جميل السيد الإشاعة التي كانت تخيف اللبنانيين
*السيد بدأ رحلته مع العميد إبراهيم شاهين في جيش الطلائع العربي ثم أتقنها ضده تحت قيادة العميد سيمون قسيس
*أول ضابط لبناني يتعرض لمحاولة اغتيال من حزب الله كان السيد قبل أن يصبح بعد سنوات الأكثر تنسيقاً معه
*جميل السيد كان شباك دمشق لاصطياد الحريري.. الصيد الثمين
*ضاق الهراوي وعائلته ذرعاً من أوامر السيد الأمنية ولما شكاه للأسد ((أقنعه)) بكفاءته
*منـزل السيد في الرملة البيضاء اشتراه الحريري له بطلب من الهراوي.. وشقيقاه تعلما بمنحتين دراسيتين من مؤسسة الحريري
*لم يكتف السيد بتلقين صحافيين تحليلاتهم بل كتب بأسلوبه البارع من دون توقيع ضد من يريد النيل منهم
*إشارة من جنبلاط وواسطة من نصرالله مع الأسد طوتا صفحة خلافه مع كنعان وغضبه منه
*جميل السيد كلف مهمة تحجيم الحريري من لحود وسوريا وتوجها بمعركة إقصائه عن رئاسة الحكومة عام 1998
*استند كنعان إلى كلام لم يقصده دلول لاستخدامه في خطة إزاحة الحريري
*جميل السيد مفتاح لكل يد تتملكه نقطتا ضعفه تألهه أو نرجسيته وشهوته أو شبقه للسلطة
*اختلف السيد مع رستم غزالة فتحدث كل منهما عن سرقات الآخر وارتكاباته وعلاقاته المتعددة
*طموحه اللامحدود جعله يعمل لتغييرات تجعله رئيساً لمجلس النواب لزمن قبل ان يصبح رئيساً للجمهورية
*النيابة العامة التمييزية في عهدة عضوم كانت خاتماً في إصبع السيد
*لحود أراد أن يوازن بين مصطفى حمدان وجميل السيد عبر تقوية الحرس الجمهوري
*قوة الحرس الجمهوري اعتبرها ساترفيلد رسالة من مصطفى حمدان إلى الحريري فردت بهية الحريري ان على شقيقها توفير الإمكانيات ليحيى العرب لمنازلته
*عندما كان السيد يختلف مع الهراوي كان حافظ الأسد يحميه وحين يختلف مع لحود يحميه كنعان أما حين يختلف مع الحريري أو بري فكان يجد الحماية عند لحود وكنعان
*رتب ملف اعتقال جعجع بعد إثارة ملف الكنيسة
*عندما كان الهراوي أو الحريري يقرأ الصحف صباحاً كان يعرف ان السيد يقف وراءها
*الحريري كان يعتبر ان السيد مزروع سورياً من كنعان وأحياناً من لحود للحرتقة عليه وابتزازه
*الثنائي لحود – السيد أذاقا الحريري المر بدءاً من هجوم وحدة من الجيش على وزارة المالية واعتقال سكرتيرة السنيورة
وضع الياس الهراوي أسير أمنه فذهب يستجير منه بالرئيس حافظ الأسد مفضلاً الخطر على هذا النوع من الأمن.
فرض على ميشال المر وزير الدفاع بالوكالة فاخترع له هيئة تملأ وقته ضجراً ومللاً.
تسلم الاستخبارات العسكرية في الجيش نائباً لمديرها فجعل منها مرتعاً لمواهبه في التخريب السياسي وهدم أسس النظام المدني اللبناني.
اختلف مع اللواء غازي كنعان فلم يجد حرجاً من اللجوء إلى السيد حسن نصرالله والزعيم وليد جنبلاط ليشفعوا له عند الرئيس بشار الأسد.
صنع من إميل لحود رئيساً للجمهورية ثم تجرأ على صنيعته إلى درجة جعلت لحود يقسم على ضريح والدته بأنه لن يعيده إلى مركزه مهما حدث، لكن ((القضاء والقدر)) أي اللواء غازي كنعان في ذلك الحين لم يستطع التخلي عن عقله التخريبـي، ولا عن عينه التي ترصد ظلماً وعدواناً حياة الناس.
بلغت به النرجسية حد اعتبار نفسه المرشح المستقبلي لرئاسة مجلس النواب فاستخف برئيسه الحالي (منذ 1992 -) نبيه بري وأهانه علناً وسراً، حتى ذهب الرئيس بري إلى الرئيس حافظ الأسد مستجيراً للخلاص منه.. فلم يحصد إلا الريح.
حاول ان يجعل من حياة الرئيس رفيق الحريري جحيماً وان يحيل مشاريعه للبنان المستقبل رماداً، فأقحم نفسه في كل صغيرة وكبيرة في مساره العام وحياته الخاصة، فذهب الحريري أيضاً ومراراً وتكراراً مستجيراً بالرئيس حافظ الأسد وكبار معاونيه للتخلص من هذا الشبح، لكنه كان كمن يستجير من الرمضاء بالنار.
فجأة جاء نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة وفي جيبه قرار دولي أكرهت دمشق على الموافقة عليه، فقام وزير داخليته العميد المتقاعد في الأمن العام حسن السبع وأمسك به مخطئاً فحاسبه وهو لم يتعود الحساب من أحد.
انه اللواء جميل السيد الإشاعة التي أخافت لبنان واللبنانيين في الخمس عشرة سنة الماضية.
كان الرائد جميل السيد أول ضابط لبناني يتعرض لمحاولة اغتيال من جانب مجموعة صغيرة شكلت اللبنة الأولى بقاعياً في حزب الله الصاعد حديثاً على يد سفير إيران في دمشق السيد علي محتشمي الذي أصبح فيما بعد وزيراً لداخلية إيران وأبرز عناصر التيار الإصلاحي المتهاوي.. (الضابط الثاني هو رئيس السيد في البقاع اللواء إبراهيم شاهين الذي قاد جيش الطلائع العربي في البقاع والعميد فهيم الحاج بالتحالف مع سوريا عام 1976).. وكان السيد بالنسبة إلى شاهين هو رستم غزالة بالنسبة للجيش السوري في لبنان، ويقال ان الذي اختاره لهذا الموقع هو تحليلاته وأسئلته التي لفتت أنظار قادة جيش الطلائع عند بدء تكوينه حيث كانت الحاجة ماسة إلى جهاز استخبارات أسندت مهمته إلى الملازم أول جميل السيد. ومن هذا الموقع بدأت رحلة جميل السيد التي أتقنها داخل جيش الطلائع تحت قيادة شاهين ثم أتقنها تحت قيادة قائد جهاز الاستخبارات العسكرية في عهد أمين الجميل العميد سيمون قسيس فبدأ بكتابة تقارير ضد شاهين نفسه ثم كلفه قسيس بفتح خطوط مع جهاز الاستخبارات السوري في لبنان حتى نجح وبات قسيس بعد فترة خاصة في نهاية عهد الجميل أحد أصدقاء غازي كنعان المقربين وبات السيد من أكفأ الضباط الأمنيين الذين تبحث عنهم سوريا في لبنان؟!
عرف عن الضابط جميل السيد أمران أساسيان: هما انضباطيته وجديته الكاملة فضلاً عن طموحه اللامحدود ومن خلال هاتين الميزتين وبهما وبسببهما امتلك السيد قدرة تحليل منطقية وقدرة أقوى على الاسترسال والاستطراد في الكلام إلى ان يجد من هو أعلى منه يطلب منه التوقف بعد استفاضة في شرح أفكاره.
من هذا المنطلق وبسبب تميزه في جيش الطلائع العربي في الجيش اللبناني بقيادة اللواء إبراهيم شاهين حرص على انضباطية الجيش الذي عرفت ردائفه أو أشباهه الأخرى في مناطق مختلفة في بيروت والجنوب والشمال بقيادة الملازم أول أحمد الخطيب تسيباً وانفلاشاً واختراقاً من جانب قوى سياسية وحزبية واستخباراتية فلسطينية في الدرجة الأولى ولبنانية بعد ذلك أو من خلال ذلك أدت إلى انهياره دون وفاة إلى ان اجتاحت إسرائيل لبنان وبيروت عام 1982 فأعلن عن موته قبل ان تعود سوريا بعد ذلك لتعتقل قائده أحمد الخطيب ورئيس أركانه يوسف منصور طويلاً في المزة.
حرص الجيش الثائر الذي عاد كتلة واحدة إلى الجيش الرسمي في عهد أمين الجميل ومنه اللواء شاهين وضابط اللواء جميل السيد على الانضباط في البقاع جعله يتصرف كجيش تقليدي له مناقبيته ولم يكن يرضى وجوداً منفلشاً ميليشياوياً أو حزبياً حوله أو إلى جانبه فكانت حواجزه محاولة للسيطرة على الأرض وهذا ما كان يزعج حزب الله الصاعد حديثاً بأغلبيته البقاعية الذي كان بدأ عملاً سرياً في المقاومة بعد الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، وكانت عقبته حواجز ((جيش الطلائع)) السابق الذي كان فعالاً في التنسيق مع الجيش السوري ومخابراته في البقاع بعد نكسة خروجه الأول تحت وطأة الحصار الصهيوني لبيروت إلى البقاع، فحصلت صدامات متعددة أثارت غضب أطر الحزب فقررت إزاحة شاهين والسيد من الدرب ورتبت عملية لاغتيالهما في البقاع فنجوا منها بأعجوبة حيث رمى السيد نفسه وسط حقل على الطريق، في قريته النبي أيلا، فكان استيعابه للدرس سريعاً، وساعده أول الأمر نسبه مع أحد العناصر البارزة في الحزب يومها إبراهيم أمين السيد، الذي استعار لقب السيد لاسمه إبراهيم الأمين حيث عائلة الأمين من العائلات الدينية المعروفة جداً على مستوى لبنان وسوريا والعراق وبات اسمه متداولاً بهذه الصفة السيد إبراهيم الأمين الناطق الرسمي باسم حزب الله، إلى ان استقامت الأمور وعاد إبراهيم أمين السيد نائباً ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) في مجلس النواب السابق.
ومن مفارقات القدر ان يصبح اللواء جميل السيد بعد ذلك ليس فقط رأس حربة الأجهزة اللبنانية المفوضة سورياً للإمساك بلبنان وتحت رعايتها وجهازها الاستخباراتي بل وكلف بمهمات تتناسب مع طموح وجدية وانضباطية وقدرة التحليل التي يتمتع بها اللواء السيد مديراً عاماً للأمن العام وحاكماً فعلياً للبنان في شقه المحلي بالتنسيق الأكمل مع حزب الله نفسه.
عديدة هي المهمات الاستراتيجية التي كلف بها اللواء السيد ووجدت هوى في نفسه وكفاءته، وإذا كانت إدارته للأمن العام أعطت انطباعاً عن شخصه وإمكانية نجاح الرأس في الإدارة عندما تكون نواياه صافية نحوها فإن الأهم هو المسائل السياسية والأمنية والاستراتيجية التي تصدى لها السيد حتى أعطته صفة الأخطبوط أو المخطط أو الصانع لعهد إميل لحود كواحدة من نجاحاته.
كان تدمير النظام السياسي المتهالك في لبنان هو أول المهمات التي أوكلتها دمشق إلى جميل السيد بعد التزام سوريا حكم لبنان بناء على توكيل عربي ودولي طبيعي أو بصفة الأمر الواقع أو التخلي العربي والدولي عن لبنان لمصلحة سوريا لإدارة هذا البلد في مرحلة إعادة تكوين العالم كله مع بدايات انهيار الاتحاد السوفياتي ثم المنظومة الاشتراكية وبدء قيام الامبراطورية الأميركية الشاملة للكون كله.
وليست من الصدف أبداً ان تكون مهمة السيد هذه جاهزة للتنفيذ مع مجيء رفيق الحريري رئيساً لحكومة لبنان التي سيرأس ثلاثاً منها (1992 – 1995 – 1997) في عهد الياس الهراوي.. فقد كان الحريري هو الصيد الثمين الذي جهزت شباك السيد المتعددة لاصطياده.
فتلك روزنامة اعتمدها الرئيس حافظ الأسد بعبقريته لحكم لبنان خطوة خطوة، وعبر كل مرحلة كان يختار لها الرجال في عهد الهراوي الذي بدأ بعد 48 ساعة من اغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوض في 22/11/1989 والذي انتخب بعد اتفاق الطائف كأول رئيس للمعادلة العربية – الدولية التي تلقفتها سوريا أول الأمر على مضض لأن معوض كان تعبيراً أميركياً عن مشاركة جدية مع سوريا وأيضاً بتفويض عربي – دولي وهو ما لم تستسغه دمشق فكان لا بد من ذهابه ليبدأ حكم سوريا المطلق للبنان في عهد الياس الهراوي.
نعم
توقفت المعادلة العربية – الدولية ومفاعيلها بوقف كل صناديق الدعم العربية – الدولية البالغة أرقامها 6 مليار دولار، لتبدأ المعادلة السورية الوحيدة والكاملة في لبنان بانتخاب الياس الهراوي مستهلكاً عهده ثلاثة رؤساء للحكومة حقق كل منهم ما يريده حافظ الأسد وفق روزنامته المتقاطعة مع المصلحة اللبنانية الكاملة وهي:
q شهد عهد الرئيس سليم الحص حل الميليشيات وبدء تكوين الجيش اللبناني وإعادة نشره في كل الربوع اللبنانية ما عدا الجنوب طبعاً وبعض الجبل حيث ميليشيا القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع وحيث العماد ميشال عون المتحصن في بعبدا وجوارها. وإذا كان عهد الرئيس سليم الحص شهد أيضاً حدثين هائلي الأهمية والخطورة دولياً وعربياً ومحلياً وهما اجتياح الجيش العراقي للكويت في 2/8/1990 وتشكيل تحالف دولي – عربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لإخراج الجيش العراقي من الكويت فإن الحدث الأبرز محلياً هو إعطاء أميركا الضوء الأخضر لسوريا لاقتلاع عون من قصر بعبدا الذي تحصن فيه وبدأ منه حرب تحرير ضدها في 14/3/1989، وهو ما تم يوم 13/10/1990 بعد مشاركة سوريا عسكرياً في قوات التحالف الدولي تحت القيادة الأميركية وكثمن لهذه المشاركة.
q وشهد عهد الرئيس عمر كرامي محاولة إعادة ((الاعتبار)) للمؤسسات اللبنانية بدءاً من استكمال عديد مجلس النواب الذي كان انتخب عام 1972، وخسر حتى 1991 أكثر من خمسة وعشرين نائباً بالموت أو الاغتيال (كميل شمعون، بيار الجميل ماتا، رشيد كرامي وناظم القادري اغتيلا.. كنماذج للغياب أو التغييب) وزيد عدد النواب إلى 128 عين العميد غازي كنعان كل الزيادات التي أضيفت تطبيقاً لاتفاق الطائف في هذا المجال.
q وشهد عهد الرئيس رشيد الصلح عام 1992 أول انتخابات نيابية تجري في لبنان منذ 1972، إنما هذه المرة بتركيب استخباراتي سوري كامل نتج عنها مقاطعة مسيحية شاملة بحيث جاء مجلس 1992 اول مجلس نيابي لبناني معين من الاستخبارات العسكرية السورية لتتبعه مجالس 1996 – 2000 بالطبيعة ذاتها.
كان الرئيس حافظ الاسد – كعادته – حريصاً حرصاً كاملاً على الشكل اما المضمون فليس للسياسيين ان يتعبوا فيه طالما انه يثق برجال استخباراته لاقامة نظام في لبنان شبيه تماماً بالنظام الامني السوري الذي يجلس على عرشه منذ العام 1970، فقد اراد الاسد ان يطبق نجاحه في سوريا في لبنان عبر الاستخبارات والامن اساساً ويبقى للساسة الشكل دون المضمون او الفعالية.
وكان الشكل ايضاً ان يأتي الى الحكم رجل رأى فيه حافظ الاسد بثاقب بصيرته قدرة على تحمل الاوضاع المأساوية اقتصادياً واجتماعياً للملمة الوطن في هذين القطاعين اللذين يهمان الناس التي تريد الخلاص من كل اثر للحرب دماراً وعنفاً وتهجيراً الى استقرار اجتماعي يوازي الاستقرار السياسي عبر مشروع اقتصادي اعماري طموح ليس له الا رفيق الحريري.
تفتقت عبقرية حافظ الاسد عن هذه المعادلة:
اسقترار اقتصادي – اجتماعي يقوده رفيق الحريري من خلال مشروعه الانمائي الشامل.. بدءاً من بيروت العاصمة والقلب والمركز.
امساك امني – عسكري يقوده رجال استخباراته بقيادة الرجل الذي اثبت كفاءة عالية في ميدانه ويتمتع بثقته الكاملة وهو غازي كنعان.
ولأن رفيق الحريري كان يدرك بل ويقول باكراً جداً وقبل ان يصبح رئس حكومة انه يجيء لأن حافظ الاسد هو الذي يصنع الرؤساء.. وكل شيء في لبنان، فإن الحريري لم يخالف هذه المعادلة، فكانت حركته ملتزمة الايقاع السوري بالكامل من خلال المجموعة التي اختارها الاسد لحكم لبنان عبر ما يسمى بالملف اللبناني وهي مشكلة من العماد اول حكمت الشهابي ومن نائب الرئيس عبد الحليم خدام، ومن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية العماد علي دوبا ومن رئيس جهاز الامن والاستطلاع للجيش السوري في لبنان العميد – اللواء غازي كنعان.
والنجاح الذي اعتبرته سوريا جائزتها الوحيدة وهو لبنان بعد حرب تشرين عام 1973 عائد الى هذه المعادلة التي حسمت سنواتها الاولى الى مرحلتين:
المرحلة الاولى 1989 – 1992 وشهدت النصف الاول من عهد الهراوي الدستوري غير التمديدي وفيها ثلاث حكومات (الحص – كرامي – الصلح) وشهدت لملمة الوضع الامني والمؤسساتي.
المرحلة الثانية 1992 – 1995 وشهدت النصف الثاني من عهد الهراوي ببدء عملية الاعمار للملمة الوضع الاقتصادي – الاجتماعي مع حكومة رفيق الحريري الاولى ثم الثانية مع بدء المرحلة الثانية من عهد الهراوي الممدد له من 1995 حتى 1998.
لم تواجه سوريا صعوبات في لبنان في الوسط الاسلامي بعد اغتيال وتهجير وتحجيم كل قادته من الزعيم كمال جنبلاط الى المفتي حسن خالد الى تهجير صائب سلام وتقي الدين الصلح وتحجيم كامل الاسعد واخفاء موسى الصدر.. حيث انحصرت مشاكلها في الوسط المسيحي فكان عليها بعد اقتلاع عون بتدبير اميركي ان تقلع سمير جعجع انما هذه المرة بتدبير استخباراتي، وهنا يبدأ كبيراً الدور المميز لجميل السيد وجهاز استخباراته رغم انه كان نائباً لمدير الاستخبارات يومها العقيد ميشال الرحباني، خاصة بعد ان فتحت له سوريا الطريق بإنهاء اعتصام عون في بعبدا ثم في نفيه الى فرنسا وأيضاً بتدبير امني – قضائي – سياسي كان للرئيس حافظ الاسد دور مباشر فيه (راجع الشراع في العدد رقم1170 تاريخ 24/1/2005).