(1200-64 ق.م)
يمكن اطلاق كلمة كنعان والكنعانيين على الأرض والشعب الذي عاش في بيروت وساحل البحر المتوسط الشرقي في الفترة (2000-1200ق.م)، أي حتى هجوم الشعوب البحرية حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد. فقد حدث تغيير جذري في الخريطة السياسية لكنعان، نتيجة عوامل ثلاث، أولاها ظهور الآراميون وهم شعب سامي جديد أتخذ داخل سوريا موطئاً له وعاصمته دمشق، وثانيها توحيد القبائل العبرانية وتأسيس دولة واحدة حاولت احتلال المدن الكنعانية لأستيطانها ثم إزالة الوجود الكنعاني، وثالثها هجوم الشعوب البحرية الذي أدّى إلى تدمير المدن الكنعانية. وبذلك تقلصت مساحة الأرض التي سكنها الكنعانيون وفقدت أكثر من نصف ساحلها. غير أن طبيعة الساحل الذي بقي في أيدي الكنعانيين استطاعت أن تقدم لهم بديلاً عن الخسارة التي لحقت بهم، ودفعت بهم نحو البحار. لذلك يحسن إطلاق تسمية فينيقيا والفينيقيين على المدن الدويلات الواقعة على ساحل البحر المتوسط الشرقي، منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد وحتى فتوحات الأسكندر، أي في الفترة (1200-332ق.م). وهذه المدن تقع حالياً على الساحل السوري ـ اللبناني ـ الفلسطيني. وكان على الشاطئ الفينيقي خمس مدن رئسية هي أرواد، جبيل، بيروت، صيدا، صور.
استقلال بيروت والمدن الفينيقية {العصر الذهبي} (1200-900ق.م)
كان هدف المدن الفينيقية في هذه الفترة هو التوسع التجاري، فتحول أهلها إلى ملاحين مهرة، وأصبح البحر المتوسط بحيرة فينيقية، وتقدمت صيدا وصور.
ويبدو أن صيدا وصور، كانتا تشكلان جزءاً من دولة صيدونية واحدة، فايتوبعل (887-856ق.م) ملك صور يظهر في التوراة كملك الصيدونيين، وقد أمتد مُلكه شمالاً إلى بيروت. ويمكن القول كذلك بالنسبة إلى بيروت التي كانت تشكل جزءاً من الدولة الجبلية، رغم أن أسم بيروت لم يظهر في التوراة ولا في الحوليات الآشورية.