبنانيين الى سجونها الى عمل جردة حقيقية بسجنائها والاعلان عنهم تمهيداً لمحاكمة من لم يزل يحتاج الى المحاكمة وأمام المحاكم اللبنانية، واطلاق سراح من امضى فترة عقوبته كاملة مع العلم ان معظم السجناء السياسيين اللبنانيين لم يقفوا امام محكمة لا بل لم يحقق معهم، ولم يسألوا حتى عما فعلوا.. كل ما هنالك ان كثيرين منهم اعتقلوا بناء على تقرير او وشاية من مخبر سافل حقير مرتشٍ ورمي في السجن وأعطي رقماً بدل اسمه ودخل النفق المجهول وبعضهم منذ ربع قرن وبعضهم اقل..
اما الطامة الكبرى
فهي ان كثيرين من المعتقلين محسوبون على حزب البعث العراقي الذي جرى هدر دم عناصره وقياداته في لبنان فقتل من قتل منهم وهرب من هرب وسجن الآلاف منهم ومن عناصر تنظيمات سياسية اخرى كانت في الجانب المعارض للوجود السوري في لبنان ثم اصبح هؤلاء جميعاً في الجانب المؤيد لسوريا بل وتدعمه علناً في قتاله لتحرير ارضه كما حال بعث العراق، كما ان بين المعتقلين مقاتلي كتائب الاقصى في حركة فتح الفلسطينية وحركة ((المرابطون)) اللبنانية.
الآلاف من هؤلاء اعتقلوا لأنهم كانوا في ((البعث)) او ((فتح)) أو ((المرابطون)) وأحزابهم الآن في الخندق الواحد مع سوريا.. فلماذ الاعتقال اذن.
على ان الاهم ايضاً،
ان هناك اسماء الآلاف من اللبنانيين المطلوبين للأمن السوري موزعة عند كل المداخل السورية براً وبحراً وجواً، وهم من الشباب او الرجال الذين شاركوا – او لم يشاركوا – في الحرب الاهلية اللبنانية وكتبت بحقهم تقارير من مخبرين - بالصفات التي كتبناها - وما زالوا مطلوبين رغم ان بعضهم امضى اكثر من عقدين من الزمان خارج لبنان، ولم يقم بعمل واحد ضد سوريا لا في داخلها ولا في خارجها وطبعاً ليس في لبنان.
فلماذا هذه اللوائح؟ ومتى يتم احراقها، ومصالحة الناس بهذا الاجراء؟
سيادة اللواء حاكم لبنان السابق وزير داخلية سوريا الحالي:
انت امام مسؤولياتك فهذه الملفات وهؤلاء السجناء تم سجن معظمهم في عهديك، حكم لبنان وداخلية سوريا، وربما من حسن حظ اهاليهم انك في العهدين معاً، وأنت وحدك تملك هذا الاجراء الانساني اولاً.. ثم السياسي ثانياً ونحن بصدد ازالة الشوائب والمصائب التي علقت بالعلاقات الاخوية بين لبنان وسوريا.. وأنت لها.