سقوط غرناطة المرحلة الخامسة
المرحلة الخامسة : عصر الدولة العامرية 366هـ - 399هـ العصر الذهبي:
بعد وفاة الحكم بن عبد الرحمن تولى الأمر بعده ولده الوحيد هشام الملقب بالمؤيد وكان حدثاً صغيراً لا يصلح لهذا المنصب مما جعل الطامعون والثائرون الذين خنست أطماعهم أيام الناصر والمستنصر يبدأون عهد المؤيد بمحاولة انقلاب عليه وخلعه وهذا يظهر على ساحة الأحداث شخصية من أواسط الشعب الأندلسي وهو محمد بن أبي عامر الملقب بالمنصور والذي يعتبر بحق من أعظم الشخصيات الأندلسية على الإطلاق وكان ظهوره رحمة من الله عز وجل وإنقاذاً منه سبحانه وتعالى لأمة الإسلام بالأندلس وقام بالعديد من الأعمال الجليلة لنصرة دولة الإسلام منها:
1. إفشاله لمحاولة الانقلاب على الخليفة الصبي المؤيد وتوليه زمام الأمور بعدما رأى عجز المؤيد عن الاضطلاع بأعباء هذا المنصب الخطير فتولى المنصور أمر الوزارة.
2. قضى على الفساد الإداري الموجود بدواوين الحكم وعزل الوزراء المشكوك في نزاهتهم وقضى على مظاهر الانحراف والفسق التي بدأت تستشري بالدولة.
3. أعاد تنظيم الجيش على أدق صورة وبكيفية تقضي على العصبية القبلية التي مازالت راسخة في الصدور رغم المحاولات المستمرة على مرة العصور لسحقها .
ومن أعظم أعمال المنصور بن أبي عامر حملاته الجهادية والتي بلغت اثنين وخمسين معركة لم يهزم فيها قط واتبع سياسة الهجوم الكاسح وعدم الهوادة أو المسالمة فكسر بذلك شوكة صليبي أسبانيا لفترة طويلة استمرت نصف قرن من الزمان.
وأحيت الحمية الإسلامية في قلوب الأندلسيين الذين دب الترف واللين إليهم وبلغت الأندلس في عهد المنصور بن أب عامر أوج قوتها وكان عهده بحق هو العصر والعهد الذهبي للأندلس .
وبوفاته ذهبت سعود الأندلس ووقعت مرة أخرى في شرك العصبيات المقيتة التي كانت السبب الأول لانهيار الأندلس وتشرذمت الدولة الأم لعدة دويلات صغيرة يقود كل دويلة متغلب أو طامع لا يبالي إلا بمصالح نفسه وعائلته وهذا مهد السبيل لمرحلة هي الأسوء والأخطر في تاريخ الأندلس.