بيروت تتبع نيابة دمشق ويتولاها أمير طبلخاناه

قسّم المماليك بلاد الشام إلى ستة أقسام تدعى نيابات، وتخضع للحكومة المركزية في القاهرة، وهي نيابة دمشق ونيابة حلب ونيابة طرابلس ونيابة حماه ونيابة صفد ونيابة الكرك. وكانت بيروت، شأنها في ذلك شأن صيدا والبقاع، تابعة لنيابة دمشق. وكان والي بيروت يتولى منصبه بموجب توقيع بولايته يصدر عن نائب السلطنة بدمشق، الذي يعتبر من أهم نواب السلطان، لأن نيابة دمشق كانت كبرى نيابات الشام في عصر المماليك، وقد أطلق عليها القلقشندي أسم {نيابة الشام} أو {مملكة الشام}. وكان يتولى بيروت حاكم برتبة طبلخاناهأ والعادة أن يجري الاحتفال بتقليده أمرية الطبلخاناه في دمشق.  

وقد سُميت الأشرفية {من ضواحي بيروت في ذلك الوقت}، نسبة إلى الملك الأشرف خليل سنة 690هـ/1291م. وأول من تولى حكم بيروت وصيدا في بداية حكم المماليك، والٍ يقال له الدمياطي، ويبدو من أسمه أنه ينتسب إلى مدينة دمياط التي كانت على إتصال وثيق بصيدا في العصر الإسلامي. وفي أواخر حكم المماليك، تولى بيروت وصيدا الأمير عساف الحبشي، زمن السلطان محمد بن قايتباي، وكان من مشاهير الولاة، قُتل سنة 901هـ/1495م.

ويذكر صالح بن يحيى أسماء كثيرة حكم بيروت، ويبدو أن الغموض يكتنف هذه الأسماء ومنها: دولت يار السنجاري، وعرس الدين، وأرغون {تسمى الكثير من أمراء المماليك بهذا الاسم}، وناصر الدين محمد بن سويدان البيدمري، والأمير عز الدين صدقة.

عودة للباب الرابع

عودة للصفحة الرئسية