تحسين خيَّاط ، قصتي مع جميل السيد
الشراع 11/07/2005
حسين صبرا
# ما هي قصتك مع اللواء جميل السيد؟
- منذ ان استلم جميل السيد السلطة وهو يحاول ان يمد الجسور والعلاقات معي
من خلال الواسطة او التحايل (المواربة)، ولا يوجد اتصال مباشر ابداً.
# من كان يقوم بالواسطة؟
- بعض الاصدقاء الذين كانوا يسألونني اذا دعوناك ودعوناه هل تلتقيه؟ كنت اقول ليس عندي مشكلة فجميل السيد ضابط، مدير الامن العام، علماً انني لا ارحب بالتعرف الى اشخاص في مثل هكذا مواقع لان طبعي هكذا، لكن لم يكن لدي مشكلة الا انني بدأت اشعر بان جميل السيد بدأ (يزكزكني).
# كيف مثلاً؟
- مثلاً ذات مرة كنت راجعاً الى بيروت عبر المطار فختموا لي جواز السفر ومشيت فإذا بالعسكري يناديني ويأخذ الجواز للضابط وانا واقف في الخارج واتحدث على الهاتف وبقيت نصف ساعة واقفاً، ناسياً اين اقف وبعد قليل انتبهت لكون الجواز ما زال لدى الضابط ففتحت الباب عليه فاذا به يتحدث مع جميل السيد قائلاً له عن اذنك سيادة اللواء لحظة واحدة وقال لي: عن اذنك دقيقة واحدة فخرجت واقفل الباب خلفي ثم عاد ليفتحه وقال لي ليست هناك مشكلة انما تشابه بالاسماء واعطاني الجواز فدفعت الضابط للداخل وقلت له: اجلس خلف مكتبك صارخاً: مع من كنت تتحدث؟ اجابني: مع الاستقصاء فقلت له أي استقصاء؟ اسمعني جيداً في كل لبنان لا يوجد اسم تحسين ولا في العالم العربي، وجواز سفري عليه مائة ختم من لبنان ولم يسألني احد عن شيء فمع من كنت تتحدث؟ سأريك وأريه فأخذت جواز سفري وغادرت. قل لمعلمك جميل السيد وصلت الرسالة. ثم عندما ارادت زوجي تجديد اقامة خادم في منـزلنا اتصلت ضابطة امن عام في الشويفات لتقول لها انا فلانة وعليك ان تحضري لعندي بخصوص معاملة خادم، اجابتها ((لا اعرف بهذه الامور اتصلوا بالسيد تحسين فردت الضابطة: انا لا اعرف بعلك تحسين، انا اقول لك انه يجب ان تحضري لعندي، فاتصلت بي زوجي واخبرتني بالموضوع واسم الضابطة فطلبتها هاتفياً وقلت لها: لماذا تريدين زوجي؟ اذا كان من اجل معاملة خادم فأنا عندي عشرين خادماً لماذا الآن تريدين ان تحضر زوجي لعندك، فأجابت: نحن احرار فأجبتها لا انت لست حرة، فأنا عندي مئات الموظفين فكل موظف يريد ان يعمل اقامة عليّ ان احضر لعندك فأنا لدي محام ولدي ايضاً معقب معاملات فزوجي لن تذهب لعندك، فأجابت: عليها ان تحضر لعندي رغماً عنها، فأجبتها لن تحضر زوجي لعندك ولا عند معلمك سائلاً اياها بعصبية: من رئيسك انت؟ اجابتني: لا علاقة لك، بعدها اتصلت بأشخاص وعرفت من هو مسؤولها، وكان برتبة عميد قال لي بلطف وتهذيب هذا امر بسيط فاذا قالت لك الضابطة بأن تحضر زوجك فلتحضر لعندها، فقلت له انا: لماذا تحضر؟ فقال هذا امر بسيط، تكلم مع اللواء بهذا الموضوع.
- قلت له: لن اتكلم مع اللواء فأنا مواطن واطلب منكم ان تعاملوني كأي مواطن، انا عندي محامٍ يحضر بدلاً عنها او معقب معاملات يحضر بدلاً عنها، زوجي لن تذهب ثم لماذا زوجي بالتحديد ولماذا ليس ابني او ابنتي مثلاً فقال: بسيطة.. بسيطة اعطني مهلة لأراجع اللواء، واجري اتصالاً ليقول بعد ذلك احتراماً وتقديراً لك لا بأس اذا ذهب واحد من ابنائك لعند الضابطة فذهبت ابنتي لعندها لكن الضابطة لم تستقبلها، تحدثت هاتفياً مع العميد مجدداً وقلت له ماذا تريد بعد ذلك فزوجي لن تذهب ولن اتصل انا بجميل السيد هل بامكانك ان تقول لي ماذا يريد؟ فأنا لدي محام واذا القوانين لا تسمح لنا باجراء وكالة لمحام عليك ان تخبرني الآن؟ فقال: لا بأس سأتصل بك لاحقاً فاتصل بعد ساعة قائلاً: لا بأس فليذهب المحامي.
وعندما ذهبت زوجي لتصدر جوازاً بدل القديم الذي انتهت مدته قالوا اتفضلي عندك تحقيق في الامن العام.
وبعد ان قالوا انها معاملة عادية، لم اوافق على الذهاب معها للتحقيق، وقلت لها: اذهبي للتحقيق فذهبت وشقيقها وكان بانتظارهم العميد الذي كنت احادثه هاتفياً وكان محرجاً بماذا يحقق فقال لهما: انها مسألة بسيطة اتصلوا بسيادة اللواء، فأنا لا يمكن ان اتحدث مع احد وأبقوا على زوجي في التحقيق لاكثر من ساعتين الى حين قالوا لها ان المشكلة قد انتهت.
الخادم نفسه بواقعة جديدة، وعندما اردنا ان نصدر له اجازة من الامن العام وقمنا بالمعاملات اللازمة، واذ بهم يرسلون ثلاثة عناصر من الامن العام ليخطفوه من داخل منـزلي ويدخلوه السجن، استوضحت عن مكان وجوده وعلمت انه في احد اقسام الامن العام فاتصلت بهم هاتفياً سائلاً عن سبب وجوده في السجن عندهم فأجابني الضابط: بالله العظيم لا اعرف ما هو السبب، وهو في السجن هنا منذ يومين ولا اعرف لماذا هو هنا، فقلت له: اسمع، قل لجميل السيد ان هذا الشخص هدية له وقل له ايضاً انه ما من احد سيتصل به، ولو بقي هذا الشخص مسجوناً لشهر ولكنني انا سأحاسبه.
فأجابني: ارجوك لا تقحمني في هذه المسألة، وانا بالصدفة كنت اتناول طعام الغداء مع النائب يومها احمد حبوس في اليوم نفسه اتصلت بي زوجي قائلة: حرام الطقس البارد وهذا الشخص بلا ملابس، فقلت لها: اهدئي لن يحصل له أي مكروه فجميل السيد قد ادخله السجن فلننتظر، فقال لي احمد حبوس: ما القصة؟ هل تسمح لي ان اتدخل في الموضوع؟ فقلت له: لا، لا تتدخل كي لا يظن جميل السيد بأنني اتوسط لاخراج الخادم من السجن، ليبق عنده، فحسابه عندي وانا سأسافر اليوم بعد الظهر الى الكويت؟ فقال لي حبوس: غداً سأقوم باتصالات لاخراجه فقلت له: لا، هو في السجن ولن يحصل له مكروه. فسافرت الى الكويت لمدة يوم واحد، ويتصل بي احمد حبوس في اليوم التالي ويقول لي: اليوم عطلة عيد وانا سأجري اتصالات يوم غد لاخراج خادمك من السجن، وانت متى ستعود من السفر؟ فأجبته: اليوم، لكن هذا الشخص يجب ان يخرج هذا اليوم من السجن، فأجابني: اعطني مهلة قصيرة، واتصل بي بعد عشر دقائق، وانا كنت في طريقي الى مطار الكويت، وقال لي حبوس: انت الليلة قادم الى بيروت واود ان التقيك الليلة وغداً نحل هذه المشكلة، فقلت له: لن التقي احداً ولا بك ولا بجميل السيد، انا اصل الى بيروت الساعة السادسة مساء، بلّغ جميل السيد ان هذا الشخص اذا لم يطلق سراحه فليسمع نشرة الاخبار في السابعة والنصف، فقال لي حبوس: اهدأ فقلت له: انا هادىء ولا اريد هذا الشخص وانا على باب الطائرة يتصل بي النائب حبوس ليبلغني بأنه ارسل شخصاً ليستلمه بعد عشر دقائق عند باب الامن العام، فقلت له: اسمع يا احمد، جميل السيد اخذه من منـزلي وعليه ان يعيده اليه فلن استلمه من الامن العام، وعندما رجعت الى بيروت اتصلت بالمنـزل وابلغوني ان الخادم اصبح في المنـزل.
# هذه (زكزكات) جميل السيد.
- هكذا يضغطون على الناس والناس التي عندها مصالح.
# هل توقفت التهديدات عند هذا الحد؟
- لا، لم تتوقف وبإمكاني ان اعطيك عشرات الامثلة، ذات مرة جاءني صديق قائلاً اريد ان اقوم بمعاملة اقامة، فهو لبناني ولديه جواز سفر انكليزي ايضاً، وقال انه يريد ان يعمل اقامة على جواز السفر الانكليزي لتسهيل سفره الى انكلترا، فقلت له: ((انا لا اعرف احداً من الامن العام ولكن لدي صديق يعرف بهذه الامور، فاتصلت به وحضر الينا، فسلمه صديقي الاول المعاملة فأخذها الآخر وذهب الى جميل السيد، ورجع بعد ساعة ونصف وابلغني بأن اعتبر هذه المعاملة قيد الانجاز، فقلت له: هذه لصديقي وليست لي، فقال لي: تفضل هذا رقم هاتف جميل السيد فقلت له: اسمع، اين هي (المعاملة)؟ فأعطاني اياها ومزقتها وقلت له: لو اردت الاتصال بجميل السيد لما اتصلت بك وما عدت انا بحاجة الى هذه (المعاملة). وذات مرة نشرنا خبراً عن جميل السيد من ضمن الاخبار التي كنا نتعرض فيها للاجهزة فجن جنونه.
# وما هو الخبر؟
- شيء يتعلق بأن رئيس الجمهورية قام بصفقة مع الرئيس الحريري وهي منشورة بجريدة ((النهار)) وكتبوا كلمة صفقة بالانكليزية أي (deal). قلنا ان رئيس الجمهورية دستورياً لا يحق له ان يقوم بصفقة ولا يستطيع ان يقوم بصفقة، فالصفقة قام بها جميل السيد مع رفيق الحريري وذكرناها ووضعنا التفاصيل وذكرنا تعيين صهره فؤاد حمدان مديراً عماً للاتصالات في (اوجيرو) وكان اقترحه مديراً عاماً للكهرباء لكن لحود والحريري اتفقا على نقله الى ((الاوجيرو)). ومنذ وقت النشرة ولغاية ساعة واحدة تقريباً وردني ما لا يقل عن 10 او 15 اتصالاً يقولون بأن اللواء رجل آدمي ولا يجوز ان تتعرضوا له وكنت ارد على الجميع بأن اللواء اذا كان لديه اعتراض فبإمكانه ان يطلب حق الرد ونذيع له تكذيباً او تصحيحاً فلا مانع لدينا، فكل الاتصالات لم تنفع وهي تطلب منا ان نذيع اعتذاراً. واذ بجميل السيد يتصل بي ولأول مرة بيني وبينه مباشرة، مع العلم لتاريخ اليوم لم اره بحياتي وجهاً لوجه ولا في أي مكان وهي المرة الوحيدة التي يتصل بي حينما كنت اتناول العشاء مع زوجي واولادي ويقول لي: انا اللواء جميل السيد فأجبته: نعم، وماذا تريد (بنبرة قوية) واعتقدت زوجي انني اصرخ بوجه سائقي، فقال لي: انت تجلس في (كان) مع الزعران وتتكلم عن الاوادم في لبنان، فقلت له: لن اسألك عن الزعران في (كان) ولكن من هم الاوادم في لبنان؟ فقال لي: انا، قلت له: انت آدمي؟ انت اكبر ازعر في لبنان، انت وسخ، انت بلا ادب، كيف تسمح لنفسك بأن تتصل بي الى هاتفي الشخصي. فوجىء جميل السيد وذهل للحظات صمت واستعاد قواه قائلاً لي اسمع ملفاتك عندي، سأريك، فقلت له: اسمع انت، ملفاتي انا افتخر بها، ولكن انت يا.. ملفاتك عندي وانا سأريك، وقطعت الاتصال، هذا حدث عندما كان جميل السيد في عزه.
# وما كانت نتيجة هذا الاتصال؟
- المسألة كلها لم اكن انا المستهدف بالتحديد، ولكن الهدف هو وضع اليد على قرار المحطة التلفزيونية او تدجيني لجعلي في خانتهم.
# الغريب انهم كانوا ضد الرئيس الحريري، ومحطتك دائماً كانت تهاجم الرئيس الحريري، فما هذه الاشكالية؟
- يقال لي اكثر من ذلك، يقولون لي ان هذا الشخص من جماعة رئيس الجمهورية وانت على صداقة مع رئيس الجمهورية، فأنا لا اعتبر رفيق الحريري خصمي ولست عدواً لأحد، بل نحن تلفزيون تجرأ على كل شيء نعتبره نحن فساداً او هدراً.
# ألم يروا هم ان هناك مصلحة مشتركة بينك وبينهم، وان الرئيس الحريري هو خصم مشترك وانت تهاجمهم؟
- ليس صحيحاً اطلاقاً بأنهم على خصومة مع رفيق الحريري.
# وصلوا الى حد انهم اتهموا بقتله وتقول انهم ليسوا اخصاماً!!! فكيف تكون الخصومة إذن؟!!.
- انا احكي لك هذا عما قبل، من سنة 2000 وما بعد كانت كل اعمال جميل السيد وغازي كنعان لمصلحة رفيق الحريري وضد أي زعامة سنية في البلد، فهم مع من يدفع المال، وبغض النظر بعد ذلك ان كانوا اخصاماً مع رفيق الحريري او اصدقاء له او ان كانوا اصدقاء مع رئيس الجمهورية، فأنا لست معنياً بذلك.
# عودة الى زكزكات السيد هل تضيف شيئاً جديداً؟
- نعم، سأروي واقعة مسابقة ملكات جمال اوروبا في لبنان. كان الدكتور كرم كرم وزيراً للسياحة وكنا سعينا في محطة (N.T.V) للقيام بعمل كبير للبنان الذي كان ما يزال يحاول الخروج من محنته، فدعونا ملكات اوروبا لإقامة مسابقة ملكات جمال اوروبا ومعهم مئات الاشخاص من حكام واداريين وخبراء وغيرهم في لبنان كترويج سياحي مهم، والوزير المعني هو وزير السياحة د. كرم قال لي: ماذا تريد منا؟ قلت: لا اريد أي طلب منك سوى تسهيل تأشيرات الدخول لهم ولا اريد شيئاً آخر. نحن قمنا بكل هذا العمل، وتكلفنا اكثر من مليون دولار.
# هل تغطي هذا المبلغ من الاعلان؟
- لا، نحن علينا حصار بالاعلانات، سواء من الاجهزة او المحتكر انطوان شويري او من بعض الدول، فلم يغطى المبلغ والخسارة كانت مليون دولار وليس هذا هو الموضوع، انما هو طلب التسهيلات والتأشيرات، ملكة جمال يوغوسلافيا تصل الى مطار بيروت الساعة الثانية صباحاً وتحتجز في المطار وفي السابعة صباحاً يتصلون بي لابلاغي بالموضوع فتحدثت الى احد مسؤولي الامن العام في المطار وسألته: لماذا الفتاة محتجزة؟ قال: يقول لك الضابط الكبير بأن هذا الموضوع عند اللواء وبامكانك الاتصال به، قلت له: قل للواء باننا نسامحه بالفتاة ولن اتصل به، وقل للضابط الواقف امامك ان يبلغ اللواء، الم يتعظ من المرة السابقة، فأنا لن اتصل به، فاتصلت بالوزير كرم كرم وقال لي تكلم معي القنصل اليوغوسلافي فماذا افعل؟ قلت له هذه مسؤوليتك، تحدث الى الامن العام، فتحدث معهم حتى اصبحت الساعة 12 ظهراً والفتاة كانت ما تزال محتجزة، فيتصل بي الدكتور كرم كرم ويقول لي دعني اراك، فتقابلنا وقال لي: جميل السيد يعاند في هذا الموضوع ولا يريد اخراج الفتاة حتى تتكلم معه انت.
# هل هناك حجة لمنعها؟
- لا، لا شيء يسبب منعها، فالاوروبيون يدخلون من دون تأشيرات.
# هل يوجد في جواز سفرها ما يمنعها من الدخول؟
- لا، لا، انها رذالة وقلة حياء وتشبيح وابتزاز، هكذا يتعاملون مع الناس، وبعد فترة اتضح لي من عميل جميل السيد انه ايلي الفرزلي نائب رئيس مجلس النواب يومها.
# كيف عرفت انه عميل له؟
- يتصل ايلي الفرزلي بالمحطة التلفزيونية ويسأل عني، ويقولون له انني مسافر وكنت فعلاً مسافراً بعد الظهر فيتحدث مع مدير المحطة خليل ابو شوارب ويقول له: انا سأرسل لك بياناً فحلوا لنا المشكلة وأذيعوا بياناً تكذيبـياً عما نشرتموه عن جميل السيد والفتاة اليوغوسلافية تحل مشكلتها.
# وماذا قلتم عن جميل السيد؟
- كنا اذعنا منذ شهر او شهرين في ذلك الوقت خبراً تناول جميل السيد. المهم مدير المحطة خليل ابو شوارب يقول للفرزلي امهلني عشر دقائق، فيتصل بي خليل ويقول لي ان الفرزلي اتصل به ويطلب نشر بيان فإذا اذعناه تخرج الفتاة من المطار وهو يتعهد بذلك، فأجبته: اتصل بالفرزلي وقل له: الساعة الثالثة دعوت لمؤتمر صحافي وكنت تحدثت انا مع منظم الاحتفال وهو فرنسي وقلت له بأن هناك حرباً ضدنا من قبل مدير عام الامن العام والفتاة محجوزة وانا ابلغتهم انه عند الساعة الثالثة اذا لم تصل الفتاة الى الفندق المخصص لها سأعلن في المؤتمر الصحافي الغاء الحفلة، علماً ان كل شيء اكتمل وكل الملكات والتدريب والحفلة كل ذلك جاهز، فقال لي الفرنسي فوراً انا اتضامن معك.
كنت اتحدث معه من عيادة الدكتور كرم، فقلت لخليل ان يقول للفرزلي بأن يبلغ جميل السيد من الآن وحتى الثالثة اذا لم تحضر الفتاة سألغي الاحتفال وسأعلن هذا للعالم كله، وهناك 45 محطة تلفزيونية في العالم مساهمة في نقل هذا الحدث، وقلت لخليل انا مسافر فأنجز البيان لتقوم مع منظم الحفلة الفرنسي بإعلانه في مؤتمر صحافي لإلغاء الحفلة، لكن في الساعة 2.30 كانت الفتاة في الفندق.
الاهم في افتتاح حفل مسابقات ملكة جمال اوروبا وامام 45 جهازاُ اعلامياً عالمياً هاجمت جميل السيد راوياً الواقعة واعتذرت نيابة عن الوطن ولم يجرؤ جميل السيد ان ينبس ببنت شفة.
# وماذا قال لك الدكتور كرم؟
- قال لي: يئست منذ الصباح وجميل السيد غير موافق على حل هذا الموضوع حتى تتحدث انت شخصياً معه.
# الم يجرب الدكتور كرم ان يتحدث مع احد من السوريين في هذا الموضوع.
- لا اعرف، قال لي: يئست ولم يقبل جميل السيد حتى تتحدث انت معه.
ملاحقة
# هل لاحظت لغاية الآن، كل مشاكلك مع جميل السيد كانت فقط حول التأشيرات، ملاحقاتك او مضايقاتك كانت تتم عن طريق التأشيرات، هل هناك حقل آخر كان يلاحقك به غير التأشيرات؟
- كنت اخرج من المكتب وكانت تلاحقني سيارات، ذات مرة كنت ذاهباً للغداء مع محمود حمود وقتها كان وزيراً للدفاع في فندق (فينيسيا) وكانت تلاحقني سيارات جميل السيد، كانوا يقفون هنا على باب المكتب، فقلت له: سأرجع معك، وعدت معه وقلت له: انظر انهم هنا، ثم اختفوا.
# لمجرد انك صعدت بسيارته او انه تحدث اليهم ومعه ضابط.
- لا، انا لست خائفاً منهم، نعم معهم ضابط في السيارة، فقلت له: انا سأصعد معك في السيارة، وهذا من باب (الزكزكة) لجميل السيد لانهم سيرفعون له تقريراً.
# اريد ان نكمل حول ملاحقات جميل السيد بالإعلام مثلاً، ما الذي جربه ليضغط عليك، من خلال موظفيكم او غير ذلك؟
- بإمكاني ان اقول لك نحو عشرين قصة حول ذلك.
# لا، لا يسبب الملل.
- نحن في التلفزيون نشتري برامج وافلاماً من اوروبا واميركا وغيرها، وبدورنا نرسلها الى الامن العام ونستحصل على اخراج وندفع رسوماً عليها، وعادة خلال 24 ساعة يسلموننا الافلام، وانتظرنا في احدى المرات ثلاثة ايام بحجة ان جهاز الحاسوب معطل، وجئت الى مبنى التلفزيون وتحدثت مع الشخص الذي يراجع في الامن العام بخصوص الافلام وسألته: فأجاب انهم يقولون لي ان الحاسوب معطل، فطلبت من خليل ان يتصل بمحطتي (M.T.V) و(L.B.C) واسألهم عما اذا كان حاسوب الامن العام معطل ام لا، فأجابوا بأنه غير معطل وانهم استلموا الافلام من هناك في فترة الايام الثلاثة التي ادعوا فيها ان الحاسوب معطل، فطلبت الامن العام وتحادثت مع المسؤول عن الموضوع وقلت له: اسمع، لا اريد ان اسمع اسطوانة الحاسوب، فالليلة في السابعة والنصف انت ومعلمك جميل السيد استمعوا الى نشرة الاخبار فسأفضحك انت ومعلمك جميل السيد، لماذا تريد ان تحتجز لي افلامي؟ قال: ابداً جهاز الحاسوب معطل. فقلت له: قبل السابعة والنصف يجب ان تكون كل الافلام موجودة عندي في المحطة وإلاّ.. بلغ جميل، فقال لي ارسل لي موظفاً من عندك فأرسلت له موظفاً فاستقبله الضابط وقدم له القهوة واعطاه الافلام.
# اليست مفارقة بأنك مستعد للتحدث مع ضابط عادي لحل قضية خاصة ولا تتحدث مع رئيس الجهاز الذي هو جميل السيد؟!
- انا لا اتحدث معهم ولكن موظفيّ يذهبون ويتابعون الاعمال، وعندما ارى ان هناك اشكالاً محدداً، ورأيت من واجبي ان اتدخل، اتدخل مع هؤلاء، ولماذا اتحدث الى جميل السيد؟!
# هل من مزيد؟
- ابنتي عمرها سبع سنوات، ارسلت المراسل الموجود لدينا ليقدم لها طلباً للجواز في منطقة سبيرز في مقر الامن العام فقالوا لي: يجب ان يحضر احد والديها لان هذا هو النظام المتبع، فذهبت الى هناك احتراماً للقانون ووقفت خلف الناس انتظر دوري، وصودف ان مر احد الضباط من الامن العام عرفني وقال لي: استاذ تحسين تفضل الى المكتب لنحتسي القهوة معاً فقلت له: لا، انا اقف مثلي مثل أي مواطن عادي، وكان دوري قد حان، وسألتهم ماذا علي ان افعل لاجل جواز ابنتي، قالوا: عليك ان توقع فقط، فوقعت على الاوراق وقال الضابط الآن انتهينا وبإمكاننا احتساء القهوة في المكتب حيث بدأ يشرح لي نظام عملهم وقال لي انه بإمكانك استلام المعاملة بعد 48 ساعة، وسألته: هل من داعٍ لأعود انا؟ فأجاب بالنفي وقال بإمكانك ان ترسل السائق، وهاك الايصال وبعد 48 ساعة ذهب السائق الى هناك فقالوا له ان المعاملة في المديرية، راجعوا المديرية وأخذ الايصال منه، وكنت انا سابقاً قد صورت نسخة عن الايصال وصدقتها، فالضابط اخذ الايصال من السائق وشطب جملة (المراجعة بعد 48 ساعة) وكتب بدلاً منها ((عليكم مراجعة المديرية العامة))، وكنت اتوقع ان تحصل لعبة ما، فعملت لهم هزة على التلفزيون. فهذا الموضوع ليس خاصاً بل هو ابتزاز للمواطنين بطريقة جميل السيد، وفي اليوم التالي اتصلوا بمحاميّ الخاص مع رجاء الاسراع باستلام الجواز من عندهم. وذات مرة نشرنا تقريراً عن الفساد في المطار والتلزيمات التي فيها نجيب ميقاتي كوزير اشغال يومها وجميل السيد وذكرناهما باسميهما وذكرنا الوقائع حول صفقة تحويل الطائرات الخاصة (V.I.P). نجيب ميقاتي اعطى ترخيصاً لأحد اصدقائه الذين يعملون معه وهو جار له في المبنى نفسه، وجميل السيد داخل في هذه الصفقة.
# ما علاقة جميل السيد بالصفقة؟ انت تقول ان نجيب ميقاتي سهل الامور لصديقه، اما جميل ما الذي استفاده؟
- هم شركاء معاً، فجميل اصدر تعميماً بمنع صديق نجيب ميقاتي من الدخول الى المطار.
# أي ضد نجيب؟
- نعم ضد نجيب، وبعد اسبوع اصدر السيد تعميماً جديداً بأنه غير مسموح لأحد بالتعاطي في هذا الموضوع س