سقوط غرناطة المرحلة الثالثة
المرحلة الثالثة : عصر التدهور الأول من سنة238هـ حتى 300هـ :
وقد تعاقب على حكم الأندلس ثلاثة من الأمراء وهم محمد بن عبد الرحمن 238هـ حتى 273هـ والمنذر بن محمد 273 – 275هـ وعبد الله بن محمد 275 – 300 هـ .
واتسم هذا العهد بكثرة الفتن والاضطرابات وكثرة الخارجين عن السلطة المركزية وكون العرب دويلات داخل الدولة الأم أهمها دولة بني حجاج في إشبيليه وكونها أبناء قبيلة لخم اليمنية وقد بنى إبراهيم بن حجاج هذه الدولة على منوال الدولة الأموية من قصر إمارة وبلاط وحاشية وحراسة وجيش ليسامي بذلك الأمويين .
وقام البربر بخلع طاعة أمراء بني أمية واستقلوا بالولايات الغربية وجنوب البرتغال ومن أشهر القبائل البربرية التي كونت دولاً كبيرة ذي النون وكان عميد هذه الأسرة موسى رجلاً شريراً مفسداً فرق صف المسلمين وأحدث فتنة عظيمة بالأندلس.
ثم إن هذه الفتن الداخلية مهدت السبيل لقيام ثورة ضخمة بالأندلس عرفت بثورة المولدين وهم الذين ولدوا في دولة الإسلام بالأندلس ولكن كانت أصولهم أسبانية نصرانية وهؤلاء وإن كانوا قد نشأوا وترعرعوا بديار الإسلام ودانوا به إلا أن أورمتهم القديمة ظلت ملأ قلوبهم وظل حلم أسبانيا القديمة يراودهم حتى أتتهم الفرصة فثاروا ثورة عنيفة يقودهم رجل شديد البأس عظيم الكفر والحقد اسمه عمر بن حفصون وكان قد ارتد عن الإسلام وقاد جموع المولدين طيلة ثلاثين عاماً يحارب المسلمين ويمزق في دولة بني أمية الذي انحصر في قرطبة وأحوازها فقط .