ازدهار بيروت زمن المماليك
أدرك المماليك أهمية بيروت بعد تحريرها من الصليبيين، فعمدوا إلى تحصينها وربطها بدمشق بواسطة البريد، وسكن أمراء الغرب فيها لحمايتها والدفاع عنها. كما نشط أهلها المسلمون في بناء المساجد، فكانت داراً للإسلام. وأصبح مرفأ بيروت الميناء الرئيسي لبلاد الشام.
إنشاء البريد بين بيروت ودمشق
ولتقوية العمليات الدفاعية وربط بيروت بدمشق، أنشأ المماليك البريد بين بيروت ودمشق، ومهمته نقل الأخبار على وجه السرعة، وجعلوا له محطات في الحصين {بين عاليه وبحمدون}، وفي قرية زبدل {في البقاع}، وفي خان ميسلون {في وادي الحرير}، ومنها إلى دمشق.
كما استعملوا الحمام الزاجل، لنقل الأخبار في النهار، بين بيروت ودمشق وبين بيروت وصيدا. أما في الليل، فكانوا يشعلون النار في مكان في ظاهر بيروت، فتجاوبها نار في رأس بيروت العتيقة {وهو موقع دير القلعة خارج قرية بيت مري من المتن الشمالي}، ومنه إلى جبل بوارش {جبل الكنيسة وتقع على سفحه قرية بوارج وكانت تعرف ببوارش}، ومنه إل جبل يبوس {في سلسلة جبال لبنان الشرقية}، ومنه إلى جبل الصالحية {جبل قاسيون المطل على دمشق}، ومنه إلى قلعة دمشق، حيث يصل الخبر. فعندما هاجمت السفن الجنوية بيروت سنة 806هـ/1403م، أشعل المسلمون النار، إشارة لوصول الفرنج إلى بيروت، فوصلت النار بالتدريج في تلك الليلة إلى دمشق. وعلى الفور حضر نائب الشام إلى بيروت ومعه عساكره، في عشية ذلك اليوم.