مع الرقم ثمانية، المقدمة والمدخل
وقبل أن أزج بالقارئ في صلب هذه الظاهرة العددية الإعجازية أستفز ذاكرته العددية بهذا السؤال:
- ما هو العدد الذي تتخيل أو تتصور بالأصح أن يكون ظاهرة قرآنية وكونية معًا؟!
وحتى أساعدك فإن هذا العدد العجيب لا يخرج عن قائمة الأعداد من 1 إلى 9، كي لا يذهب بك الخيال بعيدا، مع الرجاء الانقطاع عن القراءة لتفكر من واحد إلى تسعة لمدة ثماني دقائق على الأقل!والآن بعد هذه الدقائق الثماني، ألا ترى معي أيها القارئ بأن عبارة ( من واحد إلى تسعة)تحمل الجواب؟!
أجل فبعبارة أخرى نستطيع القول: (واحد من تسعة) وبعبارة رياضية : (9-1) ماذا يساوي؟
هكذا أجبتك عن العدد العجيب، إنه عدد ثمانية (8)! إذن لماذا هذا العدد بالذات؟!
ألم تتأمل يوما في ساعتك الإلكترونية، وكيف تتشكل هذه الأرقام العجيبة والجميلة من الصفر حتى التسعة؟ ألم تلاحظ أن رقما معينا يكون مصدرا لجميع الأرقام في الساعة أو الحاسبة أو الميزان.. أو أي آلة إلكترونية تعمل بالأرقام؟!وبعد تأملك طبعا – ستجد أن رقم (8) بتشكيلته الهندسية الإلكترونية هو مصدر جميع
الأرقام من 0 إلى 9 !! (انظر إلى الشكل):
8 0 – 1 – 2 – 3 – 4 – 5 – 6 – 7 – 8 – 9
واستخرج الآن بنفسك جميع الأرقام التي تريد لتعرف قبل الولوج في الموضوع أن رقم (8) لم تكن له هذه الخاصية إلا بوجودها في عدد (ثمانية)، وسيلاحظ القارئ -هنا- أني فرقت في عبارتي بين الرقم والعدد، وهذا ما تمليه علينا الرياضيات التي تجعل من العدد قيمة ذاتية (كمية)، ومن الرقم قيمة رمزية (كيفية) لهذا العدد؛ فرقم (8) هو رمز لعدد (ثمانية)، وما دامت الذات تحمل كل الأعاجيب التي سنتحدث عنها فإنه يجب أن يكون لرمزه عجيبة من العجائب على الأقل كما هو موجود في الرقم الإلكتروني (8)…