بعد الدعوى التي أقامها عليه في بيروت، ووصلت الى نهاية مسدودة بسبب النفوذ السوري الذي كان طاغياً على لبنان، أقدم رجل الأعمال السعودي أسامة يماني على رفع دعوى جديدة ضد جمال خدام ابن نائب رئيس الجمهورية العربية السورية عبدالحليم خدام. لدى سلطات القضاء السعودي بتهمة اختلاس مبلغ قيمته خمسة ملايين دولار أميركي.
ويذكر ان جمال خدام قد هرب من لبنان أخيراً عشية انسحاب الجيش السوري ومخابراته التي كان يستقوي بها للهروب من استحقاقات العدالة، وقد بات خدام يخشى هذه الأيام المجيء الى السعودية بعد ان أقام اليماني الدعوى عليه لأنه، وباسم هذه الدعوى، سيمنع من السفر لأن تهمة النصب والاحتيال تعتبر جنائية، ولأن المتهم يحمل الجنسية السعودية وتسري عليه الاجراءات المتبعة ضد المواطنين السعوديين الذين يتهمون بمثل هذه القضايا.
وعلى هذا الصعيد المتصل أفادت المعلومات المتناهية من دمشق ان زياد شوكت (27 سنة) ابن اصف شوكت رئيس الاستخبارات العسكرية السورية من زوجته الاولى التي طلقها ليتزوج من بشرى حافظ الأسد، شقيقة الرئيس السوري، أصبح يسيطر الآن على عقارات وأرض مهمة في مدينة طرطوس الساحلية، ويستولي على أراض عائدة الى الدولة ويسجلها باسمه، معتمداً بذلك على نفوذ أبيه، الى جانب انه فرض شراكته على الكثيرين من أصحاب المحال التجارية في المدينة، وتقول المعلومات ان زياد شوكت أصبح صاحب الرقم (3) بعد رامي مخلوف ومجد بهجت سليمان، من أبناء النافذين في النظام، والمستفيدين من مراكز آبائهم.
وذكرت المعلومات المتناهية من دمشق أيضاً ان التوتر الزائد أصبح يسود العلاقات بين أطراف دائرة الأقارب في الأسرة الرئاسية، وان هذا التوتر أصبح يزعج الرئيس السوري كثيراً الذي يواجه صراع آراء وإرادات في محيط العائلة يسبب له الآن الكثير من المتاعب، وأكثر الضغوط شدة يتلقاها الرئيس الآن من أخيه ماهر الأسد قائد الحرس الجمهوري، ومن اخته بشرى التي حاولت التوسط عنده لادخال شيك بحوزتها بقيمة 12 مليون دولار حاولت ادخاله المصارف السويسرية ولم تنجح لأن هذه المصارف رفضته لمشبوهية مصدره، ولعدم تعرض هذه البنوك إلى الأسئلة حول مصادر الأموال الواردة اليها.
والى جانب ضغوط المحيط العائلي الذي يتعبه، هناك ضغوط المحيط الدولي عليه والتي بدأت تشتد يوماً بعد الآخر.
ونقلاً عن الدوائر العائلية الضيقة تفيد المعلومات المتناهية ان الرئيس السوري لا يستغرب الضغوطات الدولية عليه بقدر ما يتألم من مواقف اخوانه العرب منه، والذي اتضح انهم يحبون اللبنانيين اكثر من السوريين، وعواطفهم تتجه نحو لبنان بشكل واضح، وهؤلاء الاخوة، وبهذه المشاعر المنحازة هم الذين ساهموا بإخراج السوريين من لبنان، حسب قناعة الرئيس، وكانوا دائماً يطالبونه بالانسحاب وترك هذا البلد يعيش حريته وسيادته واستقلاله.
الى ذلك، يبدي الرئيس الأسد انزعاجه من الصحافة الخليجية، التي يقول انها »ذبحته« بدقة معلوماتها عن الوضع الداخلي السوري، لكنه في الوقت نفسه يبدي ارتياحه منها لانها خدمته في قضية خاله محمد مخلوف، وساعدته في »تقصيص أجنحته« وتقليص نفوذه، ولقد لاحظ الرئيس الأسد ان أبناء الشعب السوري بدأوا يظهرون ارتياحهم من اجراءاته الأخيرة لتحجيم امبراطورية خاله محمد مخلوف، وامتناعه عن استقباله في منزله، وارجاع الجنود الملحقين في خدمته، للعمل في المطابخ وشراء الحاجيات، وتنظيف السلالم، وغسيل السيارات، والتوصيل الى المدارس، والعمل كسائقين وخدم خصوصيين مما أساء كثيراً، الى الشرف العسكري.. ارجاع هؤلاء الجنود الى مكان عملهم الطبيعي في الثكنات العسكرية.
وبالعودة الى أبناء النافذين فإن المعلومات المتناهية عن تجاوزاتهم تتحدث عن زياد آصف شوكت الذي بدأ يبيع أرقام السيارات التي تخصص للمخابرات لاستخدامها في أغراض تجسسية. وقد حصل على لوحات الأرقام هذه من مكتب أبيه آصف الذي يملك صلاحية أخذ لوحات لاستخدامها في الأعمال السرية، واللوحات هذه تباع لتعليقها على سيارات يمكنها السير على الطرقات السورية بدون دفع الرسوم الجمركية عليها.
أما رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري واخوانه فقد افتتحوا غرفة في شركة (سيرياتيل) للهواتف النقالة التي يملكونها، لمراقبة خطوط المشتركين والتنصت عليهم، بمن فيهم المشتركون الكبار، دون علم السلطات، وبواسطة غرفة التنصت هذه أصبحوا يلاحقون كل معارضيهم والمحتجين على تجاوزاتهم، وفوق هذا منحوا لأنفسهم صلاحية ضبط واحضار كل من لا تعجبهم أفكاره، ووضعه في نظارات خاصة بهم، ولا يفرجون عنه إلا بعد تأديبه وأخذ الضمانات عليه بأنه لن يحرك لسانه ضدهم أبداً، وقد اتخذ قرارات انشاء غرفة التنصت وفتح نظارات الحبس رامي مخلوف ذاته كونه رئيس مجلس ادارة (سيرياتيل) ويساعده في ذلك نادر محمد تللي المدير العام للشركة.